اقتصاد دولي

الضرائب تدفع بـ «أسترازينيكا» لنقل بناء مصنعها الجديد إلى إيرلندا

شركة العقاقير العملاقة تقرر بناء منشأة التصنيع الجديدة في دبلن حيث الضرائب منخفضة بدلاً من الشمال الغربي لإنجلترا

عبّر وزير الخزانة جيريمي هانت عن خيبة أمله لأن المملكة المتحدة «خسرت هذه المرة» مصنعاً جديداً لـ أسترازينيكا بقيمة 320 مليون جنيه استرليني (388 مليون دولار) بعدما قررت شركة العقاقير العملاقة بنائه في جمهورية إيرلندا حيث الضرائب المنخفضة. خطة المجموعة كانت تقضي سابقاً ببناء مصنعها الآخر بالقرب من مواقعها الحالية المتاخمة لماكليسفيلد – شيشاير، لكن معدل الضريبة «غير المشجع» دفعها إلى التحول إلى دبلن، وفق الرئيس التنفيذي لـ»أسترازينيكا» السير باسكال سوريوت.
ديون فواتير الطاقة تعصف بالشركات البريطانية
برنامج هنت لخفض أسعار الطاقة للشركات: حافة الهاوية ما زالت قائمة
هانت قال بأنه يتفق مع حجة الشركة «الأساسية» في شأن الضرائب.
وفي حديث إلى الصحافة في منشأة علمية بوسط لندن الجمعة، قال وزير الخزانة: «نشعر بخيبة أمل لأننا خسرنا هذه المرة ونتفق مع الحجة الأساسية التي يقدمونها وهي أننا بحاجة إلى جعل ضرائبنا المفروضة على الشركات أكثر تنافسية، ونحن نريد خفض ضرائب الشركات.
وأضاف: «لكن التخفيضات الضريبية الوحيدة التي لن نفكر فيها هي تلك التي يمولها الاقتراض لأنها ليست خفضاً ضريبياً حقيقياً. هي مجرد نقل للفاتورة إلى الأجيال المقبلة». ومن المقرر أن يرتفع معدل ضريبة الشركات من 19 في المئة إلى 25 في المئة في أبريل (نيسان) المقبل، في حين من المتوقع أن ينتهي العمل ببرنامج الإعفاء الضريبي المخصص للشركات وكذلك سيبدأ الدعم المقدم لفواتير الطاقة بالانخفاض في الشهر نفسه.
وتحذر «أسترازينيكا» المملكة المتحدة منذ مدة من عدم التعامل مع قطاع علوم الحياة بوصفه أمراً مفروغاً منه ومن أنها تخسر استثمارات لمصلحة بلدان أكثر تنافسية.
ودعا الدكتور ريتشارد توربيت، الرئيس التنفيذي لرابطة صناعة العقاقير البريطانية، إلى اتخاذ إجراءات حكومية لتوفير «فرص متكافئة».
وقال لبرنامج «توداي» الذي يبثه «راديو 4» التابع لـ»هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «قصص خسارة الاستثمارات، مثل تلك التي رأيناها مع أسترازينيكا، أكبر بكثير من أي ضجيج حول أمور إيجابية أخرى، وعلينا حقاً تغيير ذلك».
وتابع: «أعتقد بأن ثمة نقطة أساسية مفادها بأن الاقتصاد لا ينمو بالسرعة الكافية في الوقت الحالي لدفع ثمن الخدمات العامة التي نحتاج إليها جميعاً، لذلك لدينا خيار. يمكننا إما أن نذهب بعيداً في أسلوب [حزب] المحافظين المالي بما يقوض القطاعات المرشحة للنمو، أو نتصرف بمسؤولية لكن مع محاولة التأكد من أننا قادرون على المنافسة مع البلدان الأخرى التي تمر بتحديات مماثلة». يُذكَر أن المخاوف داخل «أسترازينيكا» والقطاع الأوسع تتركز على ضريبة مبيعات العقاقير التي تحمل العلامة التجارية الخاصة بهيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) NHS، وهي ضريبة تتزايد بسبب زيادة الطلب منذ الجائحة. وقال السيد توربيت: «وصلت الاتفاقية التي أبرمناها مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى مرحلة تدفع عندها الشركات الآن أكثر من ربع إيراداتها – ليس الربح بل الإيرادات – إلى الحكومة.
وأضاف: «هذا يتجاوز إلى حد كبير أي شيء يدفعه القطاع في أي مكان آخر في العالم وعلينا أن نصل إلى النقطة التي تكون فيها المملكة المتحدة قادرة على المنافسة على الاستثمار من ضمن فرص متكافئة، ونحن لم نصل إلى ذلك بعد». وشملت التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء ريشي سوناك في الإدارة العامة هذا الأسبوع إنشاء إدارة حكومية جديدة تركز على العلوم والابتكار والتكنولوجيا.
أشار هانت أخيراً إلى إن قطاع علوم الحياة في المملكة المتحدة «قوي للغاية. إذا نظرتم في علوم الحياة، لدينا استثمارات بمليارات الجنيهات كان قد أُعلِن عنها أخيراً من قبل «بيونتيك» BioNTech و»موديرنا» Moderna و»ميرك» Merck وشركات الأدوية الكبرى الأخرى، ونعتقد بأننا في وضع قوي للغاية مع أكبر قطاع لعلوم الحياة في أوروبا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى