اقتصاد دولي

النفط يستقر وسط بيانات اقتصادية صينية ضعيفة وتراجع المخزونات

تغيرت أسعار خام برنت تغيراً طفيفاً اليوم الجمعة وتتجه نحو إنهاء الأسبوع مستقرة بعد مكاسب على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، إذ تقيم الأسواق انخفاض مخزونات الخام الأميركية واحتمال وقف زيادات أسعار الفائدة في مقابل بيانات اقتصادية صينية ضعيفة يمكن أن تحد من الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات إلى 79.67 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسعة سنتات إلى 75.74 دولار للبرميل، وسجلت الأسعار ارتفاعاً طفيفاً عند التسوية أمس الخميس.

خام برنت لتسجيل انخفاض 0.2 في المئة
وعلى مدار الأسبوع، يتجه خام برنت لتسجيل انخفاض 0.2 في المئة، بينما يتوقع أن يرتفع الخام الأميركي 0.4 في المئة.
ومما دعم الأسعار تراجع مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي مدعومة بقفزة في صادرات الخام، بحسب ما قالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء الماضي.
إضافة إلى ذلك أسهمت بيانات حديثة، مثل معدل التضخم الأقل من المتوقع ونمو الوظائف بوتيرة معتدلة، في إقناع عديد من المستثمرين والمحللين بأن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة المتوقع هذا الشهر سيكون الأخير في دورة التشديد الحالية.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي وخفض الطلب على النفط.
ومع ذلك، أدت البيانات الاقتصادية الضعيفة بالصين لكبح أسعار النفط، فقد سجل ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم هذا الأسبوع نمواً مخيبا للآمال في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، مما يزيد من احتمال عدم تحقيق الاقتصاد هدف النمو السنوي للحكومة البالغ خمسة في المئة.

بوتين يطلق مشروع “أركتيك إل إن غي 2” للغاز المسال

في غضون ذلك أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس في مورمانسك الخط الأول من مشروع “اركتيك ال ان غي2” وهو مشروع هائل للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي انسحبت منه المجموعة الفرنسية “توتال-إنرجي” في 2022.
وقال أحد مشغلي المشروع خلال حفل التدشين الذي بث التلفزيون وقائعه إن “تفويض القطر لنقل خط المعالجة الأول لمصنع الغاز الطبيعي المسال جاهز وأطلب الإذن ببدء عمليات النقل في البحر”
ورد بوتين أن “الإذن ممنوح”، بينما كان يقوم بتشغيل الخط إلى جانب مدير شركة الغاز العملاقة “نوفاتيك” ليونيد ميخلسون.
ويقع هذا المشروع الذي تقدر قيمته بـ21 مليار دولار في شبه جزيرة جيدان على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن أول مصنع عملاق للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة يامال بدأ تشغيله في 2017.
ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 19,8 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً عبر ثلاثة خطوط إنتاج من حقل الغاز القريب والغني في أوترينييه.

وكانت الفرنسية “توتال-إنرجي” أعلنت في 2022 بعد بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا وقف تمويلها لمشروع “أركتيك ال إن جي2” الذي تمتلك “نوفاتيك” ستين في المئة منه مع الصينيتين “مؤسسة النفط الوطنية الصينية” و”سي أن بي سي” و”المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري” واليابانية “جابان أركتيك إل إن غي”.
ويعد ”أركتيك إل إن غي2” هو أحد المشاريع الرئيسة لاستغلال روسيا “طريق البحر الشمالي” الذي يربط آسيا بأوروبا.
وتأمل موسكو أن يكون طريق القطب الشمالي هذا الذي أصبح قابلاً للاستخدام بفضل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد، قادراً في المستقبل على منافسة قناة السويس في تجارة المحروقات.

آسيا تشتري كميات شبه قياسية من الخام الأميركي

 في سياق متصل قالت مصادر من قطاع الطاقة إن مصافي التكرير الآسيوية حجزت كميات شبه قياسية من الخام الأميركي ليتم شحنها في أغسطس (آب) المقبل لتحل محل مشتريات نفطية من الشرق الأوسط بعد أن أطلقت الأسعار التنافسية والإمدادات الوفيرة عمليات شراء مكثفة.
تأتي قفزة الواردات من الولايات المتحدة بعد توقعات بطلب قوي من الصين على النفط البرازيلي في الربع الثالث وسط سعي آسيا لتعزيز مشترياتها من النفط الخفيف من الأميركتين، مما قلص الطلب على درجات خام مماثلة من الإمارات.
وقال متعاملون إن ما يتراوح بين 1.5 مليون و1.9 مليون برميل يومياً من الخام الأميركي، معظمه من غرب تكساس الوسيط ميدلاند، ستتجه إلى آسيا الشهر المقبل.

ووفقاً لبيانات لتتبع السفن من كبلر فإن هذه الكميات ستكون أقل بقليل من المستوى القياسي الذي جرى تحميله في أبريل (نيسان) الماضي وبلغ 2.2 مليون برميل يومياً.
يأتي التدفق الكبير للخام الأميركي إلى آسيا مدعوماً بخصومات واسعة لخام غرب تكساس الوسيط مقابل خام دبي القياسي في الشرق الأوسط، مما يجعل استيراد النفط من الولايات المتحدة أفضل من الناحية الاقتصادية للمشترين الآسيويين.
ووصل متوسط ​​الخصم للعقود الآجلة لخام غرب تكساس على مبادلات خام دبي 5.40 دولار للبرميل اعتباراً من 20 يوليو (تموز) الجاري، وهو ما يقل قليلاً عن مستوى خصم 6.08 دولار للبرميل في الشهر الماضي، لكنه أعلى من خصم مايو (أيار) الماضي الذي جاء عند 3.93 دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى