اقتصاد دولي

السوق الأوروبية تفشل في الصعود والأسهم اليابانية تعوض خسائرها

لم يطرأ تغير يذكر على الأسهم الأوروبية الجمعة مع إحجام المستثمرين عن المراهنات الكبيرة قبل سلسلة اجتماعات لبنوك مركزية الأسبوع المقبل، فيما تراجعت أسهم شركات السلع الفاخرة بعد نتائج أعمال ضعيفة من (إل.في.إم.إتش) الرائدة في القطاع.
واستقر المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي، إذ عوضت مكاسب حققها قطاع الطاقة أثر الخسائر في قطاعي تجارة التجزئة والرعاية الصحية.
وتراجع سهم (إل.في.إم.إتش) 1.1 في المئة، وأعرب بعض المحللين عن خيبة أملهم حيال هوامش ربح الشركة، التي نالت من بريق الأرباح التي تحققت في الربع الرابع.
وهوى سهم (إتش آند إم) 6.6 في المئة بعد أن أعلنت ثاني أكبر شركة لبيع الملابس بالتجزئة في العالم انخفاضاً أكبر بكثير من المتوقع في أرباح التشغيل من سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، بسبب ارتفاع التكاليف وضعف ثقة المستهلك. وصعد سهم «ساب» 6.9 في المئة في ظل توقعات للشركة السويدية المتخصصة في صناعة الطائرات ومعدات الدفاع والسيارات زيادة شحناتها في سوق أكثر استقراراً في الربع الأول، مع تسجيل أرباح تتماشى مع التوقعات.
ويشهد الأسبوع المقبل اجتماعات بارزة للبنوك المركزية مثل مجلس الاحتياطي الاتحادي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا.
هبوط عنيف لسهم (إتش آند إم):- أعلنت شركة (إتش أند إم) السويدية للملابس تراجع أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة والشحن والزيادة في أسعار الملابس. وذكرت الشركة في بيان أوردته وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن أرباحها التشغيلية انخفضت في الربع الأخير بنسبة 87 في المئة لتصل إلى 821 مليار كرونة (80 مليون دولار)، وتراجع سهم الشركة بنسبة 7.4 في المئة منذ خروجها من الأسواق الروسية، كما ألقت التكاليف المرتبطة بالاستغناء عن 1500 وظيفة بظلالها على أرباحها.
وذكرت «إتش أند إم أن» أرباحها انخفضت بواقع 3.6 مليار كرونة (350 مليون دولار) بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة والشحن والملابس إضافة إلى تأثير ارتفاع قيمة الدولار، وهو العملة التي تسعر بها معظم الملابس. وعادت مبيعات الشركة إلى النمو خلال نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، حيث ارتفعت بنسبة خمسة في المئة في فترة العطلات، غير أن الشركة حذرت من أن حركة الشراء ما زالت سلبية للغاية، وأن فرص التحسن لن تتحقق حتى وقت لاحق العام الحالي. وكانت (إتش أند إم) أعلنت أنها لا تعتزم تحميل قيمة التضخم في أسعار الملابس بالكامل على المستهلك، مما ألقى بظلاله أيضاً على أرباحها.
تراجع الذهب مع تمسك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة:- تراجعت أسعار الذهب الجمعة إذ تنظر الأسواق إلى البيانات الاقتصادية الأميركية القوية على أنها دافع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، لكن الحذر قبل بيانات التضخم واجتماع لجنة السياسة النقدية الأسبوع المقبل حد من تراجع الذهب.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1926.09 دولار للأوقية (الأونصة)، لكنه تحرك في نطاق ضيق نسبياً بعدما تراجع واحداً في المئة تقريباً في الجلسة السابقة عقب البيانات الأميركية. وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئة إلى 1927.30 دولار.
وقال مايكل هيوسون كبير محللي الأسواق في شركة (سي.إم.سي ماركتس) إن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة «تثير التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة لفترة أطول على رغم أن التضخم بدأ يبدو أكثر اعتدالاً» مما يضغط على الذهب.
وأظهرت بيانات صدرت الخميس أن الاقتصاد الأميركي نما بشكل أسرع من المتوقع لكن معظم الاقتصاديين يتوقعون حدوث ركود بحلول النصف الثاني من العام سيكون معتدلاً ولفترة قصيرة مقارنة بفترات ركود سابقة بسبب قوة سوق العمل بصورة غير معتادة. واستقر مؤشر الدولار إلى حد كبير مما جعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أقل جاذبية. ويترقب المستثمرون اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي الأسبوع المقبل الذي سيستمر على مدى يومين ويتوقعون زيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 23.72 دولار للأوقية. وتراجع البلاتين 0.9 في المئة إلى 1009.38 دولار، وخسر البلاديوم 0.5 في المئة إلى 1668.69 دولار.
الأسهم اليابانية تسجل أكبر مكاسب أسبوعية في شهرين:- سجل المؤشر «نيكي» الياباني الجمعة أكبر قفزة أسبوعية في أكثر من شهرين، مع تعويض المؤشر لجميع خسائره منذ التعديل المفاجئ الذي أعلنه بنك اليابان لإحدى سياساته الشهر الماضي لكن الحذر بشأن الأرباح المحلية حد من المكاسب. وارتفع المؤشر «نيكي» 0.07 في المئة لينهي الجلسة عند 27382.56 نقطة، بعد التداول في المنطقة السلبية، وسجل المؤشر مكاسب أسبوعية 3.12 في المئة، وهي الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال جون موريتا، المدير العام لقسم الأبحاث في شيباجين لإدارة الأصول «باع المستثمرون الأسهم بعد أن استعاد المؤشر نيكي جميع الانخفاضات الناجمة عن تعديل سياسة بنك اليابان الشهر الماضي». وأوضح «وكذلك وسط موسم الأرباح، يتوخى المستثمرون الحذر بشأن المفاجآت السلبية بعد أن نشرت شركة نيديك توقعات مخيبة للآمال». وأدى التعديل المفاجئ للسياسات، الذي أجراه بنك اليابان في 20 ديسمبر (كانون الأول) لتوسيع نطاق التداول لعائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات، إلى دفع المؤشر نحو الانخفاض. وصعد المؤشر «نيكي» 4.94 في المئة هذا الشهر، وكان في اتجاه تصاعدي منذ أن أبقى بنك اليابان سياسته للتيسير النقدي من دون تغيير في اجتماعه الأسبوع الماضي.
وأصابت شركة «نيديك» للمحركات المستثمرين بخيبة أمل بعد خفضت توقعات أرباح التشغيل للعام بأكمله بنحو النصف تقريبا، مما أدى إلى تراجع السهم سبعة في المئة في الجلسة التالية.
لكن في جلسة الجمعة، قفز سهم «نيديك» 3.05 في المئة وسجل مكاسب أسبوعية 2.43 في المئة. كما صعد سهم «تويوتا موتور» 0.4 في المئة بعد أن أعلن أن أكيو تويودا تنحيه عن منصب الرئيس والرئيس التنفيذي ليصبح رئيس مجلس الإدارة اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان)، وتسليم دفة أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان إلى كبير مسؤولي العلامة التجارية، كوجي ساتو. وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.22 في المئة إلى 1982.66 نقطة وسجل مكاسب أسبوعية بلغت 2.9 في المئة. وسجل القطاع المصرفي مكاسب 2.51 في المئة ليصبح أكبر الرابحين من بين 33 مؤشراً فرعياً، بينما تراجع قطاع الشحن 3.62 في المئة ليصبح الأسوأ أداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى