منوعات اقتصادية

صدمة للبنوك بعد إطلاق «أبل» حسابا ادخاريا بعائد 4.15 في المئة سنويا

أحدثت أكبر شركة بالعالم «أبل» صدمة في الأسواق الأميركية أمس الإثنين، بعد طرحها حساباً ادخارياً بالشراكة مع بنك «غولدمان ساكس» يعطي عائداً قياسياً عند 4.15 في المئة سنوياً، يعادل 10 أضعاف المتوسط الوطني لعوائد البنوك الأخرى البالغ 0.37 في المئة، بحسب بيانات المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.
صناعة تكنولوجية مالية:- وفتح ذلك الباب لتصور ما يمكنه أن يكون عليه مستقبل الصناعة المالية، أو ما يعرف بشركات التكنولوجيا المالية «الفنتك»، بحيث تدخل التكنولوجيا إلى مضمار الأعمال المصرفية التقليدية. وتمكنت «أبل» من دمج تقنياتها مع قاعدة عملاء «غولدمان ساكس» لدخول مضمار المنافسة مع البنوك التقليدية.
تأثير أكبر في بنوك صغيرة:- وسيكون التأثير الأكبر والمباشر لهذا الحساب في البنوك المتوسطة والصغيرة في الولايات المتحدة التي تواجه مشكلات في السيولة منذ الأزمة المصرفية الأخيرة التي سقط فيها «سيليكون فالي» و»سيغنتشر».
أسهم قطاع المصارف الأوروبية تهتز بعد صفقة «كريدي سويس»:- وغالباً ما تجذب هذه البنوك الصغيرة الودائع من عملاء لديهم ودائع تحت 250 ألف دولار، فهي معروفة بأنها بنوك إقليمية، تسعى إلى الحصول على ودائع المناطق الموجودة فيها، بعكس البنوك الكبرى الموجودة على امتداد كل أميركا. وكانت البنوك الكبرى استفادت من سقوط البنوك المتوسطة مثل بنك «وادي السيليكون»، حيث انتقلت مليارات الدولارات إليها خوفاً من انهيار مصارف أخرى.
لا رسوم ولا حد أدنى:- ويعتبر المبلغ 250 ألف دولار هو الحد الأقصى الذي يمكنه إيداعه في حساب «أبل-غولدمان ساكس» الجديد، في منافسة واضحة لشريحة الأفراد. ومن المفارقة أن الحساب لا يفرض أي رسوم أو حد أدنى للإيداع، ويمكن ببساطة إنشاؤه من خلال تطبيق «أبل واليت». وكانت شركة أبل أعلنت إطلاقها خدمة حساب الادخار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من دون توضيح طبيعة هذه الخدمة المالية الجديدة. لكن توجه أبل هدفه تحقيق مزيد من الإيرادات من الخدمات، وعدم الاعتماد فقط على مبيعات الأجهزة مثل هاتف أبل وكمبيوترات ماك والسماعات وغيرها، بل في التحول إلى خدمات المنتجات المالية التي يمكنها أن تدر أموالاً بحجم المبيعات نفسه.
خدمات أبل المالية:- وأطلقت شركة أبل عديداً من الخدمات المالية، مثل «اشتر الآن وادفع لاحقاً» التي طرحتها الشهر الماضي.
وفعلياً حققت الشركة ما يقرب من 20 في المئة من إيراداتها من الخدمات العام الماضي، ارتفاعاً من حوالى 8 في المئة قبل نحو 10 سنوات، بحسب بيانات «بلومبرغ».
تغيير قواعد اللعبة:- ويفتح حساب الادخار مجالاً لـ»أبل» لاحتجاز أموال المتعاملين لفترات أطول ويغير قواعد اللعبة في البنوك، لكنه يكشف عن أهمية التحول الحاصل حالياً نحو الشركات التكنولوجيا المالية. وتستمر صناعة التكنولوجيا المالية في النمو بسرعة، مع قيام الشركات الجديدة الناشئة واللاعبين التقليدين بتوسيع أعمالهم التكنولوجية. ويتوقع تقرير صادر عن «ريسرتش آند ماركت» أن سوق التكنولوجيا المالية العالمية سينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 23.58 في المئة من 2020 إلى 2025، ليصل إلى 324.4 مليار دولار بحلول عام 2025.
الجائحة أسهمت بالتحول:- وأدت جائحة كوفيد -19 إلى تسريع اعتماد المدفوعات الرقمية والخدمات المالية، حيث يتجه كثير من الناس إلى حلول التكنولوجيا المالية لتلبية حاجاتهم من الصناعة المالية. وفقاً لتقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإن 81 في المئة من شركات الخدمات المالية سرعت خططها للرقمنة نتيجة للوباء.
تتوسع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «أمازون» و»فيسبوك» و»غوغل» في الخدمات المالية، مستفيدة من قواعد عملائه الكبيرة وخبراتها التكنولوجية لمنافسة المؤسسات المالية التقليدية. فعلى سبيل المثال تسعى «فيسبوك» إلى إطلاق العملة الرقمية على منصتها المعروفة باسم «ليبرا» التي من المتوقع أن تحدث اضطراباً كبيراً في صناعة المدفوعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى