مختارات اقتصادية

«بارد أيه آي» أم «تشات جي بي تي».. من يسيطر على عالم الذكاء الاصطناعي؟

أطلقت شركة غوغل أحدث ابتكاراتها «بارد أيه آي»، نموذج الذكاء الاصطناعي، في معظم دول العالم، وباللغات الأكثر استخداماً، وفق ما ذكرت«غوغل» التي عرضت هذا البرنامج في فبراير/ شباط الماضي، ردّاً على برنامج «تشات جي بي تي»، في خطوة ستؤدي إلى احتدام المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي.
وأصبح «بارد» متاح للاستخدام بعدة لغات في معظم أنحاء العالم، بعدما انتظره المستخدمون طوال الأشهر الماضية، منذ إعلان شركة ألفابيت المالكة لغوغل، عن عزمها إطلاق نموذجها الخاص بالذكاء الاصطناعي.
وجاء طرح نموذج «غوغل» للذكاء الاصطناعي في أوروبا، بعد تأجيلات عدة، بسبب مخاوف لدى الحكومات الأوروبية حول عدم توافق «بارد أيه آي» مع قوانينها لحماية المعلومات.
إطلاق نموذج «بارد أيه آي» للذكاء الاصطناعي، ربما يكون مفاجأة لعمالقة التكنولوجيا، بالنظر إلى أن الملياردير الأمريكي، بيل غيتس، قال قبل بضعة أسابيع فقط، إنه يتوقع تراجع أسهم «غوغل» بسبب قدرة «تشات جي بي تي» والنماذج الأخرى على إنهاء سيطرة محركات البحث، ليأتي الرد بشكل عملي بعد خروج «بارد» للنور.

وكثفت «غوغل» جهودها خلال الأشهر الماضية للانتهاء من نموذج «بارد أيه آي» بشكل لا يتعارض مع القوانين، ووصف المسؤولين عن المشروع في «غوغل»، التعديلات الأخيرة بأنها أكبر تطوير صنعوه حتى الآن، مع إضافة دعم لغات عدة، من بينها العربية، الصينية، الإسبانية، الهندية والألمانية.
نموذج متفوق
وطُرح «بارد أيه آي» خلال صيف 2023، سعياً من «غوغل» للدخول في منافسة السيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تتصدّره في الوقت الحالي شركة «أوبن أيه آي» المدعومة من عملاق التكنولوجيا، مايكروسوفت، والتي تمتلك نموذج «تشات جي بي تي».
وأصبح نموذج «بارد» للذكاء الاصطناعي متفوقاً منذ يومه الأول على منافسه الأبرز «تشات جي بي تي»، حيث يمكنه قراءة نتائجه بصوت مسموع، بأكثر من 40 لغة، كما يمكن للمستخدمين تحديد نغمة صوت القارئ من بين خيارات عدة، وهي ميزة تجريبية لمستخدمي اللغة الإنجليزية.
ومنحت «غوغل» ميزة أخرى لنموذجها الذكي، وهي تحويله إلى صديق للمستخدم، يمكن استئناف المحادثة معه حول الموضوع نفسه في وقت لاحق، أو مشاركة صورة معه وطلب اقتراح تعليق طريف عليها، وهي أشياء لا تتواجد في «تشات جي بي تي» الذي يتعامل دائماً بشكل احترافي مع المستخدمين، ويحرص مطوريه على الحديث عن قدرته على المساعدة بشكل أفضل في إنجاز الأعمال.
اشتعال صراع السيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي
رفضت الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي الاستجابة لدعوات كبار رجال الأعمال التي تم إطلاقها قبل أشهر، حول إيقاف تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي حتى يتمكن العالم من تقييم تجربة النماذج الأولى.
وتسبب الرفض ومخاوف أخرى، في إعلان الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، عن إطلاق شركته للذكاء الاصطناعي التي تحمل اسم «إكس أيه آي»، والتي ستتعاون مع باقي شركاته، ومن بينها تويتر وتسلا، من أجل تحقيق هدفها سريعاً.
وأكد ماسك أن الهدف من شركة «إكس أيه آي» هو فهم الطبيعة الحقيقية للكون، وهو تأكيد لأفكاره التي دفعته لدعم شركة «أوبن أيه آي» في البداية، قبل خلافه مع مؤسسيها وانسحابه منها، ومحاربته لها إعلامياً، وإبداء ندمه على التسبب في وجود نموذج «تشات جي بي تي».
كما بدأ مطورو وحدة «العقل العميق» في شركة غوغل، العمل على تطوير نموذج لغوي يدعى«جيميني» سيجعل «بارد أيه آي» أكثر قوة.
وأصبح الجميع مترقباً لردة فعل شركة «أوبن أيه آي» وتحديثها المقبل لنظام «تشات جي بي» بعد كل التطورات السريعة التي طرأت على مجال الذكاء الاصطناعي، التي قد يكون أقلها منافسة، إطلاق مجموعة من باحثيها السابقين، لنموذجهم الخاص كلود 2.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى