اقتصاد دولي

النفط يعمق خسائره و»أوبك+» في مواجهة هبوط الأسعار

واصلت أسعار النفط الخام خسائرها للجلسة الثالثة على التوالي خلال التداولات بفعل تزايد المخاوف في شأن احتمالات تباطؤ الطلب على الخام من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد صدور بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع.
كما تأثرت أسعار الخام سلباً بالتقدم الإيجابي البطيء في شأن الاتفاق على سقف الديون الأميركية، بينما يترقب المتعاملون تصويتاً متوقعاً حول سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار الذي من شأنه أن يحمي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالمياً من التعثر.
هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس (آب) 1.48 دولار أو اثنين في المئة إلى 72.10 دولار للبرميل.
بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.68 دولار أو 2.42 في المئة إلى 67.78 دولار للبرميل. وهبط كلاهما بأكثر من أربعة في المئة أمس الثلاثاء.
وتتجه عقود خام برنت القياسي التي ينتهي أجلها اليوم الأربعاء، إضافة إلى الخام الأميركي، نحو تحقيق انخفاضات شهرية بأكثر من سبعة وتسعة في المئة على التوالي.
وهبطت أسعار الخام بنسبة 13 في المئة هذا العام وسط تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني من سياسة صفر «كوفيد» من ناحية، ومخاوف تتعلق بتقشف عنيف في السياسة النقدية في الولايات المتحدة من ناحية أخرى.
بيانات صينية صادمة
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في الصين أن القطاعين التصنيعي وغير التصنيعي في البلاد تباطآ بشكل فاق التوقعات خلال مايو (أيار) الجاري بسبب ضعف الطلب، بعدما كانا شهدا انتعاشاً أعلى من المتوقع على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، مما زاد الضغط على صانعي السياسات لدعم الانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ.
ووفقاً للبيانات، سجلت الصين انكماشاً في مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي الرسمي إلى 48.8 نقطة خلال مايو وهو أسوأ من التوقعات التي أشارت إلى انكماشه لـ49.5 نقطة فقط، كما أنه أدنى من القراءة السابقة التي سجلت انكماشاً عند 49.2 نقطة فقط بنهاية أبريل (نيسان) الماضي.
تطورات سقف الدين الأميركي
وعلى العكس، تحسنت معنويات المتداولين بصورة طفيفة في الولايات المتحدة بعد اتفاق الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي على رفع سقف الدين الأميركي، البالغ 31.4 تريليون دولار، وتحقيق خفوضات جديدة في الإنفاق الفيدرالي. ومن المقرر التصويت على الاتفاق اليوم وفي حال إقراره فلن تحتاج الإدارة الأميركية إلى التفاوض في شأن سقف الديون مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل.
الأنظار تتجه نحو اجتماع «أوبك+» :- كذلك تتجه جميع الأنظار إلى الاجتماع المقبل لتحالف «أوبك+» الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاء بينهم روسيا، حيث يواجه التحالف هبوطاً حاداً لأسعار النفط خلال اجتماع المنظمة في الرابع من يونيو (حزيران) في العاصمة النمسوية فيينا وسط حال من عدم اليقين في شأن ما إذا كان التحالف سيوسع خفوضات الإنتاج أو لا، بما يلقي بأثر قوي في أسعار النفط الخام بالسوق.
والأسبوع الماضي، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، البائعين على المكشوف الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط، وهو ما فسره بعضهم بأنه تلميح لإمكان الاتفاق على خفض إضافي في الإنتاج من جانب «أوبك+».
إلى أين تتجه أسعار النفط وسط تذبذب الأسواق؟:- ومع ذلك، تشير تصريحات مسؤولين ومصادر نفطية روسية، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، إلى أن ثالث أكبر منتج للنفط في العالم يميل إلى ترك الإنتاج من دون تغيير، على رغم تعهد موسكو سابقاً بخفض إنتاجها، لا يظهر من تدفق النفط الخام الروسي في الأسواق العالمية أي إشارة معقولة تدل على تنفيذ تعهدها.
وفي أبريل، أعلنت السعودية وأعضاء آخرون في «أوبك+» عن مزيد من الخفوضات في إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، ليصل الحجم الإجمالي لخفوضات التحالف إلى 3.66 مليون برميل يومياً.
من جهته أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» هيثم الغيص أن المنظمة لا تستهدف مستوى سعر محدد لأسعار النفط.
احتمالات تباطؤ الطلب :- من جهته، قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي إن تراجع أسعار النفط الخام جاء بسبب زيادة المخاوف في شأن احتمالات تباطؤ الطلب على الخام من الصين مع صدور بيانات اقتصادية أضعف مما كان متوقعاً، إضافة إلى التقدم الإيجابي البطيء في شأن الاتفاق على سقف الديون الأميركية.
وأضاف الحرمي أن هناك حالاً من الترقب الشديد لاجتماع تحالف «أوبك+» الذي ربما يدرس اتخاذ إجراءات إضافية في شأن الإنتاج، لا سيما بعد التحذير السعودي الأخير للمضاربين، مشيراً إلى أن التحالف كان يهدف من خلال بعض قراراته المفاجئة إلى معاقبة المضاربين وردعهم عن القيام بمراهنات غير مبررة على أسعار الخام.
وقال مدير أبحاث التعدين وسلع الطاقة في بنك «الكومنولث الأسترالي» فيفيك دهار إنه مع نمو الإنتاج الصناعي واستثمارات الأصول الثابتة الصينية بصورة أبطأ مما كان متوقعاً الشهر الماضي، تشعر الأسواق بالقلق من أن الطلب على السلع الأساسية في الصين يضعف بسرعة أكبر مما كان مرجحاً، بحسب وكالة «رويترز».
مخزونات الخام الأميركية :- وتترقب الأسواق أيضاً صدور بيانات الصناعة عن مخزونات النفط الخام الأميركية التي ستصدر في وقت لاحق، إذ قدر سبعة محللين استطلعت «رويترز» آراءهم بأن مخزونات الخام تراجعت بنحو 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ 26 من مايو الجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى