ما أهم الوظائف التي ستتأثر بظهور شات جي بي تي؟

في 30 نوفمبر 2022، بشرت شركة أوبن إيه آي العالم ببزوغ فجر جديد من الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم شات جي بي تي.
وقد أذهل روبوت الدردشة المستخدمين باستجاباته الشبيهة بالإنسان والشاملة. حيث يجيد فهم مجموعة متنوعة من الأسئلة المختلفة والإجابة عليها بشكل وافٍ، وتقديم الاقتراحات، وعمل الأبحاث وكتابة المقالات والملخصات، بل وحتى إلقاء النكات (من بين مهام أخرى).
وبالفعل أقبل العمال في شتى بقاع العالم على استخدام هذه المهارات في وظائفهم، مما يطرح السؤال: ما الوظائف التي سيتم تغييرها، أو حتى استبدالها، بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب؟
المنهجية:- فحصت ورقة بحثية لشركة أوبن إيه آي على وجه التحديد الصناعات والوظائف الأكثر «تعرضًا» لنماذج اللغة الكبيرة مثل جي بي تي والتي تعمل عليها بوت الدردشة مثل شات جي بي تي.
وبالتالي، تشمل النتائج كلتا الوظيفتين حيث يمكن للبشر استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عملهم، إلى جانب الوظائف التي يمكن أن تكون آلية تمامًا. في السياق ذاته؛ كشفت شركة أوبن إيه آي عن أن 80 % من القوى العاملة الأمريكية تنتمي إلى مهنة يمكن إنجاز ما لا يقل عن 10% من مهامهم بواسطة الذكاء الاصطناعي. في حين ينتمي خُمس القوى العاملة إلى مهنة تتأثر فيها 50% من مهام العمل بالذكاء الاصطناعي.
الوظائف الأكثر والأقل تعرضًا لخطر تعطيل الذكاء الاصطناعي
– فيما يلي قائمة بالوظائف التي تم إبرازها في الورقة البحثية على أنها من المحتمل أن تتعرض (أو تعرضت بالفعل) لتعطيل الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل الوقت اللازم للقيام بالمهام المرتبطة بالمهنة بنسبة 50% على الأقل.
بشكل عام، تبين أن الوظائف التي تتطلب مهام متكررة، ومستوى معينًا من تحليل البيانات، واتخاذ القرارات الروتينية تواجه أعلى مخاطر التأثر. – وربما ليس من المستغرب أن «صناعات معالجة المعلومات» التي تنطوي على الكتابة والحساب والتحليل رفيع المستوى لديها تعرض أعلى للذكاء الاصطناعي القائم على نموذج اللغة الكبيرة. – ومع ذلك، فإن وظائف العلوم والتفكير النقدي داخل تلك الصناعات ترتبط سلبًا بالتعرض للذكاء الاصطناعي.
– على الجانب الآخر، ليس من المرجح أن تتأثر كل الوظائف. فيما يلي قائمة بالوظائف التي من المحتمل أن تكون أقل تعرضًا لتعطيل نموذج اللغة الكبير للذكاء الاصطناعي.
– بطبيعة الحال، كانت الصناعات العملية مثل التصنيع والتعدين والزراعة أقل تأثرًا، ولكنها لا تزال تشمل أدوار معالجة المعلومات المعرضة للخطر. – وبالمثل، من المتوقع أيضًا أن تشهد صناعة الخدمات الشخصية الحد الأدنى من التأثير من هذه الأنواع من نماذج الذكاء الاصطناعي. لكن الأنماط بدأت تظهر للباحثين عن عمل والصناعات التي قد تضطر إلى التعامل مع الذكاء الاصطناعي قريبًا.
الذكاء الاصطناعي يؤثر على مستويات مختلفة من الوظائف
– قامت شركة أوبن إيه آي بتحليل الارتباطات بين التعرض للذكاء الاصطناعي في سوق العمل مقابل مستوى التعليم المطلوب للوظيفة والأجور والتدريب على العمل.
– ووجدت الورقة البحثية أن الوظائف ذات الأجور الأعلى لديها تعرض أعلى للذكاء الاصطناعي القائم على نماذج اللغة الكبيرة على الرغم من وجود العديد من الوظائف ذات الأجور المنخفضة ذات التعرض العالي أيضًا.
– كما بدا أن المهنيين الحاصلين على شهادات التعليم العالي أكثر تعرضًا لتأثير الذكاء الاصطناعي، مقارنةً بأولئك الذين ليس لديهم شهادات.
– ومع ذلك، فإن المهن التي تتمتع بمستوى أعلى من التدريب أثناء العمل لديها أقل قدر من مهام العمل، مقارنة بالوظائف ذات التدريب القليل أو المعدوم.
هل سيكون تأثير الذكاء الاصطناعي جيدًا أم سيئًا على سوق العمل؟: – يعتمد التأثير المحتمل لشات جي بي تي والنماذج المشابهة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي على الوظائف الفردية على عدة عوامل، بما في ذلك طبيعة الوظيفة، ومستوى الأتمتة الممكن، والمهام الدقيقة المطلوبة.
– ومع ذلك، في حين يمكن أتمتة بعض المهام المتكررة والتي يمكن التنبؤ بها، فإن المهام الأخرى التي تتطلب مهارات غير ملموسة مثل المدخلات الإبداعية، وفهم الفروق الثقافية الدقيقة، وقراءة الإشارات الاجتماعية، أو تطبيق الحكم الجيد لا يمكن أن تكون بعيدة تماما حتى الآن.
– مع الوضع في الاعتبار أن التعرض للذكاء الاصطناعي لا يقتصر على استبدال الوظائف. فإن التحول الوظيفي، مع استخدام العمال للذكاء الاصطناعي لتسريع أو تحسين إنتاج المهام، أمر محتمل للغاية في العديد من هذه السيناريوهات.
– بالفعل، هناك إعلانات توظيف لويسبير إيه آي (AI whisperers) الذين يمكنهم تحسين الاستجابات الآلية بشكل فعال من الذكاء الاصطناعي العام.
– مع تقدم سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة نادرًا ما شهدناها من قبل في تاريخ التكنولوجيا، من المحتمل ألا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى نرى التأثير الكامل لشات جي بي تي وغيرها من النماذج اللغوية الكبيرة على كل من الوظائف والاقتصاد.
المصدر: فيجوال كابيتاليست