اقتصاد دولي

الذهب يواصل الصعود والأنظار نحو «الفيدرالي الأميركي»

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع تراجع الدولار بينما يترقب المتعاملون ارتفاعاً لأسعار الفائدة متوقعاً إلى حد كبير إلى جانب مؤشرات حول مسار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الاتحادي خلال اليومين المقبلين، وإنهاء دورة التشديد النقدي بزيادة أخيرة في أسعار الفائدة هذا الشهر.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1961.13 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما لم يطرأ تغير يذكر على العقود الأميركية الآجلة للذهب التي استقرت عند 1962.80 دولار.
تراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوى له في أسبوعين تقريباً مما يدعم الذهب، إذ إن نزول الدولار يجعل المعدن أرخص بالنسبة إلى المشترين من حائزي العملات الأخرى.
وقال كبير محللي الأسواق في “سيتي إندكس” مات سيمسون، “بعد أربعة أيام من الانخفاض أعتقد أن الذهب سيبقى فوق 1950 دولاراً، وسيسعى إلى تحقيق تصحيح سعري مدفوع بعوامل تقنية نحو ما بين 1.960 و1965 دولار اليوم، لكننا نحتاج حقاً إلى اختتام اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لرؤية تحرك معتبر”.
وسينصب تركيز السوق على تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول غداً الأربعاء، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الخميس، حول توقعات السياسة النقدية لاجتماعات سبتمبر (أيلول) المقبل.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 24.52 دولار للأوقية، كما صعد البلاتين واحداً في المئة تقريباً إلى 965.55 دولار، وزاد البلاديوم 1.6 في المئة إلى 1290.63 دولار.

تعهدات داعمة لليوان

ارتفع اليوان الصيني اليوم الثلاثاء بعدما تعهد كبار زعماء البلاد بتعزيز الدعم السياسي للاقتصاد المترنح، في حين استقر اليورو والجنيه الاسترليني بعد تراجعهما على مدى أيام في ظل ترقب المستثمرين لاجتماعات بنوك مركزية كبرى.
وزاد اليوان أكثر من 0.5 في المئة في الأسواق الداخلية والخارجية مع تحمس المستثمرين للتصريحات الصادرة عن اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، إلا أن كثيراً منهم لا يزالون في انتظار الحصول على تفاصيل محددة في شأن تدابير التحفيز المعززة.
وبلغ اليوان في أحدث التعاملات بالسوق الخارجية 7.1444 للدولار بينما سجل 7.1454 للدولار في السوق الداخلية، وقفزت أيضاً الأسهم الصينية ولا سيما أسهم الشركات العقارية.
وعززت المعنويات الإيجابية القادمة من الصين الدولار الأسترالي الذي ارتفع 0.4 في المئة إلى 0.6767 دولار، وفي أوروبا ارتفع الاسترليني 0.22 في المئة إلى 1.2854 دولار، مسجلاً أول مكاسبه اليومية بعدما انخفض لسبع جلسات متتالية في أطول سلسلة خسائر له منذ مارس (آذار) 2020.
وزاد اليورو 0.12 في المئة إلى 1.1076 دولار بعدما هوى لأدنى مستوى في أسبوعين عند 1.1059 دولار في وقت سابق من الجلسة، وأظهر مسح أمس الإثنين انكماشاً أكبر من المتوقع لنشاط الأعمال بمنطقة اليورو في يوليو (تموز) الجاري.
واستمر الضغط على الين مسجلاً 141.30 للدولار ويواجه صعوبة في التعافي من الخسائر الفادحة التي تكبدها الجمعة الماضي، بعدما ذكر تقرير لـ”رويترز” أن بنك اليابان (المركزي) يميل إلى الإبقاء على سياسة التحكم في منحنى العائد من دون تغيير خلال اجتماعه هذا الأسبوع.

خسائر أكبر للبيزو الأرجنتيني

خسر البيزو الأرجنتيني مزيداً من قيمته في السوق غير الرسمية الإثنين، مع إعلان الحكومة عن إجراءات جديدة لتعزيز احتياطاتها المتراجعة من العملات الأجنبية خلال تفاوضها مع صندوق النقد الدولي على خطة لسداد قروضها.
وسجل الدولار 550 بيزو في السوق السوداء مقارنة بـ528 الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة اتخاذها خطوات لتحفيز الصادرات والحد من الواردات.
ويلجأ عديد من الأرجنتينيين إلى تحويل مدخراتهم بالعملة المحلية إلى الدولار باعتبار أن ذلك يشكل الوسيلة الدفاعية الوحيدة لمواجهة التضخم المتفشي الذي قفز عام 2020 إلى أعلى مستوياته في ثلاثة عقود، مسجلاً 94.8 في المئة.
كما تراجع احتياطي الدولة من العملات الأجنبية المقدر بـ44 مليار دولار في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى ما يزيد قليلاً على 25 مليار دولار.

استقرار الأسهم الأوروبية

استقرت الأسهم الأوروبية قرب أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع اليوم الثلاثاء، وتصدرت أسهم شركات التعدين والسلع الفاخرة الرابحين بعدما تعهدت الصين بمزيد من الدعم لاقتصادها المتباطئ، لكن النتائج المتباينة لأعمال الشركات حدت من المكاسب.
واستقر مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي من دون تغير يذكر، بعد صعود الأسواق الآسيوية بفضل مؤشرات إلى مزيد من إجراءات التحفيز التي ستركز على دعم الطلب المحلي في الصين.
وقفز مؤشر قطاع التعدين 2.3 في المئة متصدراً الرابحين في أوروبا مع صعود أسعار المعادن بفضل آمال في تحسن الطلب من الصين.

وارتفعت أسهم شركات السلع الفاخرة مثل “أل في أم أتش” و”ريشمونت” أكثر من واحد في المئة لكل منهما.
وقفز سهم “يونيليفر” 5.1 في المئة بعدما أعلنت شركة السلع الاستهلاكية العملاقة نمواً أكبر من المتوقع لمبيعاتها الفصلية في الوقت الذي رفعت فيه الأسعار مجدداً لتعويض ارتفاع الكلف.
لكن سهم “باير” انخفض 2.6 في المئة بعدما خفضت شركة الأدوية الألمانية تقديراتها لأرباح العام بأكمله وأعلنت خفض قيمة أصول بواقع 2.5 مليار يورو (2.8 مليار دولار).

أسهم التكنولوجيا تضغط “نيكاي”

أغلق مؤشر “نيكاي” الياباني منخفضاً اليوم الثلاثاء وتصدرت الخاسرين أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل على المؤشر، إذ تأثر الإقبال على المخاطرة بالحذر قبيل قرارات في شأن أسعار الفائدة من بنوك مركزية عالمية كبرى منها بنك اليابان المركزي.
وانخفض “نيكاي” 0.06 في المئة ليغلق عند 32682.51 نقطة، وذلك بعدما بلغ التراجع في وقت سابق من الجلسة 0.6 في المئة.
وأغلق مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.18 في المئة عند 2285.38 نقطة.
وتشير التوقعات بشكل كبير إلى أن بنك اليابان المركزي سيبقي على سياسته بتبني أسعار فائدة شديدة الانخفاض من دون تغيير في اجتماعه الذي يبدأ الخميس ويستمر يومين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى