مختارات اقتصادية

سيارات الجيل القادم .. تغير لونها وتجبرك على سداد أقساطها

يبدو أن عالم السيارات من بين أسرع الصناعات التي تحمل لمحات من المستقبل إلى عالم اليوم، فالقطاع من بين الأسرع تبنيا للتقنيات الجديدة التي تظهر في عالم التكنولوجيا كل يوم، ليفاجئنا بمنتجات جديدة بات بمقدورها أن تتفاعل معك في عالم من الواقع المعزز بشكل لم يسبق له مثيل باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلا عن قدرات لم تكن في الحسبان مثل القيادة الآلية الذاتية التي تستطيع في النهاية أن تقوم بإرجاع السيارة إلى مقر البائع إن لم تسدد قسط سيارتك.
سبق في أساليب الحيازة:- غالبا ما تتحدث الشركات عن المركبات ذاتية القيادة كوسيلة نحو تعزيز الحرية، عبر تمكين المزيد من الأشخاص من استغلال السيارات، واستغلال السائقين لوقتهم واهتمامهم. لكن شركة سيارات عملاقة واحدة على الأقل تفكر في استخدامات بديلة وأحيانا قاتمة لتقنية القيادة الذاتية.
تقدم شركة «فورد» سبقا في عالم السيارات من خلال ابتكارها الجديد في أنظمة وطرق إعادة حيازة السيارات، والتي تم استحداثها في عام 2021، والتي تهدف إلى تسهيل استعادة البنوك أو الجهات المقرضة للعملاء للسيارات وجعل حياة العملاء أكثر صعوبة.
تهدف التقنية التي تقدمت «فورد» بطلب براءة اختراع لها إلى إدخال طرق لتعطيل الوصول إلى خصائص معينة، إذا لم يسدد مالك السيارة أقساطها في الوقت المحدد.
وعلى الرغم من أن هذا النظام مزعج، إلا أنه مُطبق بالفعل في بعض أنظمة الاشتراكات التي تعتمد على جهاز تحديد المواقع (GPS) وأنواع أخرى من البرامج.
وفقا لوثيقة نُشرت على الموقع الإلكتروني الخاص بمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، قالت شركة «فورد» إنها تدرس نظاما يسمح للسيارة بترك مالكها إذا توقف عن سداد الأقساط الشهرية لسيارته.
تكشف براءة الاختراع أن فورد تهدف إلى تقديم هذا النظام كوظيفة برمجية على الآلات المتقدمة داخل السيارات. لكن بالنسبة للسيارات التقليدية التي لا تحوي نظاما ذكيا، قد يتم تثبيت «كمبيوتر استرداد» لتطبيق هذه التقنية.
1342 براءة اختراع
لم تعلن فورد بعد أي سيارات قادمة تعمل بهذا النظام. لكن من المحتمل أن تكون قد طلبت براءة الاختراع لمنع شركات السيارات الأخرى من استغلال الفكرة. وقالت فورد في بيان «إنه ليس لديها أي خطط لتطبيق تلك التقنية»، مشيرة إلى أنها تلقت 1342 براءة اختراع في العالم الماضي بمتوسط قدره 3.7 براءة اختراع في اليوم. تتقدم الشركات أحيانا بطلبات للحصول على براءات اختراع لحماية الأفكار خوفا من أن تستخدمها الشركات الأخرى، سواء كانوا يستخدمون حقوق الملكية الفكرية بأنفسهم أم لا وفقا لما يقوله محامي براءات الاختراع «مايكل ميسينجر» الشريك في مكتب شركة «فوريز» بواشنطن. قال «ميسينجر» إن هذه العمليات يمكن أن تستغرق وقتا طويلا مع الكثير من الأخذ والرد. لكن ربما تكون بعض أجزاء طلب فورد المكون من 14 صفحة، والذي يغص بأفكار لإجبار الناس على السداد، أكثر قابلية لنيل براءة الاختراع عن غيرها.
مضايقات:- قبل الوصول إلى النقطة التي ستقود فيها السيارة نفسها بعيدا، سيخضع المتأخرون عن السداد لسلسلة من المضايقات. أولا سيتلقى الملاك رسائل على الهواتف الذكية وحتى على الشاشات داخل السيارات. قد تطلب هذه الرسائل إقرارا من المالك بتلقيها على الأقل، أو ربما تتضمن حتى خيارا للدفع الفوري.
إذا استمر المالك في تجاهل هذه الرسائل، فإن السيارة، على حد تعبير طلب براءة اختراع فورد «ستشرع في تنفيذ إجراء استرداد متعدد الخطوات».
تتضمن الخطوة الأولى إجبار المالك على الدفع بطرق أخرى. قد تتوقف أنظمة السيارة عن العمل مثل مكيفات الهواء، أو مثبت السرعة أو الراديو أو نظام تحديد المواقع العالمي.
إذا لم يفلح ذلك، قد تصبح السيارة مزعجة بشكل استباقي. يمكن برجمة أجهزة تشغيل الصوت في السيارة لإصدار صوت متواصل ومزعج في كل مرة يتواجد فيها مالك السيارة وفقا لبراءة الاختراع. ستكون هناك طريقة واحدة فقط لإيقاف ذلك الضجيج والتي تشمل بالطبع «الاتصال بالمؤسسة المقرضة لحل التأخر في السداد».
إذا تعذر ذلك، فإن السيارة ستجعل نفسها غير صالحة للاستعمال، في البداية، عبر رفض فتح أبوابها مثلا. وهنا تبدأ الأمور في التعقد.
الذهاب للعمل فقط
من المفهوم أن المقترض قد يحتاج إلى القيادة للعمل من أجل كسب المال لسداد القرض. لذا يمكن أن تقتصر حركة السيارة على توصيل قائدها إلى العمل فقط ذهابا وإيابا، أو ربما شراء الطعام أو توصيل الأطفال إلى المدرسة وذلك عبر تقييد حركتها خارج مناطق محددة. وطوال الوقت لن يتمكن السائق من الاستماع إلى أسطواناته المفضلة، ولن يستمتع بمكيف الهواء ويمكن أن يتعرض لتلك الضوضاء المزعجة التي لا يمكن إيقافها.
هناك استثناءات بالطبع، فإذا كانت هناك حالة طبية طارئة، يمكن أن تتمكن السيارة من قيادة نفسها إلى أقرب مركز طوارئ طبية أو حتى التنسيق مع طاقم الطوارئ الطبي للالتقاء في مكان ما. ثم تعود السيارة لتغلق على نفسها.
فقط في سيناريو عدم الدفع الأكثر تطرفا، ستتلقى السيارة أمرا عبر الإنترنت بترك مالكها. بالنسبة للسيارات المزودة بأنظمة القيادة الذكية، تهدف «فورد» إلى السماح للسيارات بأن تقود نفسها مباشرة إلى وكيلها البائع.
فالسيارات المتوقفة خارج الجراجات ستقود نفسها حرفيا إلى نقطة التقاء ليتم بعد ذلك قطرها بواسطة قاطرة سحب. أما إذا كانت السيارة غير جديرة بإعادة البيع، فإنها ستقود نفسها إلى ساحة للخردة.
تقول براءة الاختراع إنه يمكن للنظام «نقل السيارة من النقطة الأولى إلى النقطة الثانية الأكثر ملاءمة لشاحنة القطر لسحب السيارة. بالإضافة إلى ذلك نقل السيارة من مقر المالك إلى موقع، مثل، مقر وكالة الاسترداد».
هذه ليست المرة الأولى التي تتقدم فيها فورد بابتكارات غريبة إذا جاز لنا القول. ففي إفصاح في عام 2018، تقدمت الشركة باقتراح لسيارة شرطة مستقلة تستخدم الذكاء الاصطناعي للاختباء والقبض على منتهكي قوانين المرور.
كما حصلت الشركة على براءة اختراع لزجاج أمامي يتحول إلى شاشة لعرض الأفلام استعدادا لمستقبل لم يعد فيه الناس في حاجة إلى مشاهدة الطريق أمامهم. أيضا تقدمت الشركة بطلب براءات اختراع لجلب لوحات إعلانية داخل سيارتك وصناعة سيارات بها دراجات نارية قابلة للفصل.
تجربة رقمية جديدة:- كشفت «بي.إم.دبليو» أيضا عن نموذج أولي لسيارة جديدة هي «آي فيجن دي» (i Vision Dee) والتي قالت إنها تستغل الإمكانات الكاملة للتقنيات الرقمية لتحويل السيارة إلى ما وصفته «برفيق ذكي».
تتكيف السيارة مع عادات السائق، وتقترح وجهات للتنقل إليها وبرامج ترفيهية وتوفر المعلومات والأخبار ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي. لديها أيضا مستشعرات تسجل هوية وموقع السائق وتتفاعل عند اقترابه حتى إنها تفتح الأبواب تلقائيا للترحيب به عند اقترابه منها. تعتبر السيارة الأولى التي يمكنها تغيير لونها فضلا عن تمتعها بتقنيات متطورة منها استغلال الزجاج الأمامي في العرض الكامل للمعلومات. وتشير كلمة (Dee) إلى التجربة الرقمية العاطفية.

 

32 لونا

 

وسبق للشركة ذاتها أن كشفت في العام الفائت عن سيارة ذات لون قابل للتغيير لكن ضمن درجات الرمادي فقط، لكن النموذج الأولي الجديدة يمكنه أن يكتسب مجموعة مختلفة من الألوان بأشكال مختلفة، حتى إن أجزاء من السيارة يمكن أن تتلون بألوان مختلفة تصل إلى 32 لونا مختلفا، وكذلك الإطارات.

 

تم تصميم السيارة لعرض أفكار جديدة لما يسمى «واجهة المستخدم»، وهي الطريقة التي يتفاعل بها السائق والركاب مع السيارة. وفي هذه الحالة فإن واجهة المستخدم لا تعني داخل السيارة فحسب.

 

إذ إنه حتى في خارج السيارة سواء في الجزء الأمامي من السيارة والمنطقة المحيطة بالمصابيح الأمامية والشبكة، والتي هي في الواقع لوحة عرض في هذا الطراز، يمكن أن تعرض أشكالا وألونا مختلفة تمزج فيها الضوء والرسومات والأصوات، مما ينتج شيئا مماثلا لتعبيرات الوجه، تسعة تعبيرات على وجه التحديد. وفقا للشركة، يمكن أن تظهر السيارة حالات مزاجية أو ردود أفعال مختلفة مثل الموافقة، أو السعادة، أو الدهشة، أو الاستحسان.

 

تحتوى السيارة أيضا على شاشة عرض أمامية بالطبع، لكن في مفهوم (آي فجين دي) تمتد الشاشة عبر الزجاج الأمامي بالكامل، وهي الميزة التي قالت «بي.إم.دبليو» إنها تخطط لوضعها في سيارات الإنتاج الفعلي بدءا من عام 2025.

 

وكشفت مقاطع مصورة للسيارة أيضا عن إمكانية استغلال الزجاج الأمامي لعرض المعلومات بالكامل، وسيمكن التدرج في مستويات عرض البيانات من المستوى الأساسي المتصل بالقيادة سواء عرض بيانات السرعة والاتجاه وغيرها ثم التدرج صعودا إلى إضافة محتوى من نظام الاتصالات، ثم الانتقال إلى إسقاط الصور على الزجاج الأمامي بنظام الواقع المعزز أو حتى تحويل الزجاج الأمامي بالكامل إلى شاشة عرض تمزج بين صورة العالمين الحقيقي والافتراضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى