اقتصاد دولي

فوائد الرهن العقاري المرتفعة تدفع المشترين الجدد خارج لندن

غادر شباب لندن خلال جائحة كورونا من المدينة بحثاً عن الهدوء والأمان، واليوم يتم إجبارهم على الخروج من العاصمة بسبب ارتفاع تكاليف الرهن العقاري وصعوبة الاقتراض، فوفقاً لبحث وكالة “هامبتونز العقارية”، شكل المشترون لأول مرة 30 في المئة من سكان لندن الذين اشتروا منازل خارج العاصمة في النصف الأول من هذا العام، وهي أعلى نسبة سجلتها الوكالة منذ أن بدأت في جمع البيانات في عام 2007.

ويشكل عدم القدرة على تحمل التكاليف القوة الدافعة لخروجهم من العاصمة البريطانية كما توضح أنيشا بيفريدج، في حديثها لـ”التايمز”، إذ تقول “من خلال المضي قدماً أكثر من أي وقت مضى، فإنهم سيوفرون 8656 جنيهاً استرلينياً (11 ألف دولار) في مدفوعات الرهن العقاري السنوية”.

جورج بينيت، 28 عاماً، الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وشريكته بصدد شراء منزل من غرفتين إلى ثلاث غرف نوم مع شرفات في بريستول، مقابل 450 ألف جنيه استرليني (572.86 ألف دولار) بعد ستة أشهر من البحث غير الناجح في لندن.

ووفقاً لبيانات “هامبتونز”، انتقل 37 في المئة من المشترين لأول مرة من لندن للعثور على المنزل الذي يريدونه، في حين أن قلة من المشترين لأول مرة ومنهم بينيت، انتقلوا إلى مسافة بعيدة وصولاً إلى مقاطعة باكينجهامشير.

في حين شكل المنتقلون إلى منازل أخرى 48 في المئة من 36500 من السكان الذين انتقلوا من لندن إلى مناطق أخرى، والمستثمرون 20 في المئة ومشترو المنازل الثانية اثنين في المئة فقط.

وسيصل الرهن العقاري إلى نحو 1800 جنيه استرليني (2291 دولاراً) في الشهر، في حين أن الأماكن ذات السعر المماثل في لندن كانت تفرض رسوم خدمة على الشقق والمنازل التي كانت في حاجة إلى كثير من العمل، مثل استبدال السقف، مما جعلها خارج ميزانية الأسر.

بقيت غالبية من غادروا لندن بالقرب من العاصمة، إذ اشترى 39 في المئة في الجنوب الشرقي، و33 في المئة إلى شرق إنجلترا، و11 في المئة إلى ميدلاندز، وسبعة في المئة إلى الشمال أو الجنوب الغربي من إنجلترا، وثلاثة في المئة توجهوا إلى اسكتلندا وواحد في المئة إلى ويلز، واشترت الغالبية (63 في المئة) منازل بها ثلاث غرف نوم أو أكثر.

وكانت المنطقة الأكثر شعبية للانتقال إليها هي هافانت، الواقعة بين بورتسموث وتشيتشيستر، التي يسهل الوصول إليها من لندن، إذ يبلغ متوسط سعر العقار 331.4 ألف جنيه استرليني (421.88 ألف دولار)، أي أقل بنحو 195 ألف جنيه استرليني (248235 دولاراً) من لندن.

واشترى سكان لندن 7.7 في المئة من جميع المنازل المبيعة خارج العاصمة في النصف الأول من هذا العام، على رغم أن نسبة الشراء في بعض المواقع الأكثر شعبية في الجنوب الشرقي ارتفعت إلى 55 في المئة من جميع المبيعات في إيبينغ فورست، و48 في المئة في سيفين أوكس و37 في المئة في ميدواي.

ارتفاع الفائدة والهجرة خارج لندن 

رفع بنك إنجلترا، الأسبوع الماضي، المعدل الأساسي للمرة 14 على التوالي إلى 5.25 في المئة، بمتوسط معدل قياسي متغير الآن 7.85 في المئة، وفقاً للمحللين في “مونيفاكتس”، مقارنة بـ4.4 في المئة في أغسطس (آب) 2021، في حين أن المتوسط الثاني المعدل هو 6.85 في المئة، مقارنة مع 2.52 في المئة قبل عامين.

وقالت بيفريدج، “الهجرة الخارجية إلى لندن هذا العام كانت مدفوعة بشكل متزايد بالحاجة إلى العوز، إذ إن معدلات الرهن العقاري المرتفعة تقلل من ميزانيات المشترين، مما يدفعهم إلى البحث عن منازل أصغر في مناطق أكثر بأسعار معقولة، فيما لا يزال معظم هؤلاء المحركين يتطلعون إلى الاحتفاظ بصلات قوية مع العاصمة، ودعم ذلك قيم المنازل الأصغر في بعض المدن ذات الأسعار المعقولة في غضون ساعة واحدة من لندن”.

انتقل ويليام، 27 عاماً، وخطيبته من بيلسايز بارك في شمال لندن إلى منزل من خمس غرف نوم في راوندهاي، ليدز، في فبراير (شباط) من هذا العام، بعد أن تخليا عن بحثهما عن شقة في العاصمة. ويقول وليام “في سبتمبر (أيلول) 2021، كنا مؤهلين لتحمل ما يصل إلى 900 ألف جنيه استرليني (1.145 مليون دولار) من أسعار العقارات مع الرهن العقاري و20-25 في المئة من الودائع، وكان هذا بمعدل فائدة 2.1 في المئة، ودفع ألفي جنيه استرليني (2546 دولاراً) شهرياً. وأضاف “في البداية شرعنا في الشراء في المناطق 2-3 في شمال غربي لندن، ولكن لم يكن بإمكاننا سوى شراء شقق مؤجرة من غرفتي نوم تتطلب عملاً هائلاً”.

بدائل أرخص

بعد الانسحاب من شراء شقة بقيمة 830 ألف جنيه استرليني (مليون دولار)، التي كانت تتطلب ما يصل إلى 200 ألف جنيه استرليني (254.67 ألف دولار) من الترميم، بحث الزوجان في مقاطعات أخرى، وقاما بتوسيع بحثهما شمالاً إلى ليدز، وقامت شريكته بتغيير وظيفتها للعمل محلياً.

وقال ويليام “بعد يوم من البحث وجدنا العقار الذي نحلم به، إنه عقار منفصل تم تجديده وتوسيعه، أخيراً، من خمس غرف نوم مع حدائق ضخمة وجيران رائعون. اشتريناها مقابل 835 ألف جنيه استرليني (مليون دولار)، بالتالي فهي نفس قيمة الشقة السيئة التي كانت في حاجة إلى كثير من العمل”.

جيمس هاردي، 37 عاماً، الذي يعمل في العلاقات العامة، وزوجته، التي استأجرت شقة من غرفتي نوم في ساوث فيلدز، جنوب غربي لندن، قررا أيضاً أنهما سيكونان أفضل حالاً في الانتقال ويبحثان عن منزل من ثلاث غرف نوم في الحزام المحيط بمدينة لندن مقابل 500 ألف جنيه استرليني (636.45 ألف دولار) إلى 600 ألف جنيه استرليني (763.74 ألف دولار).

وقال جيمس “ساوث فيلدز جميلة ومثالية لتربية الأبناء، لكن المنزل العائلي المكون من ثلاث إلى أربع غرف نوم بجوار منزلنا سيكلف أكثر من 1.3 مليون جنيه استرليني (1.65 مليون دولار)، لذلك ليس من العملي البقاء في جنوب غربي لندن”. ومع ذلك، فإن الزوجين ليسا في عجلة من أمرهما ويخططان للانتقال العام المقبل، إذ يأملان أن تنخفض أسعار المنازل.

وأضاف “نحن نستعد للانطلاق ولكننا جددنا للتو إيجاراتنا للعام الثالث لأننا مستعدان للانتظار لعام آخر، ليس بالضرورة حتى تنخفض معدلات الرهن العقاري ولكن حتى تنخفض أسعار العقارات، لكن لا يزال الأمر غير واضح بعض الشيء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى