متى ستتوقف البنوك المركزية عن رفع أسعار الفائدة؟ هذا السؤال يشغل أذهان محللي «وول ستريت» والاقتصاديين حول العالم في الوقت الراهن.
معظم البنوك المركزية تواصل التشديد النقدي
– في الأسبوع الماضي، قرر مسؤولو المركزي الأوروبي رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي، مما أدى إلى زيادة الفائدة بأسرع وتيرة في تاريخ منطقة اليورو.
– ومن المتوقع أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه اليوم رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي، كما قد يرفع بنك إنجلترا الفائدة أيضًا هذا الأسبوع.
– على الجانب الآخر، يواصل بنك اليابان التمسك بسياسته التيسرية، ما يساهم في اتساع فجوة أسعار الفائدة وعوائد السندات الحكومية بين اليابان والولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
هل تتوقف البنوك عن هذا النهج في العام المقبل؟
– لبعض الوقت، كان يُعتقد أن عام 2023 سيشهد انخفاض الفائدة، لكن عددا كبيرا من البيانات الاقتصادية المختلطة التي صدرت خلال الأشهر الأخيرة تعيق تلك التوقعات.
– ومن بين البيانات الاقتصادية المختلطة، نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.6% في الربع الثالث، مما يشير إلى أن الاقتصاد لم ينكمش بعد (على الرغم من وجود إشارات على احتمال حدوث تباطؤ). في حين أظهرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأخيرة – المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي للتضخم – أن الولايات المتحدة لا تزال تكافح مع الأسعار المرتفعة. – كما تستمر منطقة اليورو في مصارعة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 10.7% خلال أكتوبر.- لذا يعتقد بعض المحللين حاليًا أن البنوك المركزية ستتخذ نهجًا أقل سرعة تجاه قرارات السياسة النقدية وتتجه نحو ارتفاعات مستدامة في أسعار الفائدة ولكن بوتيرة أضعف على مدى فترة أطول.
البنوك المركزية في حيرة من أمرها! – ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت البنوك المركزية قد فعلت ما يكفي حتى الآن من أجل إنهاء تسارع التضخم دون التسبب في ركود طويل الأمد، وذلك بسبب تأخر ظهور تأثير قرارتها في البيانات الاقتصادية. – فإذا خففت البنوك المركزية من وتيرة رفع الفائدة في وقت مبكر جدًا، فإنهم يخاطرون بأن يصبح التضخم راسخًا بشكل أكبر في الاقتصاد العالمي، بينما إذا أفرطوا في زيادة الفائدة، فإنهم يخاطرون بإغراق بلدانهم في الركود. توقعات الأسواق المالية – كتب محللو «جولدمان ساكس» في مذكرة حديثة: «نعتقد أن السوق واثق جدًا من أن عام 2023 سيشهد توقفًا مبكرًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة، وزيادة كبيرة في أسعار الفائدة في أوروبا». – وأضافوا: إذا ظل الاقتصاد بعيدًا عن الركود في الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما نعتقد أنه مرجح، فإن هذا سيزيد من مخاطر استمرار دورة التشديد النقدي التدريجي حتى عام 2023.
– كذلك توقع «مايكل ويلسون» الخبير الاستراتيجي لدى «مورجان ستانلي» في مذكرة أن الاحتياطي الفيدرالي اقترب من إنهاء زيادات أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن المؤشرات بما في ذلك انعكاس منحنى العائد بين سندات الخزانة لأجل عشر سنوات ونظيرتها استحقاق ثلاثة أشهر، تدعم جميعها تحول البنك في وقت قريب.
– ومع ذلك، لا يزال يدعو معظم صانعي السياسة لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة حتى التأكد من دفع التضخم نحو المستهدف البالغ 2%.
المصادر: أرقام – سي إن إن
