تبدأ السنة الضريبية الجديدة في بريطانيا وتجلب معها موجة تسونامي من الزيادات الضريبية، فبين عشية وضحاها، أجبر آلاف العمال على دفع أعلى معدل لضريبة الدخل، وتم تخفيض المخصصات المعفاة من الضرائب لأرباح رأس المال والأرباح إلى النصف، كما ارتفعت فواتير ضرائب المجالس المحلية هذا الشهر. وكان وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت قد أعلن، للمرة الأولى، لأول مرة عن الغارة على الثروات، التي ستضيف آلاف الجنيهات إلى الفواتير، في بيان الخريف الذي أصدره في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما ضربت الزيادات المنازل في الوقت نفسه الذي تضررت فيه من الزيادات في فواتير الطاقة والمياه والنطاق العريض والهاتف المحمول، وبحسب حسابات صفحة المال في صحيفة «التلغراف موني» يمكن حساب مقدار الكلفة التي سيحملها من يعيشون في بريطانيا في السنة الضريبية الجديدة، وما الذي يمكنهم فعله حيال ذلك.
ضريبة الدخل:- ويتم تخفيض الحد الأدنى الذي يدخل عنده دافعو الضرائب أعلى معدل لضريبة الدخل من 150 ألف جنيه استرليني (186.3 ألف دولار) إلى 125.140 ألف جنيه استرليني (155.4 ألف دولار)، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تغيير حد المعدل الإضافي منذ تقديمه عام 2010. وسيؤدي هذا الخفض إلى جلب 350 ألف دافع ضرائب إضافي إلى أعلى معدل 45 بنساً على مدار السنوات الخمس المقبلة، بزيادة قدرها 47 في المئة، مقارنة بما إذا كان الحد الأدنى قد ظل عند 150 ألف جنيه استرليني (186.2 ألف دولار) وفقاً لمكتب مسؤولية الميزانية.
وبينما زادت ضريبة الدخل لأي شخص يكسب أكثر من 140 ألف جنيه استرليني (173.8 ألف دولار) سنوياً، فقد يكون عديد من الأشخاص في الواقع أفضل حالاً في السنة الضريبية الجديدة مقارنة بعام 2022-23، وهذا بسبب إلغاء بوريس جونسون للرعاية الصحية والاجتماعية (ضريبة جديدة على التأمين الوطني) من قبل كواسي كوارتنغ في الفترة القصيرة التي قضاها وزيراً للخزانة، وثانياً، تم رفع نقطة البداية مع بدء دفع رقم التأمين الوطني NI وهو ضريبة على الأرباح وأرباح العاملين لحسابهم الخاص في يوليو (تموز) 2022، ويعني التأثير المشترك أن فواتير «التأمين الوطني» ستكون أقل هذا العام، ما يعوض ارتفاع ضريبة الدخل، وبمرور الوقت، وبالطبع، سيرتفع مبلغ ضريبة الدخل المدفوعة بشكل كبير لأنه تم تجميد العتبات المختلفة حتى عام 2028. ومن المحتمل أن يكون واحد من كل ثلاثة أصحاب دخل أعلى غير مدرك أنه سيتم جرهم إلى أعلى معدل للضرائب، وفقاً لبحث أجراه «باركليز ويلث»، وسيدفع العامل الذي يتقاضى 145 ألف جنيه استرليني (180.1 ألف دولار)، الذي كان أقل بقليل من الحد الأدنى السابق، ضرائب إضافية بمقدار 1000 جنيه استرليني (1.2 ألف دولار) تقريباً هذا العام نتيجة لذلك، وفي الوقت نفسه فإن العامل الذي يتقاضى 160 ألف جنيه استرليني (198.8 ألف دولار) ستكون حاله أسوأ بمقدار 1.243 ألف جنيه استرليني (1.544 ألف دولار).
ضريبة الأرباح الرأسمالية:- وسيتعرض المستثمرون وملاك العقارات لفواتير أعلى عندما يتم تخفيض مخصص ضريبة أرباح رأس المال بشكل كبير، وتشهد السنة الضريبية التالية انخفاضاً حاداً في العتبة التي يتم عندها فرض ضرائب على أرباح رأس المال من 12.300 ألف جنيه استرليني (15.28 ألف دولار) إلى ستة آلاف جنيه استرليني (7.45 ألف دولار)، قبل أن تنخفض إلى النصف إلى ثلاثة آلاف جنيه إسترليني (3.73 ألف دولار) في أبريل (نيسان) المقبل. ويتم حالياً تحميل ضريبة الأرباح الرأسمالية CGT بنسبة 10 في المئة على الأرباح المحققة من الأسهم لدافعي الضرائب بالمعدل الأساسي بينما يدفع أصحاب الدخول الأعلى 18 في المئة، أما أولئك الذين يبيعون عقاراً ليس محل إقامتهم الرئيس فيواجهون رسوماً تبلغ 20 في المئة و28 في المئة على التوالي، وكان المستثمرون يسارعون إلى بيع أصولهم قبل التغيير، والآن وسط مخاوف من أن حزب العمال قد يرفع معدلات «ضريبة الأرباح الرأسمالية» إذا فاز الحزب في الانتخابات المقبلة، ويعني خفض المخصصات أن الدخل الأعلى الذي يحقق مكاسب رأسمالية قدرها 12.300 ألف جنيه استرليني (15.277 ألف دولار) على عقار في 2023-24 سيدفع 1764 جنيهاً استرلينياً (2.190 دولاراً) إضافياً كضريبة، مقارنة بالسنة الضريبية السابقة عندما لم تكن هناك ضريبة لدفعها.
ضريبة توزيعات الأرباح:- كما سيدفع المستثمرون وأصحاب المعاشات الذين يعيشون على توزيعات الأرباح مزيداً من الضرائب عندما ينخفض البدل السنوي إلى النصف في السنة الضريبية الجديدة، وسيتم تخفيض البدل من 2000 جنيه استرليني (2.4 ألف دولار) إلى 1000 جنيه استرليني (1.2 ألف دولار)، ثم سينخفض إلى النصف مرة أخرى إلى 500 جنيه استرليني (620.9 دولار) عام 2024، ونتيجة لهذا الخفض، سيدفع نحو 635 ألف شخص ضرائب على أرباحهم خلال العام المقبل وفقاً لطلب حرية المعلومات المقدم من الصحيفة إلى مكتب إيرادات وجمارك صاحب الجلالة HMRC
ويدفع دافعو الضرائب من الفئة الأساسية ضريبة توزيعات الأرباح بنسبة 8.75 في المئة، لكن المعدلات أعلى بكثير بالنسبة إلى دافعي الضرائب ذوي المعدلات الأعلى والمعدلات الإضافية، الذين يدفعون 33.75 في المئة و39.35 في المئة على التوالي. ويقول «مكتب إيرادات وجمارك صاحب الجلالة»، إن الخفض سيكلف المستثمرين ما متوسطه 125 جنيهاً استرلينياً (155.3 دولار) في 2023-24 و155 جنيهاً استرلينياً (192.6 دولار) في العام التالي، في حين سيكلف دافع الضرائب بمعدل أعلى 338 جنيهاً استرلينياً (420 دولاراً) هذا العام و506 جنيهات استرلينية (628.8 دولار) في اليوم التالي، وفقاً لشركة الاستثمار «كويلتر»، وفي الوقت نفسه سيدفع دافع الضرائب بمعدل إضافي 394 جنيهاً استرلينياً (489.9 دولار) إضافياً و590 جنيهاً استرلينياً (733.6 دولار)». مع الإشارة إلى أن مقدار الضريبة التي سيدفعها الفرد ستعتمد على المعدل الهامشي لضريبة الدخل ودخل الأرباح السنوي.
ضريبة المجلس:- ويواجه ملايين الأسر زيادة بنسبة خمسة في المئة في فواتير ضرائب المجالس الخاصة بها بعد أن مكن الوزير هانت السلطات المحلية من زيادة الرسوم بالحد الأقصى من دون إجراء استفتاء محلي، في حين اختارت أربع من كل خمس سلطات محلية زيادة أسعارها بنسبة خمسة في المئة اعتباراً في الأول من الأول من أبريل (نيسان)، مضيفة 99 جنيهاً استرلينياً (123 دولاراً) إلى الفاتورة السنوية لممتلكات نموذجية مصنفة على النطاق «د» D.
