اقتصاد دولي

شركة مصنعة لمنتجات “أبل” تنسحب من مشروع بقيمة 20 مليار دولار في الهند

أعلنت “فوكسكون” Foxconn أكبر مصنع للمنتجات الإلكترونية في تايوان أنها بصدد الانسحاب من مشروع مشترك تبلغ قيمته 19.5 مليار دولار (15.1 مليار جنيه استرليني) مع مجموعة رائدة للمعادن والتعدين في الهند مما يثير مخاوف بشأن مستقبل صناعة الرقائق الإلكترونية في البلاد.

ويوم الإثنين، أكد المصنع الذي يشتهر بجمع هواتف أيفون ومنتجات أخرى من “أبل” في آسيا إنهاء خطط العمل مع مجموعة “فيدانتا” المحدودة Vedanta Ltd الهندية.

وكان من شأن تلك الشراكة أن تؤدي إلى صناعة أشباه الموصلات في مقاطعة غوجارات الهندية التي يتحدر منها رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ولم تورد الشركة الرائدة في صناعة الإلكترونيات أية أسباب لانسحابها من الاتفاقية وعوضاً عن ذلك قالت بأن القرار لإنهاء هذه الشراكة مع “فيدانتا” نجم عن اتفاق متبادل بين الطرفين.

وفي بيان، قالت المجموعة التكنولوجية: “لقد قررت فوكسكون (2354.تي دبل يو) أنها لن تمضي قدماً في المشروع المشترك مع فيدانتا”. وأضافت بأنها عملت مع “فيدانتا” لأكثر من عام لتحقيق “فكرة رائعة عن أشباه الموصلات وتحويلها إلى واقع ملموس”، لكن الطرفين قررا بشكل متبادل إنهاء المشروع المشترك. وستقوم “فوكسكون” بحذف اسمها من الكيان الذي أصبح حالياً مملوك بالكامل من قبل “فيدانتا”.

وأكدت “فيدانتا” تلك الأخبار بُعيد إعلان “فوكسكون” وقالت إنها ملتزمة تماماً بمشروعها لأشباه الموصلات و”دخلت مع شركاء آخرين لإنشاء أول مسبك للرقاقات في الهند”.

وجاء في بيان صادر عن المسؤولين في المجموعة أن “فيدانتا ضاعفت جهودها” لتحقيق رؤية [رئيس الوزراء ناريندرا] مودي. بيد أن البيان لم يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن الخطط والشركاء الآخرين الذين زعمت المجموعة أنها تملكهم.

وبعد أن أسهمت أخبار إنهاء الشراكة في تغذية التكهنات بشأن وجود خلافات بين الكيانين، أصدرت “فوكسكون” بياناً جديداً يوم الثلاثاء قالت فيه إن الطرفين “اتفقا بشكل متبادل على إنهاء الشراكة”.

وجاء في البيان الصادر أخيراً عن المجموعة التي عُرفت سابقاً باسم “هون هاي بريسيجن إنداستري” Hon Hai Precision Industry: “هذا ليس أمراً سلبياً، فقد كان هنالك اعتراف من كلَي الجانبين بأن المشروع لم يكن يسير بالسرعة الكافية فضلاً عن وجود فجوات صعبة لم نتمكن من التغلب عليها ومسائل خارجية غير مرتبطة بالمشروع”.

وأشارت “فوكسكون” إلى أنها “ملتزمة في الهند وترى بأن البلاد تقوم بنجاح بإنشاء منظومة بيئية متينة لصناعة أشباه الموصلات”، مضيفةً “سيستغرق الأمر بعض الوقت. لقد دخلت فوكسكون السوق الهندية للمرة الأولى عام 2006 وما زالت موجودة فيها. تتطلع المجموعة إلى النمو جنباً إلى جنب مع صناعة أشباه الموصلات الناشئة في الهند”.

وبُعيد الإعلان الأول من “فوكسكون” يوم الإثنين، أشار راجيف شاندراسيخار، نائب وزير التكنولوجيا والمعلومات إلى طموحات البلاد وخططها الكبيرة وقال إن خروج العملاق التكنولوجي الذي يتخذ من تايوان مقراً له ليس له أي تأثير في أهداف نيودلهي في صناعة أشباه الموصلات.

وفي تغريدة مفصّلة، قال نائب الوزير “تملك كل من فوكسكون وفيدانتا استثمارات هائلة في الهند وهما مستثمرتان مهمان يخلقان الوظائف ويحققان النمو. كان معلوماً أن الشركتَين لا تملكان خبرة مسبقة في مجال أشباه الموصلات أو التكنولوجيا الخاصة بها وكان من المتوقع أن تقوما بتوريد تكنولوجيا الصناعة من شريك تكنولوجي”.

وقال الوزير إنه ليس من حق الحكومة أن تتدخل “في سبب اختيار شركتين خاصتين أو كيف تختاران الشراكة أو عدم التشارك”، ولكنه أضاف أنه بصريح العبارة، يعني هذا أنه لا يزال بوسع كل من الشركتين “مواصلة استراتيجياتهما في الهند بشكل منفصل ومستقل” ومع شركاء تكنولوجيين ملائمين في قطاع أشباه الموصلات والإلكترونيات.

وفي إطار مصنع إنتاج أشباه الموصلات المقترح، كان من المزمع أن تقوم “فوكسكون” و”فيدانتا” بإنتاج ما يناهز 40 ألف رقاقة بقوة 40 نانومتراً شهرياً لتلبية الحاجات المتزايدة في سوق الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمستهلكين ومعدات السيارات والشبكات.

وكان رئيس الوزراء مودي قد وضع صناعة الرقائق الإلكترونية في أعلى سلم الأولويات بالنسبة للاستراتيجية الاقتصادية في البلاد في مسعى لدخول “عصر جديد” في صناعة الأجهزة الإلكترونية ويبدو أن خطوة “فوكسكون” تمثل ضربة لطموحاته في جذب مستثمرين أجانب لصناعة الرقائق محلياً للمرة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى