اقتصاد دولي

هل الوقت الحالي مناسب لشراء الذهب بعد وصوله مستويات قياسية؟

,,
بينما تواصل أسعار الذهب تسجيل ارتفاعات قياسية، إذ عزز تصاعد التوتر في الشرق الأوسط شهية الإقبال على المعدن النفيس الذي يعد ملاذاً آمناً، فيما تكثر التساؤلات من الأفراد بشأن إمكانية شراء الذهب في ظل تلك الارتفاعات.

وارتفعت أسعار الذهب بنحو 15% حتى الآن هذا العام بدفعة من عمليات شراء قوية من بنوك مركزية والإقبال على الملاذ الآمن مع استمرار المخاطر الجيوسياسية والطلب المرتفع من الصناديق التي تواكب اتجاهات السوق.
ومع ارتفاع شهية الإقبال على الذهب، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي NeoVision لإدارة الثروات، الدكتور ريان ليمند، إن تساؤل «هل نشتري ذهباً»؟ يتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة، مضيفاً: «الجواب نعم ومحفظتي الشخصية التي تضم أموالي بها نسبة 40% ذهب وذلك لأنه بالنظر إلى فترة استثمار طويلة، لأنه صاعد على مدار 10 و20 سنة»، لا سيما خلال فترة التوترات الجيوسياسية الحالية المتوقع استمرارها لمدة 10 سنوات مقبلة.
وأضاف ليمند في مقابلة مع «العربية Business»، أنه في حال كانت المحفظة 60% منها سندات و40% أسهم، فعند استبدال السندات بالذهب سيسجل الذهب نفس الأداء وبتذبذب أقل. وتوقع ليمند وصول الذهب إلى مستوى 2500 دولار للأونصة، رغم عمليات جني أرباح وهبوط متوقع، مشيراً إلى أن جميع البنوك المركزية ومنها الصين والهند تشتري بكميات قياسية منذ 2022 حتى 2024.
وبالمثل، توقع كبير محللي الأسواق في XTB هاني أبو عاقلة، وصول أسعار الذهب إلى مستويات قرب 2500 دولار للأونصة مدعوما بالتوترات الجيوسياسية.
وأضاف أبو عاقلة أن ارتفاع الذهب لا يأتي مدفوعاً بتوقعات تخفيض الفائدة فحسب، لكنه نتيجة العلاوة الجيوسياسية مع مشتريات قوية من البنوك المركزية، حيث سجل المركزي الصيني صافي شراء لمدة 17 شهراً متتالياً، وسجل إجمالي مشتريات البنوك المركزية صافي شراء للذهب، وتحول البنك المركزي التركي من البيع إلى الشراء وهو ما يدلل على وجود طلب قوي على الذهب.
وسط تباين مع الآراء السابقة، توقع رئيس شركة تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، في مقابلة مع «العربية Business»، ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسبوع الجاري، ولكن إذا ظلت الأمور هادئة ولم يحدث مزيد من التطورات على الصعيد الجيوسياسي فإن الأسعار ستتجه إلى التراجع وهو الأمر الأرجح.
وأضاف أن الأسوق تعيش حاليا دورة فائقة على أسعار السلع ويقودها الذهب بعدما وصل 2431 دولارا للأونصة يوم الجمعة الماضي، موضحا أن مستهدف 2700 دولار للأونصة من قبل غولدمان ساكس بنهاية العام الجاري ليس بعيدا عن المستويات القائمة، لكنه يرى أن هذا إفراط في التفاؤل بشأن أسعار الذهب.
وقال إن مستوى 2700 دولار للأونصة قد يتحقق خلال شهرين حال تصاعد التوتر في المنطقة، متوقعا أن يكون الذهب عند مستوى 2150 دولارا للأونصة عند نهاية العام ويمكن أن يهبط إلى 1950 دولارا أو أقل.
كان بنك غولدمان ساكس قد رفع توقعاته لأسعار الذهب نهاية العام الجاري إلى 2700 دولار للأونصة، فيما كان قد توقع سابقا وصولها إلى 2300 دولار للأونصة.
بعد وصولها مستويات قياسية.. من وراء ارتفاع أسعار الذهب «المفاجئ»؟
وتتوقع أبحاث «غولدمان ساكس»، أن الأسعار قد ترتفع أكثر، مدفوعة جزئيا بتوقعات تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. يذكر أن صعدت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، وحامت أدنى من مستوى مرتفع على نحو قياسي بلغته في الجلسة السابقة، إذ عزز تصاعد التوتر في الشرق الأوسط شهية الإقبال على المعدن النفيس الذي يعد ملاذا آمنا.
وبحلول الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 2350.59 دولار للأونصة. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2366.40 دولار للأونصة، نقلاً عن وكالة «رويترز».
وبلغ الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2431.29 دولار للأونصة يوم الجمعة.
وأثار أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل قلق الإسرائيليين وخشيتهم من أن حرباً أكبر تلوح في الأفق.
وتسببت بيانات اقتصادية أميركية في الآونة الأخيرة بشأن سوق العمل والتضخم في عودة توقعات السوق مجدداً بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة. وتقلص أسعار الفائدة الأعلى جاذبية حيازة الذهب الذي لا يدر فائدة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 27.98 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.1% إلى 973.05 دولار للأونصة. ونزل البلاديوم 1% إلى 1038.99 دولار للأونصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى