مختارات اقتصادية

الهواتف القابلة للطي.. سلاح سامسونغ للمنافسة

كشفت شركة سامسونغ إلكترونكس النقاب عن أحدث هواتفها القابلة للطي في كوريا الجنوبية، معلقة آمالا على الهواتف الممتازة الرائعة لمساعدتها على استعادة الحصة التي فقدتها في سوق الهواتف الذكية الفاخرة.

أقامت الشركة الكورية الجنوبية آخر حفل دولي دوري لطرح منتجاتها المسماة “أنباكد” في دولتها الأم للمرة الأولى في الوقت الذي تسعى فيه إلى جذب المستهلكين بعيدا عن نظام شركة أبل وذلك بتحديثها السنوي لهواتفها الذكية القابلة للطي.

أقيم الحدث الأربعاء وسط ضجة كبيرة في منطقة جانجام الجذابة جنوب سيئول، وحضره النجم شوجا عضو فرقة بي تي إس الكورية، في جزء من جهود “سامسونج” لتحفيز الاهتمام بأحدث هواتفها القابلة للطي.

ستبقى أسعار الهواتف، التي ستطرح للبيع في 11 آب (أغسطس)، عند مستوى الأجهزة السابقة نفسه مع هاتف فليب عند 999 دولارا وهاتف فولد بسعر 1،799 دولارا.

وكانت “سامسونغ” رائدة السوق المتخصصة الفاخرة للهواتف ذات الشاشات القابلة للطي قبل أربعة أعوام، ويمثل هذا القطاع حاليا البقعة المضيئة الوحيدة في سوق الهواتف الذكية المتباطئة. أصبحت دورات الاستبدال أطول ويجد صانعو الهواتف الذكية صعوبة متزايدة في تحقيق تطورات كبيرة في الإصدارات لإقناع المستهلكين بشرائها.

لكن نموذج الهواتف القابلة للطي يتيح مجالا للابتكار وله جاذبية جديدة، حيث تتوقع شركة الأبحاث آي دي سي زيادة الشحنات 50 في المائة هذا العام، حتى أثناء انكماش سوق الهواتف الذكية كاملة 3.2 في المائة. لكن من المتوقع أن تمثل الهواتف القابلة للطي، نسبة من هذه السوق، 1.8 في المائة فقط من 1.2 مليار هاتف ذكي يتوقع بيعها هذا العام.

في هذه الشريحة من الصناعة، تواجه “سامسونغ” منافسة شديدة. طرح أول هاتف ذكي من شركة غوغل، بيكسل فولد، وجهاز ذكي قابل للطي من شركة موتورولا في السوق الشهر الماضي، في حين وسعت شركات صينية تشكيلاتها بتطبيقات مخصصة تم تطويرها للهواتف ذات الشاشات الواسعة في السوق المحلية. ومن المتوقع أن تدخل شركة أبل السوق عام 2025 في أقرب تقدير، ما سيعزز انتشار الهواتف القابلة للطي.

قال سانيام شوراسيا، محلل في شركة كاناليس، “لقد أعطت سامسونغ الأولوية للربحية على حجم المبيعات في الماضي القريب، ولا تزال سلسلة قوية قابلة للطي لـ2023 مهمة جدا لها.

ستخوض سلسلة القابلة للطي هذا العام بعض المنافسة، حيث يظل عامل الشكل سلاحا رئيسا لمنافسة أبل في فئة الهواتف الممتازة لجميع مستخدمي نظام أندرويد”.

إصدارات “سامسونج” لـ2023 من هواتف جالكسي زد فليب وزد فولد أرق وأخف وزنا. يحتوي جهاز زد فليب 5 الذي يطوى كالمحار على شاشة أكبر بكثير في ظهر الهاتف، حيث يمكن استخدام التطبيقات، بدلا من مجرد عرض الإشعارات. يمكن تحويل جهاز زد فولد 5 من هاتف ذكي يمكن حمله في الجيب إلى جهاز لوحي بشاشة عريضة، يتميز بمفصل طي محسن.

الإطلاق في كوريا الجنوبية، أكبر سوق للهواتف القابلة للطي للشركة بمعدل اقتناء عند 3.8 في المائة، كان قبل أسابيع من المعتاد، حيث تسعى “سامسونج” إلى زيادة حصتها في السوق الفاخرة قبل أن تطلق “أبل” إصدار آيفون المقبل.

قال تي إم روه، رئيس أعمال الهاتف المحمول في “سامسونغ”، “لم تعد الهواتف القابلة للطي خاصة بسوق متخصصة أو مناطق معينة. ستصبح قريبا منتجا سائدا عالميا”.

وتتوقع شركة أيه بي آي ريسيرش أنه سيتم شحن نحو 22.5 مليون هاتف قابل للطي هذا العام، لترتفع إلى نحو 68 مليون هاتف عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 78 في المائة.

وتتوقع شركة كاونتربوينت ريسيرش أن تستحوذ الهواتف القابلة للطي على 30 في المائة من سوق الهواتف الذكية الممتازة التي يزيد ثمنها على 600 دولار 2027.

مع ذلك، كان التحول إلى الهواتف القابلة للطي أبطأ من المتوقع بسبب أسعارها المرتفعة ونقص “تطبيقات ضاربة” محسنة تتوافق مع شاشات أكبر.

وقال أمبر ليو، محلل في شركة كاناليس، “تحتاج الهواتف الذكية القابلة للطي أسعارا مقبولة لتجذب سوقا أشمل، لكن هذا لا يكفي للتغلب على أبل”، مشيرا إلى أن حصة سوق الهواتف الذكية الممتازة من “سامسونغ” انخفضت من 28 إلى 21 في المائة العام الماضي، في حين ارتفعت حصة “أبل” من 62 إلى 72 في المائة.

قال برايان ما، محلل في شركة آي دي سي، “ما زال يوجد عمل يجب إتمامه فيما يتعلق بموثوقية الأجهزة وتحسين التطبيقات. كما قد تكون هذه أسبابا كبيرة وراء تراجع شركة أبل أيضا”.

تعد الهواتف القابلة للطي القطاع الفاخر الوحيد الذي تتصدره “سامسونغ”، حيث استحوذت على حصة سوقية بلغت 79 في المائة العام الماضي.

وتهدف الشركة إلى زيادة نسبة الهواتف القابلة للطي إلى نصف مبيعاتها من الهواتف الذكية الممتازة بحلول 2025.

لكن حصتها في سوق الهواتف القابلة للطي تراجعت إلى 65 في المائة في الربع الأول من هذا العام، حيث استحوذت منافستاها الصينيتان “أوبو” و”هواوي” على 17 و10 في المائة من السوق العالمية على التوالي، وفقا لشركة آي دي سي.

قالت جين بارك، كبيرة المحللين في شركة كاونتربوينت ريسيرش، “حسن المصنعون الصينيون تكنولوجياتهم حيث طرحوا كمية ضخمة من الهواتف القابلة للطي في أسواقهم المحلية.

بداية من هذا العام، سيقدمون منتجاتهم إلى الخارج، الأمر الذي سيرغم سامسونغ على الانخراط في منافسة مباشرة معهم في الأسواق غير الصينية”.

وبرزت الصين كونها أكبر سوق للهواتف القابلة للطي العام الماضي واستهدفتها “سامسونغ” على أمل استعادة حصتها في السوق هناك، والتي انخفضت إلى أقل من 1 في المائة.

قال توم كانج، مدير الأبحاث في شركة كاونتربوينت، “إن الدولة مرتع للمنتجات، وإذا كنت ترغب في النجاح في قطاع الهواتف قابلة للطي، فعليك أن تنجح هناك”.

لكن السيد ما من شركة آي دي سي قال إن الصين “عالم آخر خاص بها”، نظرا إلى ميزة الشركات الصينية في تحسين التطبيقات مع المطورين المحليين دون الحاجة إلى خدمات “غوغل”.

ففي الصين، تصدرت “أوبو” سوق الهواتف القابلة للطي بحصة 38 في المائة في الربع الأول، تليها “هواوي” بحصة 25 في المائة و”سامسونغ” 18 في المائة.

وقال ما، “ما زالت سامسونغ تتمتع بميزة الخبرة، بعد أن تعلمت بالتجربة والكفاح قبل أربعة أعوام كيفية جعل منتجاتها أكثر تحملا. لكن الهواتف القابلة للطي وحدها لن تغير ثروات سامسونغ في الصين، خاصة عندما يتم تفضيل الأبطال المحليين مثل أوبو وهواوي وأونور هناك بمنتجاتهم المنافسة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى