كتب أسامة صالح
شهد عام 2022 أخبارا غير سارة لكثير من المستثمرين، وقد اختلفت نسب الربح والخسارة من قطاع لآخر، واختلفت معها نسب الأسف والندم من المستثمرين على وضع أموالهم في أسهم بعينها أو قطاع بعينه.
كان عام 2022 عاما مليئا بالأحداث المؤسفة لكثير من المستثمرين، ما جعلهم يشعرون بالأسف والندم، بعدما ارتفع التضخم لمستويات غير مسبوقة.
وقد انقلب عالم الاستثمار رأسا على عقب هذا العام، وساهم في ذلك:
• الحرب الروسية الأوكرانية.
• التقلبات في أسعار الطاقة.
• عمليات الإغلاق المستمرة بسبب فيروس كورونا في الصين.
• عودة التضخم بعد أكثر من 40 عامًا.
هذه العوامل مجتمعة قضت على أطول فترة صعود في السوق الأمريكية في التاريخ، وانتهى معها اثنا عشر عامًا من أسعار الفائدة القريبة من الصفر والتحفيز المالي والنقدي بشكل مفاجئ، وارتفعت أسعار الفائدة.
التكنولوجيا الأمريكية
فقدت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، نحو 3 تريليونات دولار على مدار عام مضى، حيث تراجعت أسهم “ألفابت” و”مايكروسوفت” و”ميتا” وأبل و”نتفليكس” “أمازون”و”تسلا”.
وشهد هذا العام انخفاض مؤشر S&P 500 بأكثر من ربع قيمته، فيما انخفض مؤشر ناسداك بمقدار الثلث.
ومما أدى إلى هذه الخسائر هو وضع المستثمرين أموالهم في أسهم هذه الشركات بغرض الربح المستقبلي، لكن انفجار التضخم حال دون ذلك.
رغم الخسائر لكن نسبة الندم منخفضة في هذا القطاع، حيث لا يزال سهم تسلا مثلا مرتفعًا بنسبة 585 في المئة على مدار خمس سنوات، وبنسبة 6869 في المئة على مدى 10 سنوات.
الأسواق النامية
كانت الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، وحالات الإغلاق في الصين، والركود العالمي والدولار الأمريكي القوي، قاسية على الأسواق الناشئة، التي تراجعت بنسبة 17.43 في المئة في العام حتى 30 نوفمبر .
ومن المتوقع أن تنتعش الأسهم الناشئة بمجرد أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، بل قد تتفوق على الأسواق المتقدمة مع عودة شهية المستثمرين الدوليين وثقتهم.
كان الجميع يعلم أن الأسواق الناشئة محفوفة بالمخاطر، وأن الانتعاش سيأتي.
قطاع التشفير
مستثمرو العملات المشفرة المتشددون لا يندمون. حتى انهيار بيتكوين من 67000 دولار إلى 16500 دولار لم يضعف الحماس لفئة الأصول عديمة الفائدة إلى حد كبير.
فقد ارتفعت عملة البيتكوين بالفعل، حيث رأى مستثمرو العملات المشفرة في ذلك خطوة أخرى نحو التنظيم والاحترام.
ويقول احد الخبراء الاقتصاديين ، إن Crypto ستستمر في الترنح، ويضيف : “لقد تم تمويل انتشار العملات والأنظمة البيئية للعملات المشفرة من خلال جدار من أموال الشيكات على بياض والتي سيكون من الصعب الحصول عليها مع ارتفاع أسعار الفائدة.”
أي شخص اشترى فكرة أن عملة البيتكوين هي “ذهب رقمي” يجب أن يشعر بالندم بعد انهيار هذا العام. إذا لم يدرك مستثمرو العملات المشفرة المخاطر التي يتعرضون لها، فلا أمل لهم.
الدولار الأمريكي
لن يندم أحد على الاحتفاظ بالدولار الأمريكي هذا العام. في وقت كتابة هذا التقرير، ارتفع بأكثر من 7 في المئة مقابل اليورو، والدولار الأسترالي، والكندي والنيوزيلندي، وحوالي 10 في المئة مقابل الجنيه الإسترليني، وحوالي 20 في المئة مقابل الين الياباني.
الدولار هو الملاذ الآمن النهائي وقد حصل على مزيد من الدعم من قبل تشديد بنك الاحتياطي الفدرالي العنيف للنقود.
وأنه طالما ظل التضخم وأسعار الفائدة مرتفعة، فسيظل الدولار كذلك، لذلك يجب أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متشائمًا للغاية حتى يتسبب في زيادة بيع الدولار بشكل كبير عن المستويات الحالية.
وسوف ينخفض الدولار الأمريكي حتما عندما ينحسر التضخم.
الذهب
من المفترض أن يكون الذهب هو الاستثمار النهائي “الذي لا يندم عليه” بسبب وضعه كملاذ آمن وسمعته كتحوط ضد التضخم، ولكن هذا العام كان مخيباً للآمال بشكل كبير.
ويتم تسعير الذهب بالدولار الأمريكي، وقد أدت قوة الدولار إلى جعله أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين بعملات أخرى، مما أدى إلى تضرر الطلب، وكذلك عمليات الإغلاق في الصين.
النقد
بعد أكثر من عقد من العوائد التي تقترب من الصفر، باتت السيولة النقدية تطير الآن بمعدلات 4 في المئة أو أكثر في السنة أو أكثر متاحة الآن، دون أي مخاطرة.
ومع ذلك ، فإن التضخم يطير أعلى بكثير، وبالتالي فإن قيمة ممتلكاتك ستظل تنخفض بالقيمة الحقيقية.
يجب على الجميع الاحتفاظ ببعض النقود، ومن الجيد أن المدخرين يحصلون أخيرًا على عائد على أموالهم. ومع ذلك، فهي لا تزال ليست موطنًا للثروة طويلة الأجل.
السندات
يتوقع المستثمرون انهيارا لأسهم السندات بنسبة تصل إلى 20 في المئة كما حدث هذا العام، اعتمادًا على سياسات تشديد البنوك المركزية العالمية، والاقتصاد العالمي المتقلب، وعدم اليقين السياسي المستمر.
ويتوقع مستثمرو السندات أن يكونوا محميين من التقلبات، بدلاً من التعرض لها. مع ذلك، قد يكون اليوم فرصة شراء جذابة.
