أخبار عاجلةمنوعات اقتصادية

مسبار “باركر” يواصل رحلته لكشف أسرار الشمس

نجح مسبار “باركر سولار بروب” الشمسي في تحليقه الرابع عشر القريب من الشمس، كجزء من سعيه المستمر لكشف أسرار نجمنا.

ومع بداية صباح يوم الأحد 11 ديسمبر، وصلت مركبة ناسا الفضائية إلى أقرب نقطة لها من سطح الشمس، المعروفة أيضا باسم الغلاف الضوئي، على مسافة نحو 5.3 مليون ميل (8.5 مليون كيلومتر)، متحدية الإشعاع الشديد والحرارة الشديدة، لجمع البيانات المتعلقة بالغلاف الجوي الخارجي للنجم، المسمى “الهالة” أو “الإكليل”.

وقدر العلماء الوقت الدقيق لأقرب اقتراب من الشمس، أو الحضيض الشمسي، حوالي الساعة 8:16 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:16 بتوقيت غرينتش)، حيث تسافر المركبة الفضائية بسرعة مذهلة تبلغ نحو 364.639 ميلا في الساعة (586.829 كم / ساعة). وهذه السرعة، 200 مرة أسرع من رصاصة تطلقها بندقية.

 

ولن يكون الحضيض الشمسي في 11 ديسمبر هو الأقرب لمسبار “باركر” الشمسي، الذي تم إطلاقه على متن صاروخ دلتا 4 الثقيل من كيب كانافيرال، في أغسطس 2018.

وأثناء التحليق القادم، ستتقدم المركبة الفضائية نحو الشمس، وستمر في النهاية بالقرب منها، على بعد 3.8 مليون ميل (6115500 كم) من السطح. وهذا أقرب بسبع مرات من أي مركبة سابقة إلى الشمس، ونحو 10 مرات أقرب إلى الشمس من كوكب عطارد، وسيشهد بذلك مسبار باركر الشمسي مواجهة درجات حرارة تصل إلى 2500 درجة فهرنهايت (1400 درجة مئوية).

ولتحمل هذه الظروف القاسية، تم تجهيز المركبة الفضائية بدرع مركب من الكربون بسمك 4.5 بوصات (11.43 سم) يحافظ على حمولتها العلمية في درجة حرارة الغرفة.

ويتمثل أحد الأهداف الأساسية لـ “باركر سولار بروب” في دراسة الهالة، الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، وجمع البيانات التي يمكن أن تساعد في حل أحد أكثر الألغاز التي طال أمدها في ما يتعلق بالشمس: لماذا الغلاف الجوي للشمس أكثر سخونة من سطحها؟.

وتشير نظريات الفيزياء النجمية إلى أن الضغط يزداد في عمق بلازما النجم، ويصبح النجم أكثر سخونة. لكن الهالة تتحدى هذه النظرية. وعلى الرغم من كونها هشة ومنتشرة، فإن البلازما في هذه الطبقة تكون أكثر سخونة من البلازما الموجودة على سطح الشمس، الغلاف الضوئي الذي يقع تحت الهالة.

وترتفع درجات الحرارة في الإكليل (الهالة) إلى 2 مليون فهرنهايت (1.1 مليون درجة مئوية) وأعلى، وعلى الرغم من حقيقة أن 1000 ميل (1600 كيلومتر) تحتها، فإن الغلاف الضوئي يكون أكثر كثافة بمقدار 10 ملايين مرة ويصل إلى درجات حرارة تصل إلى 10.000 فهرنهايت (5.500 درجة مئوية).

وتصعب دراسة الهالة من الأرض لأن الضوء الذي ينبعث منها يجعله الضوء الأكثر إشراقا من الفوتوسفير خافتا، ما يعني أن الإكليل يكون مرئيا فقط أثناء الكسوف الكلي للشمس، عندما يحجب القمر الضوء عن الغلاف الضوئي (يمكن للعلماء أيضا استخدام أدوات خاصة لتكرار التأثير).

ومن هنا جاءت الحاجة إلى أن يكون مسبار “باركر سولار بروب” “قريبا” من نجمنا من أجل فهم أفضل للهالة، المسؤولة أيضا عن إطلاق الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المشحونة التي يمكن أن تتداخل مع الاتصالات والبنية التحتية للطاقة هنا على الأرض.

ونظرا لأن الشمس هي النجم الوحيد القريب بما يكفي للدراسة بهذه الطريقة، فإن معرفة المزيد عنها سيساعد العلماء أيضا على فهم الأجسام النجمية في أماكن أبعد بكثير.

وسيصل المسبار الشمسي إلى قربه القادم الخامس عشر من الشمس في 17 مارس 2023، ويصل أيضا إلى نحو 5.3 مليون ميل (8.5 مليون كيلومتر) فوق سطح الشمس.

وفي وقت لاحق من العام، ستتأرجح المركبة الفضائية عبر كوكب الزهرة لتعديل مسارها بالقرب من الشمس مع اقتراب المهمة من نهايتها في عام 2025، بعد إكمال 24 اقترابا من الشمس، المخطط لها خلال المهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى