مقالات اقتصادية

فائقو الثراء يتزايدون في الشرق الأوسط بينما يتراجعون عالمياً

نايت فرانك: الإمارات والسعودية تتصدران الزيادة في أعداد الأثرياء بالمنطقة

كتب أسامة صالح 

برزت دول الشرق الأوسط ضمن أكثر الوجهات نمواً في أعداد فائقي الثراء العام الماضي في وقت تراجعت أعدادهم حول العالم لعدة أسباب منها تراجع أداء الأسهم والسندات، وفق “تقرير الثروة” لشركة الاستشارات “نايت فرانك”.

عدد فائقي الثراء، وهم من تتجاوز صافي أصولهم 30 مليون دولار، ازداد في الشرق الأوسط بنسبة 16.9% العام الماضي. وتصدرت الإمارات قائمة العشر دول صاحبة معدل النمو الأسرع بزيادة نسبتها 18.1% ليرتفع عددهم بها إلى 1116 فرداً. ولم تتخلف عنها السعودية كثيراً، مسجلة نمواً سنوياً 10.4%، وجاءت في المركز الرابع. وعالمياً، هبط العدد 3.8%.

ما أسباب الزيادة؟
تدفق الأثرياء الأجانب لدولة الإمارات العام الماضي على خلفية إدارة الدولة للوباء وسياسات التأشيرات، كما استفادت سوق العقارات الفاخرة في دبي من قدوم المستثمرين الأثرياء مثل الروس الذين يسعون لحماية أصولهم، والمصرفيون الفارون من قيود كوفيد الصارمة في آسيا، والهنود الأغنياء الذين يبحثون عن منزل ثانٍ.

وبخلاف شراء العقارات، اتجه بعض الروس بعد الحرب على أوكرانيا للإمارات لتأسيس شركات حديثة أو افتتاح فروع لأعمالهم القائمة في موسكو، كذلك دخلوا في مشاريع رأس المال الجريء. وقالت شركة استشارات الهجرة “هينلي أند بارتنرز” (Henley & Partners)، إن الإمارات ستجذب الحصة الأكبر من الثروة الخاصة حول العالم.

أيضاً كانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة في قائمة العشر دول الأعلى نمواً في عدد الأفراد ذوي صافي الثروة العالية، وهم من يمتلكون أصولاً صافية تُقدر بمليون دولار أو أكثر، وسجلت الدولة زيادة قدرها 15% في 2022 مقارنة بـ2021. وفي هذه الفئة احتلت ماليزيا المركز الأول بزيادة 27.7% تليها البرازيل وإندونيسيا بنسبة 24.4% و22.5% على التوالي.

وبينما انكمش عدد فائقي الثراء في 2022، زاد عدد الأفراد ذوي صافي الثروة العالية بنسبة 2.9% إلى نحو 70 مليون فرد عالمياً. يُذكر أن عدد المليارديرات هبط 5% إلى 2629 حول العالم.

غياب متوقع للدول العربية الفترة القادمة

تتوقع “نايت فرانك” أن يتزايد عدد فائقي الثراء خلال السنوات الخمس المقبلة 28.5% إلى 750 ألف فرد من نحو 580 ألف في 2022. مع ذلك، لا تضاهي هذه النسبة الزيادة المسجلة في الفترة بين 2017 و2022 البالغ 44%.

لكن غابت دول الشرق الأوسط عن قائمة الدول العشر الأعلى نمواً في عدد فائقي الثراء في السنوات الخمس المقبلة ليحل محلها دول مثل المجر والهند وتركيا وبولندا والبر الرئيسي للصين. تصدرت تركيا القائمة في الفترة من 2022 إلى2027 بزيادة متوقعة تصل إلى 156.5%.

أما عدد الأفراد ذوي صافي الثروة العالية، تأتي المجر في المركز الأول خلال السنوات الخمس المقبلة بزيادة نسبتها 74.4%. وفي هذه الفئة أيضاً لم تأت أي من الدول العربية ضمن قائمة العشرة الكبار.

جولة حول العالم
“التراجع المسجل العام الماضي في عدد الأفراد فائقي الثراء يرجع بقدر كبير إلى ضعف أداء الأسهم والسندات. لكن إذا نظرنا إلى نطاق زمني أطول، سنجد أن عدد فائقي الثراء عالمياً نما بنسبة 44% في الخمسة أعوام حتى 2022″، وفق ليام بيلي، رئيس قسم الأبحاث العالمي في “نايت فرانك”. أضاف: “رغم أننا نتوقع تباطؤ النمو إلى 28.5% خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن الهبوط المسجل في الآونة الأخيرة سيكون قصيراً نظراً لتكيفنا مع بيئة اقتصادية جديدة”.

مع ذلك شهد العام الماضي بعض النقاط المشرقة مثل نمو الأسعار في 100 سوق عقارية فاخرة حول العالم 5.2%، كما ازداد الاستثمار في الأصول الفاخرة 16%.

في أماكن أخرى حول العالم، أظهرت أفريقيا مرونة بنمو نسبته 6.3% في عدد فائقي الثراء، فيما استقر النمو في أستراليا والأمريكتان إلى حد كبير عند 0.7% و0.2% على التوالي. في آسيا، انخفض عدد السكان فائقي الثراء 6.5%، لكن ضمت القارة ثلاثة بين أكبر 10 أسواق نمواً، إذ سجلت ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة زيادة في عدد الأثرياء بنسب تتراوح من 7% إلى 9%.

أوروبا كانت صاحبة أكبر تراجع، إذ هبط عدد فائقي الثراء، وتراجع عدد السكان من فائقي الثراء في أفريقيا بنسبة 80%. وبين أسواق قليلة ارتفع عدد الأثرياء بها، شهدت أيرلندا زيادة في عدد هؤلاء السكان بنسبة 3.9% العام الماضي، حتى موناكو، وجهة الأثرياء، لم تتعد الزيادة بها 0.9%.

كم تحتاج لتصبح عضواً في نادي الـ1%؟
الحد الأدنى المطلوب تجاوزه ليصبح الفرد ضمن أغنى 1% من السكان، متباين بشدة من دولة إلى أخرى، وتتراوح بين 12.4 مليون دولار في موناكو إلى 20 ألف دولار فقط في كينيا، وفق “نايت فرانك”.

أغنى 1% من سكان الإمارات تتطلب امتلاك أصول صافية قيمتها 1.6 مليون دولار، وهي أعلى قيمة في المنطقة العربية، أما في السعودية تصل قيمة هذه الأصول إلى 740 ألف دولار.

ورغم أن سويسرا تأتي في المركز الثاني بقائمة الأماكن موطن أكبر عدد من فائقي الثراء، فإن الحد الأدنى لدخول نادي الـ1% يبلغ نصف رقم موناكو، صاحبة المركز الأول، عند 6.6 مليون دولار. وتتصدر البرازيل أسواق أميركا اللاتينية بـ430 ألف دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى