اقتصاد خليجي

السعودية تمدد خفض الإنتاج والنفط يقفز فوق 90 دولاراً

أعلنت السعودية تمديد الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يومياً حتى نهاية العام، في سعيها لدعم الأسعار التي تشهد تراجعاً، فيما أبقت روسيا خفض صادراتها النفطية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023، وفق ما أعلنه نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم.

وقال ألكسندر نوفاك على حساب “تيليغرام” للحكومة الروسية إن “موسكو ستمدد الخفض الطوعي لشحنات النفط للأسواق العالمية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023”.

وقالت وزارة الطاقة السعودية في بيان إن الرياض “ستقوم بتمديد الخفض التطوعي البالغ مليون برميل يومياً والذي بدأ تطبيقه خلال شهر يوليو (تموز) الماضي لثلاثة أشهر أخرى، أي حتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2023″، مشيرة إلى أن إنتاج البلاد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام “سيكون ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً”، معتبرة أن “هذا الخفض التطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول ’أوبك+‘ بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها”.

وأعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام، هذه الخطوة للمرة الأولى في أعقاب اجتماع في يونيو (حزيران) الماضي لتكتل “أوبك +” الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط و10 من حليفاتها بما فيها روسيا، ودخل حيز النفاذ في يوليو الماضي، وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي أعلن تمديد الخفض لشهر آخر ليشمل سبتمبر (أيلول) الجاري، مع إمكان تمديد أو وزيادة هذا الخفض”، لكن آخر إعلان اليوم الثلاثاء لتمديد الخفض خلال أكتوبر (تشرين الأول) أبقى على الخفض عند المستوى نفسه.

وجاءت الخطوة السعودية في أعقاب القرار الصادر في أبريل (نيسان) الماضي من قبل عدد من أعضاء تحالف “أوبك +” الذي يضم روسيا بخفض الإنتاج طواعية بأكثر من مليون برميل يومياً.

وفي أكتوبر الماضي قرر تكتل “أوبك +” خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً، وارتفعت أسعار الذهب الأسود في يوليو (تموز) الماضي في أول شهر دخل الخفض السعودي حيز النفاذ وتجاوزت 80 دولار للبرميل.

البرميل فوق 90 دولاراً

وقفزت أسعار النفط اليوم نحو اثنين في المئة بعدما أعلنت السعودية وروسيا تمديداً جديداً لخفوض الإنتاج الطوعية، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر 1.44 دولار بما يعادل 1.6 في المئة إلى 90.44 دولار للبرميل، متجاوزة مستوى الـ 90 دولاراً للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر 1.85 دولار أو حوالى اثنين في المئة إلى 87.4 دولار للبرميل.

وارتفعت أسهم النفط والغاز الأوروبية اليوم بعدما قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الرياض ستمدد خفضها الطوعي لإنتاج النفط، إذ صعد مؤشر أسهم النفط والغاز الأوروبي 1.4 في المئة ولامس أعلى مستوياته منذ الـ 17 من أبريل (نيسان) الماضي، وارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوسع في أحدث قراءة بنسبة 0.05 في المئة.

وقبل إعلان الرياض وموسكو تباينت أسعار النفط اليوم مع تلاشي الدعم من الإجراءات التي اتخذتها الصين لدعم اقتصادها، وهو ما جاء في مواجهة أثر توقعات تمديد خفض الإمدادات من جانب العضوين الرئيسين في “أوبك+”.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 10 سنتات بما يعادل 0.11 في المئة إلى 88.90 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر 33 سنتاً أو 0.39 في المئة.

وقالت “إيه إن زد” للأبحاث في مذكرة إن “البيانات الصادرة الأسبوع الماضي أظهرت أن زيادة الصادرات من إيران ونيجيريا يقابلها انخفاض في إنتاج السعودية”، مضيفة أن الأنباء الواردة من روسيا ساعدت أيضاً في تهدئة المخاوف من زيادة الإمدادات من أماكن أخرى.

تأثيرات ممتدة

ومن المؤثرات السلبية تأخذ الأسواق في الاعتبار بشكل عام الإجراءات التي اتخذتها الصين أخيراً لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر، مما جاء في مواجهة الدعم القادم من الخفوض في إمدادات النفط.

وفي اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، انخفض إنفاق الأسر في يوليو الماضي خمسة في المئة مقارنة بالعام السابق، وهو انخفاض فاق التوقعات التي كانت 2.5 في المئة واستمرار في التراجع للشهر الخامس.

وقالت مصادر إنه ليس من المتوقع استئناف ضخ النفط العراقي إلى تركيا قبل أكتوبر المقبل، والذي سيشهد على الأرجح زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد بعد تأجيل الزيارة التي كان من المزمع في البداية أن يجريها في أغسطس الماضي.

وعلقت تركيا تدفقات الصادرات من شمال العراق في الـ 25 من مارس (آذار) الماضي، بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية في قضية تحكيم بأن تدفع أنقرة تعويضات لبغداد بقيمة 1.5 مليار دولار لسماحها بضخ صادرات نفط حكومة إقليم كردستان من دون تصريح في الفترة ما بين 2014 و2018.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى