مقالات اقتصادية

“صناديق التحوط تعود إلى أسواق النفط .. تنامي الرهانات الصعودية رغم الضغوط..

كتب أسامة صالح

واصلت الضغوط الصعودية تأثيرها الواسع في أسعار النفط الخام ودفعت بها إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر، بدعم من انخفاض إنتاج “أوبك +” واتسعت وتيرة المكاسب، مع أنباء إغلاق ليبيا أربعة موانئ لتصدير النفط إثر تبعات إعصار “دانيال” الذي يضرب البلاد.
وارتفعت الأسعار بأكثر من 25 في المائة، منذ أواخر يونيو الماضي وسط طلب قوي على الوقود وتحركات السعودية وروسيا لتعزيز توازن الأسواق، كما انخفض الدولار بأكبر قدر خلال شهرين تقريبا، ما يعزز المكاسب.
وركزت التوقعات الأساسية لبنوك مثل جي بي مورجان على أنها لا تفترض أن الأسعار ستصل إلى 100 دولار للبرميل وقد نرى ميلا للاحتفاظ بمستوى 90 دولارا لخام برنت.

ويقول محللون نفطيون “إن أسعار النفط واصلت صعودها لتحقق أعلى مستوى جديد خلال عشرة أشهر، ودافعت بنجاح عن مستواها الرئيس البالغ 90 دولارا لخام برنت”، معتبرين التزام “أوبك” القوي بتوقعاتها المتفائلة للطلب العالمي على النفط في العام المقبل يوفر بعض التطمينات بشأن الاتجاه التصاعدي السائد في أسعار النفط منذ يوليو من هذا العام.
وذكروا أن خام برنت تجاوز 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى له منذ 11 شهرا أيضا بتأثير من تمديد السعودية وروسيا تخفيضاتهما في إمدادات النفط حتى نهاية العام الجاري.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة “إنرجي شتايرمارك” النمساوية للطاقة إنه نتيجة عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا باعت الإدارة الأمريكية ما يقرب من 200 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لتجنب الضغوط التضخمية.
ولفت إلى تقارير دولية ترى أن العقوبات الواسعة لم تؤثر كثيرا في صادرات النفط الروسية، ما أدى إلى انخفاض محدود في الأسعار في فترات سابقة، لكن الآن وقبل عام واحد فقط من الانتخابات المقبلة ارتفعت الأسعار مرة أخرى وبلغ الاحتياطي الاستراتيجي للنفط أدنى مستوياته منذ 40 عاما.
ويرى سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف أن صناديق التحوط تعود إلى أسواق النفط مع تنامي الرهانات الصعودية رغم الضغوط، موضحا أن الأسعار آخذة في الارتفاع خاصة الوقود حيث ارتفعت أسعار الديزل بنسبة 40 في المائة منذ شهر مايو الماضي، وفقا لبيانات “أرجوس”.
وسلط الضوء على أحدث بيانات “أوبك” التي رصدت بلوغ إنتاج “أوبك” من النفط الخام 27.45 مليون برميل يوميا في أغسطس، حيث تم تسجيل زيادة قدرها 113 ألف برميل يوميا في المتوسط لإنتاج “أوبك” في أغسطس بقيادة إيران ونيجيريا في المقام الأول، مشيرا إلى زيادة إنتاج إيران من النفط إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا تأتي رغم العقوبات الأمريكية.
ويوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك زد إيه إف في كرواتيا أن بيانات الاقتصاد الصيني تظل هي المؤثر الأكبر في الطلب العالمي وأن انخفاض أسعار النفط الخام في بداية العام الجاري كان بمنزلة فرصة لمصافي التكرير الصينية لتخزين النفط الخام الأرخص.
وأكد أن خطة التحفيز المالي والاقتصادي في الصين عززت توقعات وآفاق الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، مشيرا إلى بلوغ واردات الصين من النفط الخام 12.43 مليون برميل يوميا الشهر الماضي وهو ثالث أعلى معدل وصول يومي على الإطلاق خلال شهر واحد.
وتتفق ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام مع أن النفط يواصل ارتفاعه إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر، حيث أدت تخفيضات الإنتاج من قبل قادة منظمة “أوبك +” إلى تضييق الإمدادات النفطية العالمية وهو الأمر الذي من المتوقع أن يعزز توازن العرض والطلب ويعزز مكاسب أسواق الوقود.
ونوهت بأحدث بيانات “أوبك” التي ترى أن أسواق النفط ستشهد عجزا قدره 3.3 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من العام الجاري وهي السوق الأكثر تقييدا منذ أكثر من عقد.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في تداولات أمس لتتداول قرب أعلى مستوى لها في عشرة أشهر، بدعم من توقعات الأسواق حيال انخفاض المعروض العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 0.27 في المائة، أو ما يعادل 25 سنتا، إلى 92.31 دولار للبرميل في تمام الساعة 08:17 صباحا بتوقيت مكة المكرمة.
وزادت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أكتوبر بنسبة 0.30 في المائة، أو ما يعادل 27 سنتا إلى 89.1 دولار للبرميل، بعد وصولها عند تسوية الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2022.
وساعدت أنباء إغلاق ليبيا أربعة موانئ لتصدير النفط إثر تبعات إعصار “دانيال” الذي يضرب البلاد، على تعزيز أسعار النفط خلال الجلستين الأخيرتين.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 94.09 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 93.12 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وإن السلة ارتفعت بنحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 91.44 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى