مختارات اقتصادية

لماذا قررت ناسداك تعديل مؤشرها مع قفزة أسهم العمالقة السبعة؟

فاجأت الشركة المشغلة لبورصة “ناسداك” المستثمرين في “وول ستريت” بعزمها القيام بعملية تعديل للأوزان في مؤشر “ناسداك 100” في وقت لاحق من هذا الشهر.

 

وتأتي هذه “الخطوة النادرة” مع مساعي تقليص الوزن النسبي لشركات التكنولوجيا الكبرى في المؤشر، بعد صعود قوي لأسعارها في الفترة الأخيرة.

 

ما الذي يحدث؟

 

– أعلنت الشركة المشغلة لبورصة ناسداك الأمريكية في السابع من يوليو أنها ستقوم بتعديل أوزان أسهم الشركات المكونة لمؤشر التكنولوجيا “ناسداك 100.

 

– قالت البورصة إن “التعديل الخاص” للأوزان سيدخل حيز التنفيذ قبل افتتاح السوق يوم الإثنين الموافق الرابع والعشرين من يوليو.

 

– أشار مشغل ناسداك إلى أن إعادة التوازن الخاص لن ينتج عنه حذف أو إضافة أي أوراق مالية في المؤشر.

 

– تشير المنهجية الخاصة بمؤشر “ناسداك 100” إلى أنه يمكن إجراء إعادة توازن خاص للمؤشر لمعالجة التركز المفرط عن طريق إعادة توزيع الأوزان الخاصة بالأسهم داخل المؤشر.

 

– عادة ما يتم إعادة تشكيل مؤشر “ناسداك 100” مرة واحدة سنوياً في شهر ديسمبر، مع وجود فرص إضافية لإعادة التوازن مرة كل فصل في أشهر مارس ويونيو وسبتمبر.

 

– يتضمن المؤشر 100 من أكبر الشركات المحلية والدولية غير المالية المدرجة في بورصة ناسداك، كما يمثل معيارا للعديد من المنتجات المالية حول العالم مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والصناديق المشتركة والعقود الآجلة والخيارات.

 

لماذا إعادة التوازن؟

 

– ساهم الصعود القوي لأسهم النمو والتكنولوجيا في ارتفاع مؤشر “ناسداك 100” بنحو 42% منذ بداية عام 2023 وحتى إغلاق جلسة الرابع عشر من يوليو، مقارنة بارتفاع 17% للمؤشر الأوسع “إس آند بي 500” في نفس الفترة.

 

 

– تشكل أسهم 5 شركات وهي “آبل” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا” و”أمازون” و”تسلا” مجتمعة نحو 43.8% من وزن مؤشر “ناسداك 100”.

 

– تستهدف عملية إعادة توازن المؤشر خفض الوزن النسبي الإجمالي لهذه الشركات الخمس إلى 38.5%، بحسب ما تنص عليه منهجية “ناسداك 100”.

 

– كما تشير منهجية “ناسداك 100” إلى أنه يمكن إعادة موازنة المؤشر في أي وقت إذا كان الوزن الإجمالي للشركات التي يزيد وزن كل منها على 4.5% يتجاوز 48%.

 

– تشكل “مايكروسوفت” أكبر وزن نسبي بالمؤشر بنسبة 12.9%، تليها “آبل” بـ12.4% و”إنفيديا” بنحو 7%، ثم “أمازون” و”تسلا” و”ميتا” بـ6.89% و4.5% و4.4% على الترتيب.

 

– في حال إضافة شركة “ألفابت” المالكة لـ”جوجل” إلى القائمة، فإن أكبر 7 شركات في المؤشر تمثل نحو 55% من إجمالي “ناسداك 100”.

 

– جاء صعود الوزن النسبي للشركات الكبرى بعد تحقيقها مكاسب حادة هذا العام، بدعم طفرة الذكاء الاصطناعي والتوقعات المتفائلة بشأن قرب نهاية دورة التشديد النقدي.

 

 

– صعد سهم “إنفيديا” بأكثر من 200% منذ بداية العام الجاري وحتى جلسة الرابع عشر من يوليو، كما ارتفع سهما “آبل” و”مايكروسوفت” بأكثر من 40% لكل منهما في نفس الفترة.

 

– تعني المكاسب الكبيرة لهذه الشركات تضخم وزنها في المؤشرات التي يتم ترجيحها بالقيمة السوقية، ما يهدد بتعريض المستثمرين لتقلبات كبيرة بفعل عدد محدود من الأسهم.

 

كيف يتم إعادة توازن المؤشر؟

 

– قال محللون في “ويلز فارجو” إن أسهم شركات “ستاربكس” و”مونديليز” و”بوكينج هولدنجز” و”جيلياد ساينس” و”أنالوج ديفيسيس” و”أوتوماتيك داتا” ستشهد زيادة لوزنها النسبي في مؤشر “ناسداك 100”.

 

– بينما سيتم خفض تأثير شركات “مايكروسوفت” و”آبل” و”إنفيديا” و”أمازون” و”تسلا” و”ميتا” و”ألفابت” في المؤشر.

 

– من شأن عملية إعادة توازن “ناسداك 100” أن تمنح الشركات الأصغر نسبة أكبر في المؤشر.

 

– سبق أن قام المشغل لبورصة ناسداك بعملية إعادة توازن خاصة للمؤشر في عامي 2011 و1998.

 

– كان سوق الأسهم الأمريكي قد تعرض في نهاية تسعينيات القرن الماضي لهبوط حاد بعد فقاعة شركات التكنولوجيا، كما تضرر السوق في 2011 من أزمة الديون الأوروبية آنذاك.

 

 

تأثير محتمل على المستثمرين؟

 

– ستجبر التغيرات في المؤشر صناديق الاستثمار التي تتبع “ناسداك 100” على تعديل محافظها الاستثمارية.

 

– خفض الوزن النسبي لشركات التكنولوجيا الكبرى سيدفع صناديق الاستثمار إلى بيع جزء من أسهمها في هذه الشركات مع شراء أخرى لضبط أوزان الشركات بالتزامن مع تعديل المؤشر.

 

– قد تؤدي هذه الخطوة إلى وضع ضغوط هبوطية قصيرة المدى على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، لكنها قد لا تشكل خطرًا على مسارها في المدى الطويل.

 

– يؤثر هذا القرار على كثير من المستثمرين الأفراد الذين يعملون من خلال صناديق الاستثمار التي تركز على مؤشر “ناسداك 100″، مثل صندوق “إنفيسكو كيو كيو كيو” المتداول والذي يعتبر ثاني أكبر الصناديق تداولًا في السوق الأمريكي.

 

– من شأن هذه الخطوة أن تقلص تعرض المستثمرين لأسهم التكنولوجيا مقابل زيادة تعرضهم لقطاعات أخرى مثل السلع الاستهلاكية وغيرها.

 

– يدعم تقليص الوزن النسبي لشركات التكنولوجيا الكبرى في “ناسداك 100” فكرة التنوع، ما يجنب المستثمرين تداعيات تعرض هذه الشركات للهبوط.

 

المصادر: أرقام – ناسداك – رويترز – بلومبرج – أكسوس – سي إن إن – موتلي فول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى