اقتصاد خليجي

السيارات الصينية تغزو الأسواق السعودية

بدأت السيارات الصينية بالوجود في الأسواق السعودية قبل 10 أعوام، وشهد عام 2015 تزايد علاماتها التجارية إلى أن وصلت اليوم إلى ما يزيد على 10 علامات تجارية.

ولا يقتصر وجود السيارات الصينية في الأسواق المحلية، بل تعدى ذلك ليصل إلى قوائم العشر الأكثر مبيعاً في البلاد، إذ كشف التقرير الأخير الصادر من رابطة مصنعي السيارات الصينية عن أن الرياض احتلت المركز السادس عالمياً، كأكثر وجهة لتصدير السيارات صينية الصنع خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2023، إذ استقبلت الأسواق السعودية 87 ألف سيارة خلال خمسة أشهر فقط، بدءاً من يناير (كانون الثاني) حتى مايو (أيار) الماضي.

وفقاً لبيانات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية فإن البلاد استوردت خلال العام الماضي 570 ألف سيارة من خمس دول مصنعة للسيارات، واحتلت الصين قائمة الدور المصدرة بنسبة 42 في المئة تليها اليابان بنحو 28 في المئة، ومن ثم كوريا الجنوبية بنسبة 15 في المئة، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 11 في المئة، وأخيراً ألمانيا بمعدل أربعة في المئة.

 وعلى رغم تربع العلامات التجارية التي اعتاد السعوديون على اقتنائها من الدول الآسيوية المصنعة للسيارات، إلا أن التقنيات والمميزات لا سيما في ما يتعلق بالتصاميم الجذابة والجودة وكذلك السلامة، التي توفرها الشركات الصينية في سيارتها أسهمت في رفع معدلات الإقبال على اقتنائها، كما لعبت الأسعار وخدمات ما بعد البيع دوراً رئيساً في شرائها، إذ أصبحوا يفضلونها عن العلامات الأخرى.

جميلة الضبيان تناولت تجربتها مع السيارات الصينية قائلة “عندما قررت شراء سيارة، كنت أبحث في حدود موازنتي، إلى أن وقع اختياري على سيارة صينية، كان سعرها مناسباً بالنسبة إلي، إضافة إلى وجود المواصفات كافة التي كنت أبحث عنها في السيارة خصوصاً في ما يتعلق بنواحي الأمن السلامة سواء الحساسات والكاميرات وغيرهما”.

وتتفق معها أريج النجار التي فضلت اقتناء سيارة صينية، متابعة “بخلاف السعر الذي هو في متناول الجميع، تتميز السيارات الصينية بتوفر قطع الغيار بسعر مناسب، وهو أمر مهم بالنسبة إلي، كما توفر وكالة السيارة صيانة دورية للمركبة تمتد لـ10 سنوات”.

وأما حسين العثمان فيرى أن اختياره لاقتناء للسيارة الصينية جاء لأسباب عدة، أبرزها أن سعر تقسيطها بسيط قياساً بأسعار أقساط أنواع وماركات أخرى للسيارات، إضافة إلى أنها اقتصادية وغير مكلفة في استهلاك الوقود، إضافة إلى مميزاتها الداخلية سواء الشاشات ووسائل الترفيه والأمان، أو الخارجية من حيث الألوان والهيكل الخارجي العصري.

وبخلاف ما يراه حسين العثمان في المواصفات التي جذبته لاقتناء السيارة الصينية، يرى خالد السيف أنه على رغم أسعارها الجيدة والجذابة عند الشراء، لكنها تفقد كثيراً من قيمتها بعد عام من الاستعمال، قياساً بالسيارات الأخرى التي يمكن أن يظل سعرها متماسكاً في السنوات الخمس الأولى، ولا تفقد كثير منه عند البيع.

إقبال متزايد

وفي سياق متصل أوضح رئيس اللجنة الوطنية للسيارات في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية سعيد البسامي أن السيارات الصينية تشهد إقبالاً كبيراً من السعوديين على شرائها في السنوات الأخيرة بما يقارب 40 في المئة، متابعاً “تستحوذ العلامات التجارية لسيارات الصين على حصة كبيرة من السوق السعودية لأسباب عدة، من أبرزها التسهيلات التي تقدمها وكالاتها والعروض الترويجية، سواء خدمات البيع أم الصيانة الدورية وتوفر قطع الغيار بأسعار مقبولة”.

واستطرد البسامي بالقول “إن أسعار السيارات مغرية وتجعلها في متناول الجميع، مما أسهم في رفع معدل اقتنائها”، لافتاً إلى أن قيمة التأمين الخاص بها مقارنة بالعلامات التجارية الأخرى من ضمن المحفزات.

هوايات التطعيس

لا تتوقف رغبة السعوديين في اقتناء السيارات الصينية على جودتها ومواصفاتها التي تستهوي كثيراً منهم إضافة إلى سعرها، الذي يرون أنه العامل الرئيس في انتشارها، بل يمتد إلى أنها تتحمل طبيعة البلاد الصحراوية، ويمكن لهواة “التطعيس” (القيادة في الصحاري والجبال والطرق الوعرة) ممارسة تلك الهواية بها، التي تدخل ضمن تصميمها لاسيما فئة “الجيب” لقدرتها على السير في البيئة الصحراوية والكثبان الرملية.

وعلق صاحب أحد معارض بيع السيارات في جدة علي شلبي قائلاً إن “تصميم السيارات الصينية بمختلف علاماتها التجارية تم الأخذ في الحسبان قدرتها على السير في الكثبان الرملية، وكذلك ممارسة التطعيس، لذا فإنها تعد منافساً للسيارات اليابانية التي تتميز بهذه المواصفات”.

وأضاف شلبي “أثبتت بعض أنواع السيارات الصينية جودتها في الطرق الوعرة والبر وخالفت أغلب التوقعات، إذ قدمت أداء جميلاً في البر، ولاحظنا أن أغلب المستخدمين الذين قاموا بشراء سيارات صينية ذات الدفع الرباعي بالتعديل عليها كما يفعل أصحاب السيارات اليابانية والأميركية لتصبح أكثر تناسباً مع هذه المناطق”.

تأثير بـالجائحة

ولفت التاجر السعودي إلى أن أزمة كورونا أسهمت تداعياتها الاقتصادية على قطاع صناعة السيارات في جميع الدول المصنعة، مما انعكس سلباً على معدل الإنتاج لجميع مصانع السيارات، وهذا أدى إلى ارتفاع في الأسعار وبشكل ملحوظ على العلامات التجارية سواء الأوروبية أو الأميركية وحتى تلك المصنعة في آسيا”، مستدركاً “ذلك الارتفاع في السعر لم يكن ملحوظاً لدى السيارات الصينية أو بمعنى آخر لم يشعر به المستهلك، لأن الأسعار كانت في المتناول”.

وأوضح شلبي أن أسعار السيارات الصينية المنخفضة قياساً بالعلامات التجارية الأخرى لم تؤثر في مواصفاتها، إذ عملت الشركات المصنعة للسيارات على وضع مواصفات رفاهية متعددة، مما جعلتها تدخل دائرة المنافسة في فئاتها، فعلى سبيل المثال نجد سيارة صينية بمبلغ لا يتجاوز 80 ألف ريال (21.35 ألف دولار) بها مواصفات لا يمكن توفرها في سيارات يابانية أو كورية بالقيمة نفسها”.

دعم الانتشار بالصيانة

وأشار التاجر السعودي إلى أن السيارات الصينية عند دخولها السوق المحلية تخوف أغلب المستهلكين من عدم وجود خدمات ما بعد البيع، وكذلك عدم توفر قطع الغيار بسعر جيد، كما حدث عند دخول بعض العلامات التجارية من دول أخرى، إلا أن الوكلاء استدركوا هذه النقطة في وقت مبكر، وعمدوا على إنشاء مراكز صيانة على مستويات متقدمة لتوفير خدمات ما بعد البيع، بل وتعاقد بعضهم مع مراكز صيانة سريعة ومعتمدة في البلاد بهدف التسهيل على العميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى