مختارات اقتصادية

موجة تسريح موظفين تعم كبرى الشركات الأميركية رغم سوق العمل القوية.. ماذا يحدث؟

تشهد كبرى الشركات الأميركية موجة صرف موظفين، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا على الرغم من أن سوق العمل الأميركية ما زالت قوية للغاية.

وأظهرت بيانات شهر مارس أن الاقتصاد الأميركي وفر 303 آلاف فرصة عمل جديدة، متفوقاً بكثير على متوسط توقعات المحللين عند 200 ألف فقط. ونتيجة لذلك تراجع معدل البطالة من 3.9% إلى 3.8%، ليظل قريباً من أدنى مستوياته التاريخية.

موجة أخف نسبياً

تبقى موجة التسريح الجديدة أقل نسبياً من الموجة التي شهدناها العام الماضي، حين صرفت شركات التكنولوجيا عشرات آلاف الموظفين، ومع ذلك ظلت سوق العمل قوية.

وحول أبرز عمليات صرف الموظفين في الأسابيع الماضية، فقد سرحت “تسلا” نحو 10 آلاف موظف ضمن تغييرات شاملة يقوم بها “إيلون ماسك” في الشركة بعد تراجع مبيعاتها وأرباحها التشغيلية في الربع الأول.

كما أعلنت عملاق التجارة الإلكترونية “أمازون” أنها ستتخلى عن مئات الوظائف في قطاع الأفلام والاستوديوات، وفي منصة “Twitch” لبث الفيديو حسب الطلب.

أيضاً في التجارة الإلكترونية، تخلت “Ebay”عن ألف وظيفة، بما يعادل 9% من قوتها العاملة، كذلك تخطط شركة المدفوعات الرقمية “PayPal” صرف 9% من قوتها العاملة، أي نحو 2000 موظف. موجة صرف الموظفين.

وكانت شركة “غوغل” التابعة لمجموعة ألفابت قد أعلنت في يناير الفائت إلغاء مئات الوظائف، وأنها ستتخلى عن المزيد من الموظفين من دون أن تحدد العدد.

موجة صرف الموظفين طالت “مايكروسوفت” التي أعلنت التخلي عن 1800 وظيفة أي ما يقارب 1% من قوتها العاملة، لكن لسبب محدد هو الاستحواذ على شركة ألعاب الفيديو “Activision Blizzard.”

وطالت عمليات صرف العمالة أيضا شركة SNAP المالكة لتطبيق سناب شات، والتي قررا خفض قوتها العاملة بنحو 10% لتخفيض التكاليف ومواجهة تباطؤ السوق الإعلانية.

في قطاع البنوك، أعلنت Citigroup أنها ستلغي 20 ألف وظيفة بنهاية 2026، كجزء من خطة إعادة هيكلة تستمر لسنوات، فيما يخطط بنك مورغان ستانلي بصرف مئات الوظائف في وحدة إدارة الثروات.

أما “بلاك روك”، وهي أكبر شركة إدارة أصول في العالم، ستلغي 600 وظيفة، بما يعادل 3% من قوتها العاملة.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي

ومن التأثيرات الواضحة للذكاء الاصطناعي في سوق العمل، كان اللافت إعلان شركة UPS عن صرف 12 ألف موظف، وسط تباطؤ الأعمال. لكن المهم في الإعلان أن معظم هذه الوظائف لن تعود حتى عندما تعود الحركة إلى النمو، والسبب أن الشركة تعتمد على برامج ذكاء اصطناعي للقيام بمهام هؤلاء، خصوصاً في مجال تسعير خدمات الشحن للعملاء.

وعلى المنوال نفسه، أعلنت شركة تعليم اللغة Duolingo أنها خفضت عدد المتعاقدين معها بنسبة 10%، مع اعتمادها بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى.

وفي القطاع الاستهلاكي، تقوم “Unilever” بإعادة هيكلة قد تؤثر على 7500 وظيفة، وأيضاً، ستقوم شركة المستحضرات التجميلية Estée Lauder بتخفيض 3100 وظيفة تعادل 5% من قوتها العاملة.

قطاع السيارات

وفي قطاع السيارات أيضاً، أعلنت Stellantis وهي الشركة الأم لـ Chrysler، اعتزامها إلغاء 400 وظيفة في الولايات المتحدة.

وأخيراً، إريكسون السويدية ستلغي 1200 وظيفة في الولايات المتحدة، علماً بأن لديها 100 ألف وظيفة حول العالم.

قال وسيم جمعة رئيس الاستثمار The Family Office، إن بعض الشركات تستبدل الموظفين بالذكاء الاصطناعي أو تعيين موظفين لديهم مهارات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف جمعة في مقابلة مع “العربية Business”، أن الشركات بذلك تحاول دعم مبيعاتها ثم هوامش الربحية حتى تحقق أرباحا جيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى