أخبار عاجلة

شركات عالمية: الإمارات توظف التحول الرقمي لمصلحة التنمية الاقتصادية

أكد مسؤولو شركات تقنية عالمية أن دولة الإمارات تنفرد إقليمياً، بوجود رؤية واضحة وبعيدة المدى لتوظيف التحول الرقمي لخدمة القطاعات، الحكومية والخاصة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التنمية بشكل عام في الدولة.

وقالوا إن الدولة استطاعت تصدّر العديد من المؤشرات العالمية في التحول الرقمي لتبقى النموذج العربي الوحيد ضمن هذه المؤشرات ما ساعد في استقطاب الشركات والاستثمارات التقنية العالمية.

وأشاروا إلى أن الإمارات ستواصل الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كهدف استراتيجي لتحقيق أعلى معدلات النمو ضمن اقتصاد رقمي متطور يسهم في الوقت نفسه في نمو الأعمال، وتحقيق أعلى معدلات السعادة للسكان والزوار.

قال أحمد عودة، نائب الرئيس والمدير العام لشركة «في إم وير» بالمنطقة وتركيا وشمال إفريقيا: تتميز دولة الإمارات ببيئة أعمال قوية، فيما تلتزم بضمان ريادة البلاد في مجال التقنية، فيما تستثمر الحكومة بكثافة في مجال التحول الرقمي، وتسخير التقنية بهدف تحفيز الاستثمار والتنمية، وهذا الأمر يساعد بالتأكيد في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة والذي يستند إلى التطبيقات الحديثة واستخدام البيانات والتقنيات على نحو فعال، مثل التقنيات السحابية والحوسبة الطرفية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وأضاف عودة، أنه وفي ما يخص التقنيات الكبرى المنتجة لتحولات جذرية غير مسبوقة، ستواصل تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنيات الجيل الخامس والحوسبة الطرفية في التقارب فيما بينها، وخلق فرص هائلة. ومن الأهمية بمكان أن تبادر المؤسسات إلى تذليل التعقيدات التقنية اليوم، وأن تعتمد نهج حوسبة السحاب المتعدد الذي يؤدي، إن تم تطبيقه بشكل صحيح، إلى تهيئتها لأجل الابتكار والاستفادة من إمكانات التقنيات الكبرى الأخرى.

اقتصاد المعرفة

وقال يحيى الهامي المدير التنفيذي لشركة «تحالف الإمارات للحلول التقنية» عن التحول الرقمي في الإمارات: تعد تجربة الدولة من أبرز رحلات التحول الرقمي نضجاً حول العالم، لأنها مدعومة برؤية حكيمة من القيادة الرشيدة، عمادها اقتصاد المعرفة، وترتكز على مجموعة متطورة دائماً من المبادرات والاستراتيجيات التي تدعم التحول الرقمي، انطلاقاً من الجهات الحكومية ثم المؤسسات، ومن ثم على مستوى الأفراد، وأصبحت الإمارات واحدة من أكثر الدول تقدماً في رقمنة خدماتها العامة، كما أصبحت حكومة دبي أول حكومة لا ورقية على مستوى العالم بنسبة 100%.

وأضاف الهامي انطلاقاً من بداية تأسيس دولة الإمارات أخذت القيادة الرشيدة على عاتقها أن يكون نبض التحديث والتطوير دوماً يأخذ في الاعتبار آخر المستجدات والتطورات، وبناء على الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة، أصبحت دولة الإمارات من بين أوائل الدول التي أطلقت مشروع الحكومة الإلكترونية والرقمية والتي تنسجم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وعصر البيانات الضخمة وتحليلاتها، والتقنيات فائقة التطور المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

وأشار إلهامي إلى أن دولة الإمارات تقود العالم العربي في مجال التحول الرقمي، ومن أهم ركائز التحول الرقمي هو توفر البيانات، لذلك فإن نجاح الدولة وسرعة تقدمها في التحول الرقمي يكمن أحد أسبابه في التركيز على الإمكانات غير المستغلة لاقتصاد البيانات، هذه البيانات الضخمة التي تم تقدير قيمتها في عام 2020 بمبلغ 70.5 مليار دولار على المستوى العالمي، ومن المرجح أن ترتفع قيمتها إلى 243.4 مليار دولار عام 2027.

الجيل الخامس

وقال عمار طبا، نائب الرئيس الإقليمي للاتصال في «هواوي»: يتمثل الهدف الرئيسي لاستراتيجية حكومة دولة الإمارات في إنشاء التزام حكومي واسع لتوظيف مصطلح «الرقمية» في كل الاستراتيجيات الحكومية، ما يجعل الإمارات دولة رقمية عبر دمج كل القدرات على المستوى الوطني، وضمان مواءمتها مع الرؤية الاستراتيجية للدولة.

وأضاف طبا، من أبرز استراتيجية الاقتصاد الرقمي التي أعلنت عنها مؤخراً، وتعمل الحكومة لتحقيقها مدعومة ببنية تحتية متطورة للاقتصاد الرقمي والتي تسجل أعلى معدلات (الألياف إلى المنزل) FTTH على المستوى العالمي، حيث تتوفر الألياف ل 95.7% من المنازل في جميع أنحاء البلاد. وكانت شركات الاتصالات المحلية سباقة في إطلاق واعتماد شبكات الجيل الخامس.

وأشار طبا إلى أن العديد من الشركات والمؤسسات تمكنت من تحقيق النمو والازدهار في ظل السياسات التي ساهمت في توفير بيئة مفتوحة وتنافسية لتقنية المعلومات والاتصالات في الدولة. كما أن اعتماد ونشر أحدث الخدمات والحلول التقنية، كشبكات الجيل الخامس التجارية وخدمات الحوسبة السحابية، يلعب دوراً أساسياً في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي وتوفير المقومات الأساسية لتمكين مستقبل مشرق ومزدهر في دولة الإمارات.

وبفضل اعتماد خطط مدروسة للتحول الرقمي، وأهمها نشر شبكات الجيل الخامس، تمكنت دولة الإمارات من تحقيق نجاحات كبيرة في نمو أعمال ورفع كفاءة خدمات عدد من القطاعات الرئيسية.

وساهم تبنيها لأحدث التقنيات في تعزيز الإنتاجية وتوفير المزيد من الفرص، وفوق ذلك كله تحقيق هدفها في رفع مستوى السعادة وجودة الحياة. فقد باتت الإمارات أرضاً خصبة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات سينمو بنسبة 8% سنوياً، حتى عام 2024 ليصل إلى 23 مليار دولار، وفقاً لشركة الأبحاث «جلوبال داتا»، ومن المتوقع أن يصل الإنفاق السنوي على التحول الرقمي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا إلى 58 مليار دولار بحلول عام 2025.

البيانات وخطط المستقبل

وقال رانجيث كايبادا، المدير التنفيذي لشركة «كلاود بوكس تكنولوجيز»: تعدّ حكومة دولة الإمارات من أوائل الرواد في تبنّي التقنيات المتطورة وتطبيقها بهدف تمكين المواطنين والمقيمين من الحصول على أفضل الخدمات الممكنة، وتعزيز مستوى سعادة المتعاملين، ورضاهم عن الخدمات. وبفضل التركيز الهائل على البيانات، ساعد التحول الرقمي في توفير المرئيات المستمدة من البيانات والتي تدعم التخطيط المستقبلي ووضع الاستراتيجيات. كما تساعد جهود التحوّل الرقمي كلاً من الحكومات والشركات في الحفاظ على مرونتها، وفي التكيّف بسهولة وسرعة مع التقنيات الجديدة والمتطورة لمزيد من التحسين في كل الجوانب.

وأضاف، ستتمحور المتطلبات المستقبلية في الإمارات حول التقنيات المتقدمة التي تركّز على الذكاء الاصطناعي، وتعلّم الآلة وحلول إنترنت الأشياء، كما ستشهد السنوات المقبلة نهضة في مجال علوم البيانات والبيانات الضخمة، كما تسهم عمليات التطوير في تعزيز قدرات الشركات والمؤسسات على توفير الخدمات.

1800 خدمة رقمية

قال محمد الزواري مدير عام شركة سنوفليك بالمنطقة وتركيا وإفريقيا: تم تصنيف دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم في التحول الرقمي الحكومي، وأصبحت جميع الجهات الحكومية البالغ عددها 45 في دبي، غير ورقية، تقدم أكثر من 1800 خدمة رقمية تغطي 10500 معاملة رئيسية.

وأضاف الزواري أنه ولتعزيز التحول الرقمي في الإمارات تبقى البيانات هي الأساس ومن أجل تعظيم إمكاناتها ستحتاج الشركات إلى الاستفادة من البيانات ومعالجة أي تحديات تأتي معها، ووفقاً لنتائج أبحاث سنوفليك، لن تستطيع أكثر من 90% من الشركات تحقيق النجاح بشكل صحيح في اقتصاد البيانات، ولا تمتلك 40%من الشركات استراتيجية بيانات مطورة بالكامل.

سهولة ممارسة الأعمال

يشير سوشيت كومار، الرئيس التنفيذي لشركة «تِكس أب» إلى أن التحول الرقمي في دولة الإمارات حقق تقدماً هائلاً ومتسارعاً ينسجم مع رؤية الدولة الواضحة التي تسير في الاتجاه الصحيح، كما أسهمت الرقمنة في سهولة ممارسة الأعمال في الإمارات وتخفيض كلفتها.

وأضاف كومار لا بد من التوعية الحقيقية بالتحول الرقمي ومزاياه، حيث ستساعد الأتمتة في تسهيل العمليات التشغيلية وخدمات المتعاملين، وأخيراً، يجب التركيز على رقمنة البيع والشراء. فالتجارة الإلكترونية والمنصات التجارية قطاعان بارزان الآن في دولة الإمارات، وستدعم جهود الرقمنة والأتمتة نموهما بشكل ملموس. كما أن دبي تمثل موقعاً مركزياً للخدمات اللوجستية ومركزاً تجارياً، الأمر الذي سيعود بالمزايا العديدة على شركات التجارة الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى