مقالات اقتصادية

ما أهمية الخطوط الملاحية المباشرة في دول مجلس التعاون الخليجي

كتب أسامة صالح 

تتجه دول مجلس التعاون الخليجي إلى تدشين المزيد من الخطوط الملاحية البحرية المباشرة فيما بينها من أجل تعزيز الحركة التجارية وتنشيط الاقتصاد الخليجي وتنويعه.

وإلى جانب الخطوط الملاحية التي تربط دول الخليج فيما بينها، دشنت دول الخليج العديد من الخطوط الملاحية المباشرة مع دول العالم؛ بهدف استحواذها على المزيد من حجم التجارة الإقليمية والعالمية.
ورحلات الشحن البحري المباشرة هي الخطوط التي تربط الموانئ بشكل مباشر دون التوقف في موانئ أخرى قبل الوصول إلى الميناء النهائي.

وفي تأكيد لأهمية توسيع خطوط النقل البحري، أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية تدشين أول خط ملاحي مباشر للحاويات من ميناء خليفة الإماراتي إلى ميناء الشويخ، في خطوة تعزز العلاقات التجارية الكويتية – الإماراتية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية “كونا”، في 16 أبريل 2023، عن المدير العام لمؤسسة الموانئ الكويتية بالإنابة، عيسى الملا، قوله إن رسو أول سفينة لنقل الحاويات التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي إلى ميناء الشويخ يندرج ضمن الخطوات التي تعزز العلاقات التجارية بين البلدين.

وأكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات التجارية الكويتية – الإماراتية، “والارتقاء بها نحو آفاق جديدة تعود بالفائدة على البلدين”، لافتاً إلى ما شهدته تلك العلاقات التجارية في الأعوام القليلة الماضية من نمو ملحوظ.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي بالإنابة للقطاع البحري لمجموعة “موانئ أبوظبي” ومجموعة “سفين”، عمار الشيبة، إن تدشين هذا الخط الملاحي، إضافة إلى ميناء الشعيبة “سيزيد من حجم التبادل التجاري بين البلدين، ويعزز العمليات اللوجستية والشحن البحري، وسيقلل تكاليف النقل والمدة الزمنية لعمليات النقل”.

ويشمل الخط البحري المباشر نقل “البضائع المدحرجة”، من سيارات وشاحنات وغيرها، من ميناء خليفة إلى ميناءي الشويخ والشعيبة، برحلات أسبوعية، إضافة إلى نقل الحاويات الجافة والمبردة.

وأسهمت خطوط الملاحة البحرية المباشرة بين دول الخليج في ترسيخ التعاون الخليجي بمجال التجارة العالمية والبينية خلال السنوات الماضية، حيث عملت دول الخليج على تعزيز الربط البحري المباشر.

وأعلنت شركة الملاحة القطرية “ملاحة”، في أغسطس 2017، إطلاق أول خدمة نقل مباشر للحاويات بين ميناء حمد في قطر، وميناء الشويخ في الكويت، من خلال سفينة ذات سعة 515 حاوية نمطية، و50 حاوية مبردة، بمدة عبور تبلغ يوماً واحداً.

واكتسب هذا الخط أهمية بالغة لنقل البضائع القابلة للتلف وللمواد الغذائية، وغيرها من البضائع القادمة من قطر وإليها.
من جانبها أعلنت الشركة القطرية لإدارة الموانئ، في يونيو 2017، عن خطين للشحن البحري المباشر يتضمنان تسيير ثلاث رحلات أسبوعياً بين ميناء حمد وميناءي صحار في شمال عُمان وصلالة في جنوب السلطنة.

وأسهمت خطوط الملاحة المباشرة التي ربطت الدوحة مع دولتي الكويت وعُمان في توفير كثير من السلع الطازجة خلال الأسابيع الأولى التي أعقبت اندلاع الأزمة الخليجية، صيف عام 2017.

بدورها أكدت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ”، في يونيو 2020، نجاح ميناء جدة الإسلامي في الربط الملاحي المباشر بين ميناء جبل علي بالإمارات، وميناء العين السخنة في مصر، ليصبح أول خط ملاحي مباشر يربط بين أهم الموانئ في قارتي آسيا وأفريقيا لخدمة نقل الحاويات على ساحل البحر الأحمر.

وساهم الربط السعودي الإماراتي في زيادة أعداد الحاويات التي تشحن بين عدة موانئ، والفوز بعدد أكبر من السفن المارة بساحل البحر الأحمر، ما عزز القدرة التنافسية للموانئ السعودية، وعمل على تحسين كفاءة العمليات والخدمات التي تقدمها.

وفي سياق متصل أطلقت الموانئ السعودية، في ديسمبر 2021، خدمة مسافنة للربط بين ميناء الملك عبد العزيز بمدينة الدمام وميناء خليفة بن سلمان في البحرين، وموانئ الشرق الأقصى.

ويهدف الربط بين الرياض والمنامة إلى زيادة كميات المسافنة، وتعزيز تدفق الحركة التجارية بين السعودية ودول المنطقة والعالم.

وتؤدي الخطوط الملاحية المباشرة دوراً حيوياً في تسهيل تجارة البضائع بين البلدان، حيث تمكِّن من نقل الحاويات والبضائع بطريقة آمنة وفعالة من ميناء إلى آخر.
وأصبحت الخطوط الملاحية المباشرة وسيلة رئيسية للتجارة الدولية، لمساهمتها الفاعلة في تحريك الاقتصادات وتعزيز التبادل التجاري بين الدول.

وتحمل الخطوط الملاحية المباشرة بين دول الخليج والعالم فوائد كبيرة، أبرزها تقليل تكاليف الشحن والنقل، والمحافظة على جودة البضائع، كما أنها تقلل من الوقت اللازم لنقل الحاويات والبضائع بين الموانئ، ما يحفّز التجارة والاستثمارات بين الدول.

كما توفر بنية تحتية متكاملة لنقل الحاويات والبضائع بين الموانئ، وهو ما يسهل عمليات الشحن والتفريغ، فضلاً عن زيادة إنتاجية الشركات وتحسين كفاءتها، من حيث حجم الشحنات وتوقيت التسليم.

ويقول احد الخبراء الاقتصاديين إن امتلاك دول مجلس التعاون الخليجي شواطئ ومنافذ على البحر أتاح لها فرصة كبيرة للاستثمار في إنشاء الموانئ وتطويرها لتصبح مناطق لوجستية تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني لها، والتي شكلت على مر السنين عنصر الربط والتلاقي بين مختلف الشعوب من حيث تطور التبادل التجاري والسياحي والتقارب الاجتماعي.

وأن تكلفة الشحن البحري تعد أقل بكثير من وسائل النقل الأخرى، ومن هنا مثلت الموانئ والمناطق اللوجستية عنصراً من أهم عناصر تطور التجارة، بجناحيها الواردات والصادرات، على درجة عالية من الأهمية بين دولها، وأيضاً للتجارة مع بقية دول العالم.

و أن موقع دول الخليج المهم، وما تملكه من ثروات، خاصة الغاز والبترول، جعل موانئها مرسى للبواخر العملاقة الحاملة لهذه المواد والتي تصدر إلى دول عديدة.

ويشار إلى أن الموانئ الخليجية أصبحت مركزاً للسفن السياحية العملاقة التي ترسو لأغراض السياحة؛ نظراً لما تتمتع به دول الخليج من عناصر متميزة وجاذبة للسياح من مختلف بقاع العالم.

وان التوسعة والتطور الذي شهدته وتشهده موانئ الدول الخليجية، حيث أصبحت مناطق لوجستية مستفيدة من التكنولوجيا المتقدمة، التي من خلالها تُقدَّم مجموعة كبيرة من الأنشطة ذات الجودة والكفاءة العالية وبتكلفة أقل بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ويؤكد أن هذه الموانئ أصبحت منظومة إلكترونية متكاملة في خدمة التجارة البينية والعالمية، وهو ما يسهم في تطور تجارة هذه البلدان وتنويع مصادر دخلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى