اقتصاد كويتي

جاسم السعدون: الميزانية الجديدة خصصت نصف مليار دينار لتوظيف 21 ألف مواطن

نظمت شركة رساميل للاستثمار أمس، الملتقى السنوي السادس، والذي تخلله إطلاق تطبيق رساميل للاستثمار، كما عقدت الشركة خلال الملتقى حلقة نقاشية تحت عنوان «الكويت: الدولة المستدامة»، حيث شارك فيها الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة شركة الشال للاستشارات جاسم السعدون، ورئيس قسم الاقتصاد بجريدة الجريدة محمد البغلي، نائب رئيس إدارة الأصول في رساميل عبدالمحسن الغربللي.

وخلال الحلقة النقاشية، قال جاسم السعدون، إن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى نمو الاقتصاد العالمي في 2023 بنسبة 0.2%، وهي نسبة أعلى بكثير من التوقعات السابقة التي كانت في أكتوبر 2022، وفي الصين 0.8% وأميركا 0.1% وأوروبا 0.2%، ما يعني أن النظرة الحالية أفضل مما كان عليه الوضع.

وأضاف أنه على ما يبدو أن مستوى التضخم قد أصبح تحت السيطرة إلى حد ما، حيث تشير التوقعات الاقتصادية العالمية إلى هبوط مستويات التضخم من مستوى 8.8% بالعام الماضي إلى 6.6% في 2023 ثم 4.4% في 2024.

وألمح السعدون إلى أن صندوق النقد الدولي كان قد أصدر تقريرا في أكتوبر 2022 ثم في يناير 2023 يختلف كل منهما اختلافا جوهريا عن الآخر، ومعظم التقارير السابقة كانت في اتجاه سلبي باستثناء التقرير الأخير الذي ينظر إلى الاقتصاد العالمي نظرة إيجابية مقارنة بالنظرة التي كانت سائدة خلال السنوات الأخيرة.

وأكد على أن صورة الاقتصاد العالمي قبل 3 أشهر كانت أسوأ من المتوقع، إلا أن النظرة حاليا تشير إلى أن الأمور ستصبح افضل في 2023، لكن الأمر مختلف بالنسبة لاقتصادات المنطقة الخليجية، ذلك أن احد أسباب النظرة التفاؤلية العالمية هو انخفاض أسعار الطاقة بنسبة 16% في 2023 ما يجعل الأمر إيجابيا على مستوى العالم وسلبيا على منطقة الخليج.

الوضع بالكويت

ومضى السعدون يقول إن الوضع في الكويت يبقى مختلفا كذلك، فتصرفاتنا هي التي تقودنا إلى ما هو أسوأ، بدليل أن الميزانية الأخيرة التي أعلنت بالأمس تعتبر «كارثة» على كافة المستويات، حيث ارتفعت فيها المصروفات بنسبة 11.7%، وهي الزيادة التي كانت بسبب ارتفاع مخصصات الرواتب والأجور والدعوم رغم انخفاض النفط، حيث ارتفعت من 74.6 دولارا للبرميل إلى 79.3 دولارا، بينما لم يتم توجيه أي من هذه الميزانية إلى خلق فرص عمل، ففي حين كانت الحكومة في الخمسينيات توظف 57% من المواطنين، فإنها أصبحت توظف 83.6%، كما خصصت الميزانية الأخيرة نصف مليار دينار لتوظيف 21 ألف مواطن في 2023، فكم ستخصص خلال السنوات الثلاث القادمة لتوظيف 75 ألف مواطن قادم إلى سوق العمل.

وشدد على أن الفرصة مازالت سانحة، لكن كلما مضى الوقت بدون أن نغتنم الفرصة فإن التكلفة ستكون أكبر واحتمالات النجاح ستكون أقل، لذلك يجب أن نؤمن أننا نستطيع أن نتفوق ونعود إلى أفضل مما كنا عليه بشرط أن يكون هناك قرار جماعي.

الإصلاحات ممكنة

من جانبه، قال رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الجريدة محمد البغلي، أن إمكانية الإصلاحات بالكويت تبقى موجودة على الرغم من كل الإحباطات التي نعيشها، مضيفا أن الكويت تعاني مشكلة تعريف مفهوم الرفاهية والمقصود بها والفرق بينها وبين الريعية.

وبين البغلي أن الرفاهية هي جودة الحياة وتوفير خدمات الإنسان الضرورية من سكن وتعليم وعلاج وجودة الخدمات والبيئة المناسبة والطرق الجيدة والتضخم الأقل والحريات الشخصية والعامة والسياسية والقضاء المستقل وهي الرفاهية المنشودة، في حين أن الريعية مدمرة وذات مخاطر وابعاد شعبوية خطرة على الكويت، خاصة وأنها تتعلق بإنفاق مليارات الدنانير دون عوائد ملموسة على الاقتصاد كما تبين لنا في ميزانية الكويت التي تنفق ما يوازي 80% من مصروفاتها على الرواتب والدعوم أو ان تكون مناقضة للمنطق.

نقص الثقافة الاستثمارية

بدوره، أكد نائب رئيس إدارة الأصول في رساميل عبدالمحسن الغربللي، أن الكويت تعاني نقصا كبيرا فيما يتعلق بجانب الثقافة الاستثمارية للمواطن البسيط والعادي، حيث يبحث المستثمر البسيط دائما عن العوائد الأعلى، بدليل توجه الكثيرين نحو العملات الرقمية أو الأسهم ذات الصعود العالي على الرغم من أن المخاطرة في هذه الأسهم تكون أعلى.

وأضاف انه في الوقت ذاته يلاحظ عزوف المستثمر البسيط عن الاستثمار في الصناديق الاستثمارية التي أنشأت بغرض استثمار أموال صغار المستثمرين، لاسيما في ظل ندرة بدائل الاستثمار، وغياب البيانات الاقتصادية وتأخيرها بالشكل الذي يصعب دور الجهات الاستثمارية ويحد من الاستدامة المالية الشخصية وتجعل الشخص اتكاليا ويعتمد على البدائل الاستثمارية ذات المخاطر الأعلى.

 

إطلاق تطبيق رساميل.. للمنتجات المتوافقة مع الشريعة

أطلقت شركة رساميل تطبيق «رساميل» الذي يركز على الأسهم والمنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والذي يساعد المستثمر إلى الوصول إلى الأسواق العالمية وتقديم حلول الاستثمار المختلفة.

ويمتاز التطبيق بواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام، مع إمكانية تقديم تقارير متخصصة يقوم بإعدادها والإشراف عليها فريق «رساميل» للمساعدة في توجيه المستثمر نحو القرارات الاستثمارية الصحيحة، وذلك من خلال تجربة رقمية بالكامل يتخللها التفاعل الإنساني.

كما يمتاز التطبيق بإمكانية تلقي تحديثات السوق الحية أولا بأول، وذلك لتحديد الخطوة التالية على أفضل وجه، مع إمكانية دعم الاستثمار المباشر من قبل مسؤول الحساب، ناهيك عن إمكانية إجراء التحويلات المصرفية إلى سوق الأسهم بكل سهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى