اقتصاد دولي

أرباح “بريتيش غاز” تقفز بنسبة 889 في المئة بينما تعاني الأسر ارتفاع الفواتير

أعلنت “بريتيش غاز” أنها حققت أعلى أرباح لها على الإطلاق وذلك في النصف الأول من العام بنحو مليار جنيه استرليني (1.3 مليار دولار) بعدما سمح لها مكتب أسواق الغاز والكهرباء، الجهة المنظمة للقطاع، باسترداد التكلفة من فواتير الأسر.

وكشفت “سنتريكا”، المالكة للشركة الموردة للغاز، أنها حققت أرباحاً تشغيلية بقيمة 6.5 مليار جنيه في النصف الأول من عام 2023، في حين ارتفعت الأرباح في الذراع الموردة للغاز بالتجزئة بنسبة 889 في المئة.

وتقارن الأرباح نصف السنوية الضخمة الخاصة بالمجموعة عن الأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو (حزيران) بخسائر تشغيلية بلغت 1.1 مليار جنيه قبل سنة.

وفي شكل أساسي، ارتفعت الأرباح التشغيلية إلى 2.1 مليار جنيه من 1.3 مليار جنيه قبل سنة.

ويعود الفضل في ازدهار الأرباح إلى حد كبير إلى تغيير سقف الأسعار الذي وضعته هيئة مراقبة قطاع الطاقة الذي سمح لـ”بريتيش غاز” باستعادة بعض التكلفة المترتبة على تزويد 10 ملايين زبون بالغاز خلال أزمة الطاقة.

وشهد قسم بيع الطاقة بالتجزئة في الشركة، “بريتيش غاز إنرجي”، قفزة في الأرباح الأساسية إلى 969 مليون جنيه من 98 مليوناً قبل سنة.

وتزود “بريتيش غاز” ما يقدر بنحو 7.5 مليون أسرة و480 ألف موقع أعمال صغير، وقدمت نحو 50 مليون جنيه من الدعم إلى العملاء في العام الماضي.

ومن المرجح أن تثير الأرباح التاريخية، التي تجاوزت الرقم القياسي السابق البالغ 585 مليون جنيه والمسجل عام 2010، غضب جماعات المستهلكين والجمعيات الخيرية، إذ أوقعت الأسعار القياسية السائدة في سوق الطاقة الملايين في أزمة على صعيد كلف المعيشة.

واتضح في وقت سابق من هذا العام أن جامعي ديون الذين يعملون نيابة عن “بريتيش غاز” اقتحموا منازل تخص عملاء ضعفاء لتركيب عدادات مسبقة الدفع، وأطلق مكتب أسواق الغاز والكهرباء تحقيقاً في الأمر.

وقال وزير المالية جيريمي هانت هذا الأسبوع إن الشركات التي تحقق أرباحاً قوية يجب أن “تخبرنا بما تفعله لإبقاء كلفة المعيشة منخفضة لدى عملائها”.

وقال سيمون فرانسيس، منسق “التحالف من أجل إنهاء فقر الوقود”: “هذه الأرباح هي علامة أخرى على نظام الطاقة المعطل في بريطانيا.

“في وقت تتصاعد فيه الديون المترتبة على الأسر في مجال الطاقة إلى مستويات قياسية وتظل فواتير الطاقة ضعف ما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، سيقابل أولئك الذين يعانون خلال الأزمة الأرباح المسجلة بعدم تصديق.

“وستبرز بالطبع أسئلة حول كيفية تحقيق هذه الأرباح، لكن الحقيقة هي أن شركات الطاقة تعمل في مجال حددته الحكومة”.

وقال زعيم الديمقراطيين الليبراليين السير إد دايفي: “من غير المعقول الاعتقاد أن هذه الحكومة المحافظة، بعد هذه الأشهر كلها، لا تزال تسمح لشركات الطاقة بتحقيق أرباح استثنائية بينما تعاني ملايين الأسر”.

والعام الماضي، زادت “سنتريكا” أرباحها التشغيلية المعدلة بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 3.3 مليار جنيه استرليني عام 2022 وسط اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية.

وساعدت التقلبات الكبيرة في أسعار الطاقة قسم تسويق الطاقة وتجارتها في الشركة، الذي حقق أرباحاً بقيمة 1.4 مليار جنيه خلال العام، بزيادة هائلة بلغت نسبتها ألفاً و900 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وقال وزير التغير المناخي في حكومة الظل إد ميليباند إن “سنتريكا” حققت “أرباحاً غير متوقعة من الحرب” وإن “الناس سيفكرون في الأمر”.

ودعا زعيم حزب العمال السابق الحكومة إلى تطبيق ضريبة “مناسبة” على الأرباح غير المتوقعة، قائلاً إن الضريبة الحالية “مليئة بالثغرات”.

وقال لبرنامج “بريكفاست” الذي تبثه “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي): “هناك مليارات من الجنيهات تحققها هذه الشركات، ويمكن أن تستخدمها الحكومة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة”.

وأكد السيد ميليباند أن معظم الأموال التي تجنيها شركات مثل “شل” و”سنتريكا”: “تعود إلى المساهمين في الأرباح السهمية وإعادة شراء الأسهم”.

وأضاف “هذا انتقال للأموال من عائلات… من أناس يعانون حقاً في دفع فواتيرهم، إلى هذه الشركات الكبيرة ومساهميها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى