أخبار عاجلةاقتصاد دوليمقالات اقتصادية

كيف استفادت بنوك الخليج من زيادة أسعار الفائدة

كتب أسامة صالح 

حققت بنوك خليجية أرباحاً غير مسبوقة خلال العام الجاري، بسبب صعود الإيرادات المدعوم بزيادة أسعار الفائدة وارتفاع محفظة القروض، فضلاً عن حصتها من السندات والصكوك الحكومية.

ورفعت بنوك الخليج أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال العام الجاري؛ تماشياً مع قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي الذي نفّذ زيادات تاريخية في أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم.

وساعدت القوة المالية التي تتمتع بها البنوك بمنطقة الخليج والدعم الحكومي الكبير في تفادي عديد من الصدمات التي أضرت باقتصادات عديد من الدول، خلال الفترة الماضية.

المملكة العربية السعودية.. أرباح تاريخية
في المملكة العربية السعودية، تتجه البنوك المدرجة لتحقيق أعلى أرباح في تاريخها خلال العام الجاري، بعدما سجلت مستويات قياسية خلال الأرباع الثلاثة الأولى.

وحققت البنوك السعودية العشرة المدرجة في البورصة أرباحاً قدرها 46.29 مليار ريال (12.32 مليار دولار)، خلال الشهور الـ9 الماضية، بنموٍ قدره 26.1% على أساس سنوي.

وبلغت أرباح الربع الثالث من العام الجاري 16.5 مليار ريال (4.40 مليارات دولار)، بنموٍ قدره 23% على أساس سنوي، وهي الأعلى على الإطلاق.

ومن المتوقع أن تصل الأرباح إلى 61.9 مليار ريال (16.5 مليار دولار)، خلال 2022، في حال استمرت البنوك السعودية على مستوى نموها.

نمو الأرباح خلال الربع الثالث يعود جزئياً إلى ارتفاع صافي دخل البنوك من عمولات التمويل والاستثمار بنسبة 15% خلال الربع الثالث من العام الجاري، على أساس سنوي، بدعم من نمو أسعار السايبور بين البنوك السعودية، إذ ارتفعت بنحو 230 نقطة أساس على أساس سنوي.

ورفع البنك المركزي السعودي أسعار الفائدة بنحو 150 نقطة أساس خلال الربع الثالث من العام الجاري، على خُطا “الفيدرالي الأمريكي” الذي يشدد سياسته النقدية لمكافحة التضخم.

أسعار الفائدة في السعودية ارتفعت ثلاث مرات خلال العام الجاري، من 1% إلى 3.75% لاتفاقيات الشراء، ومن 0.5% إلى 3.25% لإعادة الشراء المعاكس.

وبلغت محفظة الإقراض لدى البنوك 2.264 تريليون ريال (602 مليار دولار)، وهو رقم قياسي جديد لدى بنوك المملكة المدرجة في البورصة.

دولة قطر.. 5% زيادة في الأرباح
ارتفعت الأرباح الصافية للبنوك الـ8 المدرجة في بورصة قطر بنهاية الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 بنسبة 4.8% على أساس سنوي إلى 19.86 مليار ريال (نحو 5.5 مليارات دولار).

واستحوذت مجموعة “QNB” على ما نسبته 55.3% من إجمالي أرباح القطاع المصرفي، أي نحو 11 مليار ريال (3 مليارات دولار)، وبنسبة نمو زادت على 7% بدعم من زيادة إيرادات الفوائد.

وسجّل مصرف قطر الإسلامي بنهاية سبتمبر 2022، أعلى نسبة نمو في صافي الربح قياساً ببقية البنوك وبنحو 13% وصولاً إلى 2.85 مليار ريال (780 مليون دولار)، مدفوعةً بانخفاض المخصصات بنسبة 7% وارتفاع إجمالي الدخل بنسبة 8% إلى 6.52 مليارات ريال (1.79 مليار دولار).

دولة الكويت
وأعلن “بنك الكويت الوطني” نمو صافي أرباحه في الربع الثالث من العام بنسبة 45% على أساس سنوي إلى 136.4 مليون دينار (438.9 مليون دولار).

وقال البنك إن الموجودات الإجمالية لديه نمت بواقع 6.8% على أساس سنوي، لتبلغ 34.7 مليار دينار (111.7 مليار دولار).

وبلغت القروض والتسليفات الإجمالية 20.6 مليار دينار (66.3 مليار دولار)، مرتفعة بنسبة 8.7% على أساس سنوي.

فيما ارتفعت ودائع العملاء بنسبة 11.0% إلى 19.3 مليار دينار (62.0 مليار دولار).

وقال البنك إن زيادة الفائدة كانت من بين الأسباب التي دفعت الأرباح نحو النمو، إلى جانب أمور أخرى، بينها زيادة أسعار النفط.

دولة الإمارات العربية المتحدة
وفي الربع الثالث من العام الجاري، حقق بنك الإمارات دبي الوطني زيادةً قدرها 31% في إجمالي الدخل إلى 22.7 مليار درهم (6.18 مليارات دولار) بدعم من تحسُّن القروض والودائع.

وقال البنك، إن صافي أرباحه زاد بنسبة 51% خلال الربع الثالث من العام إلى 3.8 مليارات درهم (1.03 مليار دولار) مقابل 2.5 مليار درهم (0.68 مليار دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وارتفعت أرباح البنك الصافية للبنك خلال الأشهر الـ9 من العام إلى نحو 9.1 مليارات درهم (2.5 مليار دولار) مقابل 7.3 مليارات درهم (نحو 2 مليار دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

كما ارتفعت أرباح “بنك دبي الإسلامي” أكبر البنوك الإسلامية المدرجة أسهمه في سوق دبي المالي، إلى 404.58 ملايين درهم (200 مليون دولار) بنهاية الأشهر التسعة الأولى من العام.

وجاء الارتفاع بسبب تراجع مخصصات انخفاض القيمة بنسبة 33%، وارتفاع صافي الإيرادات التشغيلية بنسبة 7% على أساس سنوي إلى 765.29 مليون درهم (209 ملايين دولار).

سلطنة عمان
وصعدت الأرباح الصافية للبنوك الـ8 المدرجة في بورصة مسقط بنهاية النصف الأول من العام الجاري، إلى 197.45 مليون ريال عماني (511.44 مليون دولار)، بزيادةٍ قدرها 10% على أساس سنوي.

وقالت صحيفة “الرؤية” المحلية استناداً إلى إفصاحات البنوك على موقع البورصة، فقد ارتفعت أرباح بنك مسقط، أكبر بنوك سلطنة عمان، خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 4.8%، إلى 99.26 مليون ريال (258 مليون دولار)، نتيجة ارتفاع إيرادات الفوائد.

وحقق “البنك الوطني العماني” ثالث أكبر بنك عماني من حيث حجم الأصول، ارتفاعاً في الأرباح بلغ 41.1% إلى 22.08 مليون ريال (57.36 مليون دولار).

وحققت بقية البنوك أرباحاً تراوحت بين 6 و48% على أساس سنوي مدفوعة بتراجع المصروفات وزيادة إيرادات الفائدة.

جودة الأصول
ويقول الخبراء الاقتصاديين إن ارتفاع أسعار الفائدة، وجودة محفظة قروض البنوك ونموها، كانت من الأسباب الرئيسة لنمو الأرباح.

وإنّ معظم قروض البنوك (في السعودية تحديداً) بفائدة متغيرة، ومن ثم استفادت هذه البنوك من رفع “الفيدرالي الأمريكي” لأسعار الفائدة.

إلى جانب ذلك، فإن محفظة قروض البنوك ذات أصول جيدة؛ لكون نسبة كبيرة منها تخص الشركات الخاصة الكبيرة والسندات والصكوك الحكومية التي غالباً ما تكون مضمونة، في حين تشكل قروض الأفراد النسبة الأقل.

كما أن الودائع تحت الطلب التي تشغل نسبة كبيرة من إجمالي الودائع في البنوك، عززت أداء البنوك؛ لأنها ودائع غير مكلفة؛ لكونها تقوم على النظرة الشرعية للفائدة، خصوصاً في السعودية.

بينما قال احد الخبراء الاقتصاديين إن استفادة البنوك الخليجية أمر طبيعي؛ نظراً إلى ارتباط عملات المنطقة كافة بالدولار الأمريكي، الذي تزيد الفائدة عليه بشكل متواصل منذ فترة.

وإنّ زيادة أسعار الفائدة تعني زيادة مصروفات القروض على المقترضين، وهو ما يعني مكاسب أكبر للبنوك التي تقوم بالإقراض.

وإن المنطقة لم تتأثر بزيادة أسعار الفائدة، بل إن الطلب على القروض زاد بشكل ملحوظ، بسبب القوة الاقتصادية لهذه الدول، وأيضاً بسبب القوة الشرائية والمالية للأفراد.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من المكاسب للبنوك الخليجية، خصوصاً السعودية منها؛ بالنظر إلى ما تحققه اقتصادات هذه الدول من مكاسب ضخمة مع تزايد أسعار الطاقة على المستوى العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى