اقتصاد كويتي

إمدادات الذهب إلى الكويت آمنة ولم تتأثر بالطلب المرتفع

أكد خبراء وتجار ذهب ومعادن ثمينة في حوارات متفرقة لـ «الأنباء» أن إمدادات المشغولات الذهبية والسبائك إلى الكويت آمنة، وتتوافر بكميات تلبي الطلب في السوق المحلي الذي يشهد انتعاشا في عملياته التشغيلية إثر تزايد عمليات الشراء خلال الفترات الماضية.
وأشار الخبراء إلى أن اللجوء إلى شراء الذهب يأتي مدفوعا بصورة رئيسية من عدة متغيرات اقتصادية يأتي على رأسها التغيرات في أسعار الفائدة ومعدلات التضخم، وصولا إلى المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وهو ما يرفع من مكانة الذهب بصورة تلقائية كملاذ آمن.
ودلل الخبراء على ذلك، بأن الإقبال على الشراء لا يقتصر على شريحة بعينها إذ امتد إلى فئات من العملاء ذوي الملاءة المالية الصغيرة والذين يبحثون عن سبائك وليرات ذات أوزان صغيرة للحفاظ على قيمة مدخراتهم من التقلبات الاقتصادية، وجاء حديث الخبراء كما يلي:
قال محمد فاضل من مجوهرات دبلة، إن العديد من المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية شديدة الوطأة تركت أثارها على العالم أجمع منذ 2022 حتى الآن وهو ما دفع الكثير من الأفراد داخل الكويت وخارجها إلى اللجوء نحو الذهب لهدفين رئيسيين باستخدامه كأداة استثمار وملاذ آمن، ولكن تحقيق الهدفين يختلف من شخص إلى آخر وفقا لحجم مشترياته ومستوى السعر عند الشراء.
وأشار فاضل إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار الأميركي طوال العام 2022 كان مقرونا بارتفاع معدلات التضخم عالميا بصورة ملحوظة وهو الأمر الذي زاد من الإقبال على مشتريات الذهب في العالم للحفاظ على قيمة المدخرات، وفي الكويت كان الأمر ملحوظا أيضا إذ لم يفقد الذهب بريقه في ظل الارتفاعات الملحوظة بأسعار الفائدة واستقرار معدلات التضخم محليا، فكان قبلة للكثير من المواطنين وشريحة أوسع من الوافدين.
وأشار إلى أن إقبال الوافدين خلال الفترة الماضية على شراء سبائك الذهب كان ملحوظا وبشدة، إذ يلجأ فئات كثيرة منهم على شراء السبائك مع اختلاف معدلات السيولة المتوافرة لديهم، إلا أن نقطة الاتفاق الوحيدة بينهم أنهم يحاولون اقتناء الذهب لهدفين رئيسيين الأول منهما هو الحفاظ على قيمة مدخراتهم من التقلبات الاقتصادية التي تحدث، والثاني بغرض الربح عبر عمليات «أربيتراج» التي تعد في كينونتها عمليات شراء وبيع متزامن لأصول مماثلة في أسواق مختلفة من أجل الاستفادة من فروق الأسعار.
وفي حالة السبائك، يقوم بعض العملاء بشراء الذهب رخيصا في الكويت ويبيعونه في دولهم بفارق ربح يصل إلى نحو 40% زيادة عن سعر الشراء، فيما قل هامش الربح عن ذلك كثيرا في الوقت الراهن، ولكن مازال الطلب مرتفعا لاستخدام الذهب كمخزن للقيمة. ونوه فاضل إلى أن الاقبال على السبائك لا يقتصر على شريحة بعينها، إذ إن الطلب يرتفع بصورة ملحوظة على السبائك والليرات صغيرة الحجم، وهو الأمر الذي يعكس أن هناك إقبالا ملحوظا من قبل العملاء ذوي الملاءة المالية أو السيولة البسيطة التي قد لا تتجاوز بضع مئات من الدنانير على الشراء، إلى جانب العملاء الآخرين ذوي الملاءة المالية المرتفعة. وأشار فاضل إلى أن انتعاش عمليات الشراء وخصوصا على السبائك لم يؤثر على المخزون لدى المعارض والمحلات بالكويت، إذ إن كل كيلو ذهب يتم بيعه يدخل مكانه كميات أخرى أكبر لمقابلة الطلب المرتفع، مؤكدا في الوقت ذاته أن إمدادات الذهب إلى السوق الكويتي مستمرة بمعدلات آمنة تكفي احتياجات السوق دون أي تأثير عليه. من جانبه، قال خبير الذهب والمعادن الثمينة في شركة سبائك الكويت، محمد صلاح، إن ارتفاع الطلب على الذهب خلال الفترة الأخيرة أنعش السوق بصورة غير معهودة، إذ يعد الربع الثاني من العام موسم التجهز للسفر للعطلات الصيفية، وهو الأمر الذي يتطلب توافر سيولة لدى المواطنين والمقيمين فكانت البوصلة تتحول من الاستثمار في المعدن الأصفر إلى مشتريات السفر وحجوزات الطيران والفنادق، ولكن خلال العام الحالي فإن الإقبال على شراء الذهب ظل مستمرا وبمعدلات أعلى خلال الفترة الحالية.
وأشار صلاح إلى أن الإقبال خلال الوقت الراهن يتركز بصورة رئيسية على السبائك وتحديدا السبائك صغيرة الحجم التي تتراوح أوزانها بين الـ 50 والـ 100 غرام، ويأتي الطلب عليها من مواطنين ومقيمين على حد سواء، فيما لا يوجد طلب ملحوظ بنفس الصورة على السبائك كبيرة الحجم بأوزان 250 وحتى كيلو غرام.
وحدد صلاح 3 أسباب رئيسية رفعت الطلب على السبائك الصغيرة كالتالي: 1- صغر الحجم: إذ إن صغر حجم السبائك الصغيرة والليرات يساعد على حفظها بيسر وأمان وكذلك سهولة الانتقال بها كون قيمة الكثير منها لم تصل إلى حد الافصاح بـ 3 آلاف دينار.
2- عالية السيولة: إذ إن تسييل السبائك صغيرة الحجم أيسر واسرع من الأخرى كبيرة الحجم وهو ما يعطي ميزة إضافية للمواطن والمقيم بامتلاك 10 سبائك زنة 100 غرام بدلا من سبيكة واحدة تزن كيلوغرام.
3- القدرة الشرائية: إذ إن السبائك الصغيرة تتيح الفرصة أمام المواطنين والمقيمين من ذوي المدخرات محدودة القيمة من الاستثمار في الذهب بأريحية، ما يمكنهم من الادخار بكميات أكبر على المدى الطويل بصورة آمنة وحافظة للقيمة. من جانبه، قال مسؤول مبيعات الذهب في شركة النيل الأزرق للمجوهرات، مهدي عبايات، إن الفترة الماضية شهدت طلبا مرتفعا على شراء السبائك الذهبية تحديدا من قبل بعض الوافدين، ورغم ذلك مازالت متوافرة ومتاحة لجمهور المتعاملين.
وزاد عبايات قائلا «إن الاقبال على الشبكات والأساور والمشغولات خفيفة الوزن عاد إلى تصدر المشهد مرة أخرى، إذ إن المشغولات الذهبية لديه باتت تسيطر على ما يزيد على 80% من حجم الطلب، وهو أمر معهود في السوق».
وأشار إلى أن الفترة الحالية من العام عادة ما تشهد هبوطا في المبيعات ما لم تتخللها مناسبة بعينها أو موسم يحفز معدلات الطلب، متوقعا في الوقت ذاته أن يشهد السوق انتعاشا أكبر بنهاية يونيو المقبل، وبالتزامن مع عطلة عيد الأضحى المبارك، إذ إن فترات الأعياد عادة ما تشهد اقبالا كبيرا من قبل المواطنين والوافدين على حد سواء وذلك لتبادل العيادي فيما بينهم.
بدوره، قال مسؤول المبيعات في دار الشيخ، روماني مرزق، إن الاقبال على السبائك سجل طلبا كثيفا من قبل بعض الوافدين في الفترة الماضية، إذ ارتفع الطلب على المعدن الأصفر محليا بما يزيد على 800%، موضحا أن المشغولات خفيفة الوزن والشبكات والأساور تعد الأكثر طلبا في الفترة الحالية، كما أن هناك شحا في السبائك وغير متوافرة بشكل كبير خاصة السبائك التي يتعدى وزنها 100 غرام.
من جانبه، قال علي الكعبي من مجوهرات دار الشيخ، إن أسعار الذهب شهدت تفاوتا كبيرا في الأسابيع الأخيرة إلا أنها عادت لتشهد ثباتا طفيفا بعد انخفاض وصل إلى 300 فلس في الأسبوع الأخير، كما أن هناك طلبا على المشغولات الذهبية ومن موديلاتها المختلفة مقارنة بالسبائك والتي هبطت مبيعاتها في الفترة الأخيرة.
وذكر أن الطلب على الموديلات الكويتية والاماراتية يعد الأكبر إلا أن المصنعية الاماراتية تزيد على الكويتية في التكلفة، لافتا إلى أن تأخر نزول رواتب شهر مايو الماضي بعد انقضاء شهر رمضان أدى إلى ركود في الفترة الحالية خاصة أن هناك عددا من الناس أصبح على قناعة كبيرة بأن الذهب يعد الملاذ الآمن بعد التحولات الاقتصادية التي ضربت جميع القطاعات في العالم وشعر بها المواطن والوافد بشكل كبير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى