مختارات اقتصادية

ما الاقتصاد الأزرق؟ وكيف يُسهم في التنمية؟

نادرًا ما يجد الطلاب الجامعيون في مجال العلاقات الدولية كتابًا يستجلي الحقائق عن الاقتصاد الأزرق ويقلِّب الموضوع من كافة جوانبه.

وهذا ما نجح فيه بالضبط الأستاذ الجامعي شريف الإسلام بجامعة راجشاهي في كتابه بعنوان “الاقتصاد الأزرق: الدبلوماسية لبنغلاديش: السياقات والتحديات والفرص”.

– يسلط المؤلف الضوء على الحقائق المتعلقة بالاقتصاد الأزرق ودبلوماسية الاقتصاد الأزرق بلغة بسيطة ومفهومة للشخص العادي.

– إلى جانب فصلَي “المقدمة” و”الخاتمة”، تثير خمسة فصول أخرى العديد من القضايا الموضوعية.

– يسلط الفصل الثاني الضوء على الروايات التي يتم تداولها بين العلماء وفي وسائل الإعلام حول الاقتصاد الأزرق، ويضع تصورًا لمجموعة من الديناميكيات ذات الصلة.

– يختار المؤلف خليج البنغال للتوضيح. ومع الاعتراف بأنه لا يوجد حتى الآن تعريف واضح لمصطلح “الاقتصاد الأزرق”، فإنه يعرض بحذر أن يكون “مفهوم متطور” يتعامل مع كلٍّ من حماية المحيط من خلال الاستخدام المستدام للموارد البحرية، ورفاهية الإنسان من خلال إطار العدالة الاجتماعية.

– وبدلاً من اللجوء إلى تفسيرات الاستغلال الاقتصادي المعتادة، يقدم لنا المؤلف تقييماً جديداً لما يلي: (أ) الاستدامة في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تغيّر المناخ؛ و(ب) العدالة الاجتماعية، كما لو كان التحذير من غياب العدالة الاجتماعية في وقت تغير المناخ يفتقر إلى البشر الذين يغذون هذه المخاوف.

– مع وضع هذه المهمة والرؤية في الاعتبار، يحدد المؤلف الركائز الأساسية التي يستند عليها أي نجاح: وهي معالجة المشاكل البيئية غير المستدامة، وتغيّر المناخ، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وتزايد حالة عدم المساواة.

– يستكشف الفصل الرابع الفرص الكامنة بالنسبة للبلاد، باستخدام مصايد الأسماك والدبلوماسية البحرية كدعائم أساسية.

– نظرًا لأن ديناميكية الاقتصاد الأزرق ذات حدين، يلعب الفصل الخامس الدور المتوقع في موازنة جذب تلك الفرص مع مناقشات مكثفة للتحديات (في الجغرافيا السياسية ومصائد الأسماك البحرية والتجارة البحرية)، قبل أن يتطرق إلى تقييم الطرق المؤسسية لمواجهة تلك التحديات في الفصل السادس.

– ويقيّم المؤلف المبادرات الثنائية، مثل تلك المبادرة بين بنغلاديش واليابان لبناء ميناء في أعماق البحار في مطرباري.

والمبادرة متعددة الأطراف، مثل مبادرة بنغلاديش للتعاون التقني والاقتصادي المتعدد القطاعات (BIMSTEC).

– يتم التعامل مع جميع التهديدات المرئية التي يشكلها التلوث البلاستيكي والقرصنة واختراقات مياه البحر، إلى جانب التهديدات غير المرئية مثل التحمض.

– يستنتج المؤلف كيف يمكن لديناميكيات الاقتصاد الأزرق ودبلوماسية الاقتصاد الأزرق أن “تحول بنغلاديش” إذا أضفنا المزيد من العوامل الآتية:

أ- مشاركة القطاع الخاص (لجني المنافع العامة أكثر من الأرباح الخاصة).

ب- مجتمعات الصيد الصغيرة، لأنها تأتي في طليعة نتائج العدالة الاجتماعية.

ج- مصايد الأسماك لتجاوز احتكار (الملابس الجاهزة) المتواصل لاقتصاد البلاد.

د- الاهتمام القائم على دبلوماسية الاقتصاد الأزرق بالوجود الإنساني المستمر.

– إن سعة الاطلاع في هذا المجال لهو أمر محمود ومرحب به بشكل خاص في وقت تقدم فيه روبوتات الدردشة مثل شات جي بي تي بدائل أسهل ولكن ربما أكثر تضليلًا لعملية التعلم المناسبة، ويقلل صانعو السياسات بشكل متزايد من أهمية القضايا طويلة الأجل للأولويات المعاصرة.

– يتعامل المؤلف مع نمو الجامعات البحرية في البلاد مثل سيارة إسعاف تسرع في خدمة البلاد: يحتاج البشر إليها للإفاقة والإنعاش من أمراضهم الخاصة واكتساب المعرفة اللازمة للتعامل مع مشاكلهم التي تسببوا فيها.

– بالنسبة لشعب بنغلاديش، فإن فرصة دبلوماسية الاقتصاد الأزرق هذه تفتح نافذة قيادة عالمية مختلفة: لمعالجة تهديد أكثر ضرراً يبتلع البشرية مما فعلت الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية.

– قبل الانتصار الفعلي في هذه المعركة، يجب على العلماء، ومنهم المؤلف، تمهيد المزيد من “المسارات” للوصول إلى هناك.

– ولقد تم توجيه دعوة صريحة لحشد أصحاب المشاريع الخاصة في البلد. وهو أمر محمود، ولكن من الناحية التاريخية والموضوعية والمهنية والشخصية، فإن المردود المطلوب لن يأتي من مبادرات ريادة الأعمال دون عائد مادي.

– لقد أدى اندلاع حريق تازرين وانهيار رنا بلازا في عامي 2012 و2013، على التوالي، إلى تحفيز المبادرات البشرية في أكبر قطاع اقتصادي في البلاد.

– وبالمثل، قد تحتاج مخاطر دبلوماسية الاقتصاد الأزرق والشكوك إلى أكثر من الجامعات البحرية للفوز باللعبة.

– من بين أكثر من 4000 مركز عالمي لتصنيع الملابس الجاهزة يعمل منذ مآسي 2012/2013، بالكاد حصل 187 على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED).

– وهنا لنا أن نتساءل هل يمكن لرواد الأعمال البحريين القيام بشيء مماثل، على سبيل المثال، ببساطة عن طريق دفع شعب بنغلاديش إلى عدم رمي البلاستيك في الأنهار أو تلويث الشعاب المرجانية في جزيرة سانت مارتن.

– يجب على المؤلف ومجموعة واسعة من العلماء الآن تطوير صيغة لتهيئة الأجواء بشكل مناسب قبل أن يدلي رواد الأعمال والجمهور العادي بدلوهم في هذا المجال.

– لقد تم إنجاز العمل، لكن مهام المتابعة لا تزال قائمة. ستحتاج بنغلاديش إلى المزيد من الأشخاص ذوي العقلية الراجحة لكسب هذه المعركة.

المصدر: ذا فايننشال إكسبريس (The Financial Express)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى