اقتصاد خليجي

آفاق.. خطوة في طريق التكامل الاقتصادي الخليجي

وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬أمس‭ ‬برئاسة‭ ‬د‭. ‬جهاد‭ ‬الفاضل‭ ‬النائب‭ ‬الثاني‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬المدفوعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬‮ «‬آفاق‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المنشود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬سلامة‭ ‬وكفاءة‭ ‬نظم‭ ‬المدفوعات‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬مخاطر‭ ‬محتملة‭ ‬عليها،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬ويخدم‭ ‬مصالحها،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬صلاحيات‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬والإشرافية‭ ‬والرقابية‭ ‬على‭ ‬نظم‭ ‬المدفوعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطويرها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬عمليات‭ ‬المقاصة‭ ‬بالآلية‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتفق‭ ‬عليها‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية،‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬إقليمية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامتها‭ ‬لتكون‭ ‬الركيزة‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬عليها‭ ‬نظم‭ ‬المدفوعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭.‬ وقال‭ ‬خالد‭ ‬المسقطي‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬هو‭ ‬دعم‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬وأنظمة‭ ‬مدفوعات‭ ‬مأمونة‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تسديد‭ ‬المدفوعات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭.‬ وأوضح‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بلغ ‭ ‬3‭.‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬،2022‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ 14%‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬،2021 ‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬903‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بارتفاع‭ ‬مقداره ‭ ‬%21‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬،2021‭ ‬وكذا‭ ‬ارتفع‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬بنسبة ‭ ‬،%21‭.‬4 ‬ومع‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬كان‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بقيمة‭ ‬233‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬أما‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬فبلغ‭ ‬ 1‭.‬342 ‬مليار‭ ‬دولار‭ وأشار‭ ‬المسقطي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬تبادل‭ ‬تجاري‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬مدفوعات‭ ‬مشترك‭ ‬متميز‭ ‬وآمن‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إتمام‭ ‬عمليات‭ ‬التحويل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬خدمة‭ ‬التلكس‭ ‬في‭ ‬المدفوعات،‭ ‬وفي‭ ‬السبعينيات‭ ‬تم‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬السويفت‮» ‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬استخدامه‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التحويل‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭.‬
وتابع‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المالية‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬46‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬نظام‭ ‬السويفت‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬سلبيات‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬بهذا‭ ‬النظام،‭ ‬ومنها‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬كان‭ ‬ينجر‭ ‬المعاملات‭ ‬بصورة‭ ‬آمنة،‭ ‬ولكن‭ ‬إنهاء‭ ‬اجراء‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الكلفة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬وسطاء‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التسديد‭.‬ وقال‭ ‬المسقطي‭:‬ حسنا‭ ‬فعلت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بابتكار‭ ‬منصة‭ ‬آفاق،‭ ‬لتنظم‭ ‬عملية‭ ‬الدفع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وجمعت‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬المزايا‭ ‬المتحققة‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬المتطلبات‭ ‬المستقبلية‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬سوف‭ ‬يتيح‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تمويل‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮ «‬آفاق‮» ‬‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬التبادل‭ ‬بالعملات‭ ‬الخليجية‭ ‬المحلية،‭ ‬مع‭ ‬إعطاء‭ ‬المصارف‭ ‬المركزية‭ ‬لدول‭ ‬التعاون‭ ‬بتحديد‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعاملات،‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬العملات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬للسداد‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭.‬
وأكد‭ ‬خالد‭ ‬المسقطي‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬المدفوعات‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وتم‭ ‬ترك‭ ‬المجال‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وتفعيلها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إيداعها‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بالرياض،‭ ‬وحاليا‭ ‬هناك‭ ‬مصادقة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتم‭ ‬إيداع‭ ‬هذه‭ ‬المصادقة‭ ‬في‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬والبحرين‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وبحسب‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بوجود‭ ‬مصادقة‭ ‬دولتين‭ ‬وايداعها‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬للتحويل‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬وكل‭ ‬بلد‭ ‬لديها‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لتفعيل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬المالية‭ ‬مقتنعة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬وتم‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المستقبلية‭ ‬لوجود‭ ‬منصة‭ ‬لتسديد‭ ‬مدفوعات‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬المتنامي‭ ‬بيننا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأنظمة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬نتيجة‭ ‬لظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬عالمية‭ ‬قد‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬للتحويل‭.‬
من‭ ‬جانبها‭ ‬قالت‭ ‬حصة‭ ‬عبدالله‭ ‬السادة‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للعمليات‭ ‬المصرفية‭ ‬بمصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وجميع‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬خطوات‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وهناك‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬صادقت‭ ‬وأودعت‭ ‬المصادقة‭ ‬لدى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وهناك‭ ‬دولتين‭ ‬صادقتا‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬وفي‭ ‬طريقهما‭ ‬إلى‭ ‬إيداع‭ ‬المصادقة‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬القادمة‭.‬ وحول‭ ‬آلية‭ ‬صرف‭ ‬العملة‭ ‬المحلية،‭ ‬أشارت‭ ‬السادة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منصة‭ ‬آفاق‭ ‬كل‭ ‬مصرف‭ ‬مركزي‭ ‬يضع‭ ‬معدلات‭ ‬أسعار‭ ‬صرف‭ ‬العملات‭ ‬لديه‭ ‬يوميا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أسعار‭ ‬الصرف‭ ‬تكون‭ ‬معلنة‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭.‬ وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬العمليات‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬المنصة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬تجارية‭ ‬شراء‭ ‬سلع‭ ‬أو‭ ‬خدمات،‭ ‬صادرات‭ ‬وواردت،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬سويفت‭ ‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتا،‭ ‬ولكن‭ ‬العملية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬آفاق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬بكلفة‭ ‬أقل‭.‬ وحول‭ ‬إلحاق‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬بنظام‭ ‬آفاق،‭ ‬كشفت‭ ‬السادة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬تمكن‭ ‬بنجاح‭ ‬من‭ ‬الحاق‭ ‬جميع‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬النظام،‭ ‬والمملكة‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬التي‭ ‬ألحقت‭ ‬مصارفها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬هما‭ ‬أول‭ ‬دولتين‭ ‬تعاملتا‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬،2020‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في ‭ ،‭‬2022 ‬وبقية‭ ‬الدول‭ ‬تسير‭ ‬خطوات‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالنظام‭.‬
وأكدت‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للعمليات‭ ‬المصرفية‭ ‬بالمصرف‭ ‬المركزي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حد‭ ‬للتعاملات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬لأنها‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬التجارية،‭ ‬ولكن‭ ‬البنوك‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬خاضعة‭ ‬للقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمان‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال‭.‬
وبشأن‭ ‬العملة‭ ‬الرقمية‭ ‬أوضحت‭ ‬السادة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬لمصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬طرح‭ ‬الدينار‭ ‬الرقمي،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬وتم‭ ‬العمل‭ ‬عليه‭ ‬منذ ‭ ‬،‭2018 ‬وحاليا‭ ‬يتم‭ ‬دراسة‭ ‬جميع‭ ‬التقنيات‭ ‬الموجودة،‭ ‬وندرس‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بهذا‭ ‬الطرح،‭ ‬وحاليا‭ ‬ندرس‭ ‬طرح‭ ‬عمليات‭ ‬تجريبية،‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬دينار‭ ‬رقمي‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭.‬
وأكد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬أهمية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المالية،‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬أنظمة‭ ‬المدفوعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬سيعزز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والفائدة‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬والشعوب‭.‬
وشدد‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬الخزاعي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬نظام‭ ‬المدفوعات‭ ‬لدعم‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تسعي‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التحويلات‭ ‬والمدفوعات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬العملية‭ ‬حاليا‭.‬ ووصف‭ ‬عبدالله‭ ‬النعيمي‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بأنها‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬لفخر‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬لجنة‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬كوادر‭ ‬المشغلين‭ ‬والشركات‭ ‬المشغلة،‭ ‬ويجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الكوادر‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الالكتروني‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬وقائي‭ ‬قوي،‭ ‬ويجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬وتدريبهم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الالكترونية‭.‬ بدورها‭ ‬أكدت‭ ‬د‭. ‬جميلة‭ ‬السلمان‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬التحالفات‭ ‬والتكتلات،‭ ‬واتفاقية‭ ‬ربط‭ ‬المدفوعات‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وتقلل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والتكاليف‭ ‬للتبادل،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬مستوى‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬القوية‭ ‬الراسخة‭ ‬بينها،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬نتطلع‭ ‬إليها‭.‬

 

وتطرقت‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬صرف‭ ‬العملة‭ ‬المحلية‭ ‬والمدفوعات‭ ‬بالعملات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬للتعاملات‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمليات‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬أهمية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مستقرة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬لفض‭ ‬المنازعات‭ ‬لتفادي‭ ‬المشكلات‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬بمزايا‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭.‬

 

وقالت‭ ‬دلال‭ ‬الزايد‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬التشريعية‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬عليها‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لدول‭ ‬المجلس،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاع‭ ‬المالي‭ ‬والاستثماري‭ ‬وعوائد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬والنقد‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬يتم‭ ‬تبيان‭ ‬أوجه‭ ‬المصروفات‭ ‬والمدفوعات‭ ‬وماهية‭ ‬المعاملات‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬والتسوية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للتجار‭ ‬وغرفة‭ ‬البحرين‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭.‬

 

وشددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬أي‭ ‬ضغوطات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬مالية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالاقتراض‭ ‬الدولي‭.‬

 

وأعرب‭ ‬د‭. ‬علي‭ ‬الحداد‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬نظام‭ ‬المدفوعات‭ ‬المالية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ليشمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬استخدامات‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬نظام‭ ‬‮ «‬البنفت‮» ‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لربط‭ ‬الخارطة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الجميع‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تدشين‭ ‬العملة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭.‬

 

وتساءلت‭ ‬لينا‭ ‬قاسم‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تحفيز‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬المحلية‭ ‬والأجنبية‭ ‬العاملة‭ ‬والمرخصة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنشاء‭ ‬منصة‭ ‬كبيرة‭ ‬تسهل‭ ‬خدماتها‭ ‬لجميع‭ ‬العملاء‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يتعاملون‭ ‬معها‭.‬

 

وأكدت‭ ‬د‭. ‬ابتسام‭ ‬الدلال‭ ‬أن‭ ‬المكاسب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬أنظمة‭ ‬المدفوعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬شأنا‭ ‬عن‭ ‬المكاسب‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬يستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬ستنعكس‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسعار‭ ‬والتضخم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المكاسب،‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬إيداع‭ ‬وثائق‭ ‬التصديق‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬إحدى‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ونتطلع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬العملة‭ ‬الموحدة‭ ‬قريبا‭.‬

 

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬أنظمة‭ ‬المدفوعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬سيحقق‭ ‬فوائد‭ ‬إيجابية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحويلات‭ ‬المالية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المشتركة،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مردود‭ ‬كبير‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬وهو‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

 

وتساءلت‭ ‬د‭. ‬فاطمة‭ ‬الكوهجي‭ ‬عن‭ ‬وجودة‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬موحدة‭ ‬لتفادي‭ ‬أي‭ ‬مخاطر‭ ‬مستقبلية‭ ‬محتملة،‭ ‬وكيفية‭ ‬مساندة‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬دولتين،‭ ‬هل‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الاتفاقية‭.‬

 

وأكد‭ ‬عادل‭ ‬المعاودة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اتفاقية‭ ‬تخص‭ ‬الجميع‭ ‬وتنفعهم،‭ ‬وذات‭ ‬نظرة‭ ‬بعيدة‭ ‬تبين‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬قادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬هذه‭ ‬محاولة‭ ‬قوية‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تستغل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات،‭ ‬بحيث‭ ‬يضمن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬ويحول‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى