اقتصاد خليجي

الذكاء الاصطناعي يعزز التأثير الاقتصادي الإيجابي للمرأة

انطلقت، أمس، في أبوظبي، القمة العالمية لرائدات الأعمال، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تحت شعار «رائدات الأعمال في ظل التحول الرقمي».
ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال افتتاح فعاليات القمة بمشاركة نخبة من رائدات الأعمال والخبراء والمختصين، لمناقشة وتبادل الأفكار في مجال التحول الرقمي، الذي أصبح محور الاهتمام للاطلاع على مستجداته، والتعرف إلى التحديات التي يواجهها المستخدمون والمتعاملون، خصوصاً رواد الأعمال.
وأكدت سموها، خلال الكلمة التي ألقتها نيابة عنها معالي ميثاء الشامسي وزيرة دولة مستشارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن رائدات الأعمال اللاتي سيطبقن برامج الذكاء الاصطناعي من شأنهن أن يقدمن تأثيراً إيجابياً في مجتمعاتهن واقتصاداتها.
لافتة سموها إلى أن حكومة الإمارات اعتمدت استراتيجية جديدة للاقتصاد الرقمي أبريل الماضي تهدف إلى مضاعفة حصة الاقتصاد الرقمي في الناتج غير النفطي من 11.7 % إلى أكثر من 20 % خلال السنوات العشر المقبلة لتصبح الإمارات مركز الاقتصاد الرقمي الأكثر ازدهاراً في المنطقة، وعلى مستوى العالم.
كما أنشأت الدولة مجلس الإمارات للاقتصاد الرقمي، بهدف دعم توجهات الدولة، ومضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، مع العمل على تنفيذ المبادرات الاستراتيجية في شتى القطاعات الاقتصادية، وكل شرائح المجتمع. وقالت سموها: هذه الشمولية ستتيح للجميع بناء قدراتهم اللازمة المتناسبة مع العصر الرقمي، وسيتاح للمرأة ممارسة المهن التجارية والأنشطة الاقتصادية، وفرص للمشاركة في تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات في مجال التحول الرقمي. كما ستتعرف، من خلال الممارسة والعمل والتدريب المتطور على التحديات، وستشارك بقدراتها المعرفية ومهاراتها التكنولوجية في مواجهتها، وإيجاد ما يلزم من حلول تسهم في نجاح أعمالها، وما تتطلبه وظيفتها أياً كان مجالها.
التقنيات الرقمية:- وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن المعرفة والبيانات أهم المعطيات والممكنات، التي يجب على المرأة الحصول عليها، كما ينبغي للمرأة استثمار التقنيات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، مما يسهم في تعزيز مهارات المرأة والارتقاء بها وفقاً للمستجدات في المجالات، إذ يوجد العديد من الأدوات الجديدة. والتي يمكن لرائدات الأعمال الحصول عليها، من أجل توسيع نطاق الفرص المتاحة لهن على نحو كبير، ومن ذلك منصات التعليم عبر الإنترنت، التي تساعد على توفير المعلومات والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تيسر الحصول على الفرص الاقتصادية والوظائف المرنة والنفاذ إلى الأسواق الجديدة؛ والتكنولوجيا، التي تعمل على تحسين مستوى تقديم الخدمات والمشاركة.
وتتيح أدوات التجارة الإلكترونية لرائدات الأعمال زيادة مبيعاتهن، والدخول إلى قطاعات متعددة، والحصول على خدمات دعم للأنشطة المهمة مثل التدريب والمحاسبة، وزيادة المرونة والقدرة على التكيف.
وتابعت سموها في كلمتها: «يؤدي المجتمع الدولي دوراً رئيسياً كجهة يمكنها الجمع بين الأطراف المعنية ومشاركة المعرفة، ويعنى الاقتصاد الرقمي في المقام الأول بتخطي الحدود، وإتاحة قنوات اتصال وتوفير فرص جديدة، وبالجمع بين الأطراف المعنية من مختلف القطاعات والبلدان والمناطق والأسواق.
كما يمكن للمؤسسات الدولية العاملة في المنطقة دعم تحديد الابتكارات وتوجيهها وتوسيع نطاقها، ويمكن للأطراف الدولية الفاعلة أيضاً لفت الانتباه إلى أهمية التعرف المبكر على أحدث التقنيات ومعلومات الاتصال. وهو الأمر الذي غالباً لا تتمكن النساء من الوصول إليه، ومما لا شك فيه فإن رائدات الأعمال اللاتي سيطبقن برامج الذكاء الاصطناعي من شأنهن أن يقدمن تأثيراً إيجابياً على مجتمعاتهن واقتصاداتها، لأن ذلك يوفر الكثير من الأموال في أنشطتهن التجارية، بسبب انخفاض تكلفة استخدامات الذكاء الاصطناعي، كما سيوفر لهن فرصاً جديدة لبدء أعمالهن التجارية وتنميتها دولياً نظراً لاحتمال تحقيق عوائد أعلى».
ختام:- وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في ختام كلمتها أن نجاح ريادة الأعمال للنساء يعتمد في حد كبير على استخدام النهج المستدام نحو التنمية الاقتصادية، وذلك من خلال وسائل المعرفة بصورة مبرمجة، والحرص دائماً على مواكبة التطورات والاعتماد على الابتكار وتحقيق الاستدامة في التنمية.
تعزيز التنويع الاقتصادي:- من جانبه، قال معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية على هامش القمة: استثمارات رائدات الأعمال بالإمارات بلغت أكثر من 60 مليار درهم، مملوكة لأكثر من 25000 سيدة ورائدة أعمال، مشيراً إلى إسهامهن عبر 50 ألف ترخيص تجاري بحصة ملحوظة في تعزيز التنويع الاقتصادي.
وأشار إلى أن أكثر من 77.6 % من الشركات المملوكة لسيدات الأعمال بالإمارات تقودها سيدات أعمال دون سن الـ40 عاماً.
وذلك طبقاً لنتائج دراسة قامت بها مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة»، بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة مؤكدة وجود نشاط موسع لرائدات الأعمال الإماراتيات في مواكبة لحركة النمو الاقتصادي بالإمارات.
وأضاف: إن أنشطة رائدات الأعمال في الإمارات أسهمت في ترسيخ وجودهن على صعيد الريادة العالمية. حيث صنفت 15 سيدة أعمال إماراتية ضمن قائمة «فوربس» لأقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط لعام 2023، واستند ذلك إلى مسيرة من النجاح ولا سيما في وقت الجائحة، حيث نمت ريادة الأعمال النسائية في الدولة بنحو 68 % في فترة الجائحة، فيما تجاوز عدد الشركات المؤسسة من سيدات الأعمال حجم الشركات المؤسسة من الرجال.
وتابع الزيودي: «إن نشاط رائدات الأعمال في الدولة شهد تطوراً كبيراً نحو مجالات جديدة للاستثمار، شملت الصناعة والتكنولوجيا، بما يواكب التطورات الكبيرة، التي تشهدها أنشطة رائدات الأعمال دولياً، حيث تشير الدراسات إلى أن سيدات الأعمال تستحوذ على 34 % من الشركات الناشئة، التي تركز على التكنولوجيا.
جهود:- وتواصل الدولة جهود تحفيز أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث أطلقت خلال الربع الأخير من 2022 المرحلة الثانية من برنامج موطن ريادة الأعمال الهادف لدعم التحول الرقمي في تلك الفئة من الشركات».
مشيراً لحرص الدولة على مواصلة مبادرات دعم الاستثمارات النسائية وأنشطة رائدات الأعمال، ضمن سعيها لتدعيم مكانتها وجهة دولية مفضلة للموهوبين وأصحاب الأفكار ورائدات الأعمال من كل دول العالم.
بدورها، أكدت فريدة العوضي رئيسة مجلس «سيدات أعمال الإمارات» أهمية القمة، التي تنعقد هذا العام مع مشاركة واسعة من أكثر من 350 من المتخصصين وصانعي القرار من داخل الدولة وخارجها، في ظل تركيزه حول قضية التحول الرقمي، والتي تشكل أحد أهم المحفزات لأنشطة رائدات الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى