اقتصاد خليجي

اهتمام سعودي محتمل بحصة في محال “سيلفريدجز” البريطانية الفخمة

من المتوقع أن تبدأ جولة جديدة من التنافس على حصة المالك الشريك لمحال “سيلفريدجز” البريطانية الفاخرة مع انهيار شركة “سيغنا” النمسوية التي تملك العلامة مناصفة مع مجموعة “سنترال غروب” التايلاندية. ونقلت صحيفة “صنداي تلغراف” عن مصادر في حي المال والأعمال البريطاني (سيتي أوف لندن) أن صندوق الاستثمارات العامة الصندوق السيادي السعودي، ومجموعة “كيرينغ” التي يملكها الملياردير الفرنسي فرانسوا بينو قد يكونان مهتمين بالحصول على حصة من “سيلفريدجز”.

وبدأ الاهتمام مع انهيار الشركة النمسوية لصاحبها رجل الأعمال رينيه بينكو والتي تملك نصف شركة العقارات التابعة لشركة “سيلفريدجز“. وبحسب ما ذكر تقرير الصحيفة فإن الشريك الآخر في ملكية المحال البريطانية الفاخرة، وهي مجموعة “سنترال غروب” التايلاندية تبحث عن شريك لها بعد إعلان إفلاس “سيغنا”.

وبما أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي كان أحد مصادر التمويل لشركة “سيغنا” قبل عامين في صفقة حصولها على حصة من “سيلفريدجز” مع المجموعة التايلاندية عقب مزاد بيع “سيلفريدجز” من قبل عائلة ويستون، فالصندوق في وضع يسمح له بالسعي إلى الحصول على حصة الشركة المنهارة في حال طرح نصيبها في السوق مجدداً.

 حي المال

مصادر الصحيفة في حي المال والأعمال تقول إن الصندوق السعودي يمكن أن يواجه منافسة من مجموعة “كيرينغ” التي تبلغ قيمتها 52 مليار يورو (56.7 مليار دولار)، وتملك علامات تجارية فاخرة منها “غوتشي” و”إيف سان لوران” و”ألكسندر ماكوين”. وتنتظر الأطراف المهتمة بحصة في “سيلفريدجز” انتهاء إجراءات تصفية الشركة النمسوية قبل طرح نصيبها الذي يقدر بأن تصل قيمته إلى ملياري جنيه استرليني (2.55 مليار دولار).

اهتمام سعودي

وكانت صحيفة “ذا تلغراف” كشفت العام الماضي عن أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي دعم مالياً صفقة “سيغنا هولدنغ” النمسوية للاستحواذ على نسبة 50 في المئة من “سيلفريدجز” في الصفقة التي بلغت قيمتها 4 مليارات جنيه استرليني (5.1 مليار دولار) قبل عامين، وهكذا أصبحت للصندوق السعودي حصة أقلية في الصفقة التي تقاسمتها الشركة النمسوية مع المجموعة التايلاندية.

ويسعى الصندوق السعودي إلى تنويع استثماراته في الخارج، ومنها استثماراته في بريطانيا التي ذكرت منها الصحيفة استحواذه على حصة غالبية في نادي “نيوكاسل يونايتد” الرياضي عام 2021 واستحواذه في العام التالي على حصة جعلته ثاني أكبر مساهم في شركة “آستون مارتن” للسيارات. وأشار التقرير إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يسعى إلى زيادة العائدات على محفظته الاستثمارية وكسب الخبرات من استثماراته الخارجية لتعزيز التنمية الاقتصادية في السعودية، من خلال الاستحواذ على حصص في كبرى شركات التكنولوجيا والترفيه الغربية والمؤسسات المالية.

 جناح التجزئة

وذكرت “صنداي تلغراف” أن المجموعة التايلاندية سيكون لها الدور الأهم في تحديد من يحصل على نصيب الشركة النمسوية المنهارة بعد إنهاء إجراءات تصفيتها، ونقلت عن مصدر مصرفي مطلع قوله، “ما تفعله مجموعة سنترال هو الانتظار حتى تتضح نهاية مشكلات شركائها… وطبيعي أن تنتظر لأنها ستحصل على شريك جديد (في ملكية سيلفريدجز)، إنها منافسة بين مجموعات التجزئة الكبرى وصناديق الاستثمار”.

وكانت صفقة الاستحواذ عام 2021 عبارة عن مناصفة بين “سيغنا” و”سنترال” في جناح التجزئة وشركة العقارات في “سيلفريدجز”، ثم حاولت “سنترال” بنهاية العام الماضي مع بدء مشكلات شركة “سيغنا” الاستحواذ على الشركة المشغلة للجناحين، التجزئة والعقاري، وحولت قرضاً للشركة النمسوية المتعثرة بقيمة 364 مليون يورو (397 مليون دولار) إلى حصة من أسهم الشركة المشغلة لـ”سيلفريدجز” كله. مع ذلك ظلت الشركة النمسوية تملك 50 في المئة في الجناح العقاري ونسبة 35 في المئة في الشركة المشغلة.

وبحسب تقرير الصحيفة، ما زال الوقت مبكراً قبل الإعلان عن بيع نصيب الشركة النمسوية المنهارة في “سيلفريدجز” وما إذا كانت المجموعة التايلاندية “سنترال” ستقرر زيادة حصتها أو البحث عن شريك.

خطة الاستحواذ على الخطوط السعودية

من ناحية أخرى، دخل صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي)، في محادثات أولية للاستحواذ على الخطوط الجوية السعودية المملوكة للدولة، إذ يتطلع إلى ضخ مليارات الدولارات لتحويل البلاد إلى وجهة سياحية عالمية، وفقاً لما نقلته وكالة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر، فإن الصندوق السيادي يخطط لصفقةٍ من شأنها أن تضيف الخطوط السعودية، التي تأسست قبل 80 عاماً، إلى محفظته المتنامية من أصول الطيران مطلع العام المقبل.

وسيتولى الصندوق ملكية شركة الطيران بدل الحكومة، بهدف تحسين كفاءتها وربحيتها، ومن الممكن بعد ذلك خصخصة الشركة أو دمجها مع “طيران الرياض”، التي أطلقها الصندوق قبل عام ويعكف على تأسيسها في الوقت الحالي.

ومن غير الواضح كيف سيتم تقييم الخطوط السعودية من قِبل صندوق الاستثمارات العامة، الذي نقلت الحكومة إلى محفظته سابقاً أصولاً لإعدادها للخصخصة من دون الحاجة لدفع الأموال مقابلها.

وتمتلك الخطوط الجوية السعودية أسطولاً مكوّناً من 142 طائرة، وتطير إلى أكثر من 90 وجهة حول العالم.

وقالت المصادر: “إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية بشأن الاستحواذ”، مشيرين إلى أن المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة وقد تتأخر العملية أو يتم التخلي عنها.

مركز أعمال عالمي

وتطمح السعودية إلى تحويل عاصمتها الرياض إلى مركز أعمال عالمي، وإلى منافسة شركات الطيران لديها لنظيراتها الخليجية على حركة النقل الإقليمية والدولية.

ومن ضمن ذلك، سعي “طيران الرياض”، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، إلى بناء شبكتها لمنافسة كبرى الناقلات في المنطقة، مثل “طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية”. بينما يتم إعادة توجيه الخطوط السعودية، ومقرها جدة، للتركيز على رحلات الحج والعمرة.

والعام الماضي، تعاونت الشركتان السعوديتان في طلبية شراء 78 طائرة “بوينغ 787 دريملاينر”، وهي صفقة قدّر البيت الأبيض قيمتها بنحو 37 مليار دولار.

وتستهدف السعودية جذب 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، في إطار خطط لتنويع الاقتصاد وجذب المزيد من العملات الأجنبية للاقتصاد المعتمد على النفط.

تشكيل مستقبل الطيران

وستُسهم استثمارات الصندوق في تشكيل مستقبل الطيران في السعودية وعلى مستوى المنطقة، تحقيقاً لمستهدفات “رؤية 2030”.

وتهدف الرياض إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للطيران والخدمات اللوجيستية، لتصبح وجهة سياحية عالمية، وجسراً يربط بين الشرق والغرب، كما تهدف لزيادة الربط الجوي إلى 250 وجهة ومضاعفة أعداد المسافرين لتصل إلى 330 مليون مسافر بحلول عام 2030.

من المقرر أن يشكّل صندوق الاستثمارات العامة الأداة الرئيسية لتطبيق هذه الرؤية، وهو يعمل على إعادة تطوير مطار الرياض، إلى جانب إطلاق المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي في العاصمة الرياض، والذي من المقرر أن يصبح أحد أكبر المطارات في العالم، كما أنشأ أيضاً شركة لتأجير الطائرات، إضافة إلى شركة لطائرات الهليكوبتر، واستثمر في الشركة الهندسية التابعة للسعودية.

ويلعب “الصندوق السعودي” دوراً كبيراً وبصورة متزايدة لمساعدة الرياض في التحول بعيداً من النفط، إذ يشرف على مشاريع ضخمة مثل مدينة “نيوم” المستقبلية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، علاوة على تطوير السياحة الفاخرة على البحر الأحمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى