اقتصاد خليجي

مشاريع مليارية في معرض “سيتي سكيب” العقاري بالرياض

عكس معرض “سيتي سكيب العالمي” المقام للمرة الأولى في الرياض الحال التي تعيشها سوق العقارات في المنطقة، إذ تتسابق الشركات العقارية المشاركة إلى تقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل تحفيز السوق التي تشهد تباطؤاً، بخاصة من قبل الأفراد نتيجة الأسعار الفلكية.

وتظهر المؤشرات الاقتصادية ارتفاع أسعار العقارات إلى 82.52 نقطة خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بـ 81.88 نقطة خلال الربع الثاني من العام الماضي.

وبالنظر إلى البيانات الصادرة عن وزارة العدل السعودية، فقد أظهرت سجلاتها تراجعاً في عدد الصفقات العقارية خلال يوليو (تموز) الماضي إلى نحو 15.7 ألف صفقة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، كما انخفض عدد العقارات المباعة خلال الفترة إلى 16.4 ألف عقار.

وارتفعت قيمة الصفقات العقارية التي تمت خلال يوليو الماضي 35 في المئة لتبلغ 18.98 مليار ريال (5 مليارات دولار)، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت آنذاك 14.02 مليار ريال (3.74 مليار دولار).

ومن خلال معرض “سيتي سكيب” تحاول بعض الشركات العقارية المشاركة والتي تبلغ أكثر من 350 جهة عارضة محلية ودولية لجذب المستثمرين عبر الحد من القيود المفروضة على تملك وحدات سكنية ومحاولة استقطاب ذوي الدخل والمشترين من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يقدمونها.

ويتطلع العارضون المحليون للتألق والتفوق على منافسيهم، بخاصة في ظل إتاحة البيع المباشر وتقديم خطط الدفع الجذابة والإعفاءات الرسومية وغيرها من المميزات والحوافز التي تدفعهم للشراء.

أسعار العقارات

وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي ماجد الحقيل قال بدوره إن الوزارة تعمل على دعم الأسر السعودية لتملك المنازل ضمن خطتها الاستراتيجية من خلال تقديم تسع باقات مختلفة، كما تعمل على خفض سعر الوحدات السكنية لتكون أسعارها أقل من المتوقع.

وأضاف الحقيل عبر مقابلة مع قناة “العربية” خلال المعرض العالمي أن المستهدف لأسعار الوحدات السكنية ما بين 500 ألف و1.2 مليون ريال (133 و266 ألف دولار)، إذ تعد هذه الأسعار المساعدة لغالبية مستفيدي قطاع الإسكان.

وعلى رغم الارتفاع الحالي فإن المشاريع العقارية في الرياض لا تهدأ، وسط توقعات بأن يقود القطاع العقاري عجلة النمو الاقتصادي للسعودية خلال الفترة المقبلة، من خلال المشاريع الكبرى التي يجري العمل على إنشائها في عموم البلاد، ويمكن لمن يتجول في العاصمة أن يلاحظ الأعمال الإنشائية في المشاريع العقارية إلى جانب تطوير البنية التحتية، إذ يسعى المطورون العقاريون إلى استغلال طفرة المدينة.

وأوضح وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي خلال حفل افتتاح المعرض الذي سيستمر حتى الـ 21 من سبتمبر (أيلول) الجاري، أن الأعوام المقبلة ستشهد توسعاً في بناء الضواحي السكنية في أرجاء البلاد بمشاركة المطورين العقاريين العالميين، في ظل بيئة تشريعية محفزة للاستثمار، وخيارات تمويلية متنوعة أسهمت في ارتفاع نسبة إسهامات القروض العقارية في الناتج المحلي غير النفطي لأعلى مستوى لها على الإطلاق.

وأشار إلى أن بلاده تشهد نمواً عمرانياً فاق بسرعته دول العالم أجمع من حيث المدن بأبعادها العمرانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي لها دور كبير في تحقيق “رؤية السعودية 2030”.

اتفاقات وشراكات

وشهد المعرض إطلاق مشاريع نوعية وتوقيع كثير من الاتفاقات لتفعيل الشراكات الواعدة، وفي يومه الأول أعلن مشاريع مليارية تجاوزت قيمتها 68 مليار ريال (18.1 مليار دولار).

ووقعت الشركة السعودية الوطنية للإسكان اتفاقاً مع مجموعة طلعت مصطفى المصرية برعاية وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان لتطوير مشروع مدينة سكنية ذكية متكاملة الخدمات ذات جودة حياة مستدامة شرق العاصمة السعودية، ويوفر مشروع المدينة الجديدة نحو 27750 وحدة سكنية بين فلل ووحدات سكنية للعائلة، بمساحات تتراوح بين 220 و400 متر مربع.

وعلى هامش المعرض المقام تحت شعار “لبناء مسكن المستقبل”، أعلنت شركة “إعمار” العقارية، إحدى أكبر شركات المقاولات الإماراتية، رغبتها في ضخ مزيد من الاستثمارات في السعودية لمواكبة النشاط الكبير الذي تشهده البلاد.

وقال رئيسها محمد العبار في تصريح لقناة “الشرق”، “لا بد من أن ترتفع حصة استثماراتنا في السعودية في ظل النمو والحركة التي نراها”، مضيفاً “من الضروري أن نكون موجودين ومهتمين بالسوق العقارية السعودية التي تعتبر من الأسواق الرئيسة في المنطقة العربية”.

وتضمن المعرض توقيع عدد من الاتفاقات والمشاريع، إذ أعلنت شركة “روشن” العقارية إقامة أربع شراكات تجارية استراتيجية تجاوزت قيمتها 9 مليارات ريال (2.39 مليار دولار)، تشمل مجالات البناء والبنية التحتية، إضافة إلى إبرامها مع شركة “تشاينا هاربور الهندسية” اتفاقاً لتطوير 6700 وحدة سكنية ومساجد ومراكز مجتمعية ومناطق تجزئة ومرافق عامة للمشاريع المستقبلية في مجتمعي “سدرة” و”وارفة” في الرياض بقيمة 7.7 مليار ريال (2 مليار دولار).

وخصصت شركة “مكيون مطورون عمرانيون” 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) لـ “بوليفارد مكة” الذي يضم وحدات إدارية وتجارية وسكنية وفنادق بمساحة إجمالية تبلغ مليون متر مربع.

وأفصحت شركة “رتال” عن إطلاق منتجع “Ultra Luxury” في الخبر، تحت إدارة “ريتز كارلتون”، وأعلن عن ضخ 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار) لصندوق حديقة الملك سلمان لتطوير أول قطعة أرض للاستثمار العقاري داخل المشروع.

وبالتوازي مع المعرض استعرضت الرياض خلال المؤتمر العالمي عدداً من مشاريعها المستقبلية، مثل مشروع حديقة الملك سلمان والمسار الرياضي والرياض الخضراء، إضافة إلى جناح الدرعية وعدد من المشاريع والشركات السعودية مثل “نيوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى