مختارات اقتصادية

كيف تؤثر أضرار العمل عن بُعد على العلاقات بين الزملاء؟

لا شكّ أن وجود علاقات عمل جيدة مع الزملاء هو السبيل الأمثل لخلق تجربة عمل مُجزية وفعالة. حيث كشف أحد الاستطلاعات الذي أجرته مؤسسة «جلوب» المرموقة أن الموظفين الذين يتفاعلون مع زملائهم في العمل، أكثر إنتاجية وولاءً لمؤسساتهم. بيد أن الطفرة التي حدثت في سوق العمل عن بُعد بسبب الوباء قد ألقت بظلالها على هذه العلاقات بل وزادت من صعوبة إقامتها في المقام الأول. لذا ينبغي على كل من الموظفين والقادة فهم ما يسعى كل طرف إلى تحقيقه وكيف يمكنهم الاستفادة من بيئة العمل المتغيرة هذه. فيما يلي بعض المبادئ التوجيهية الأساسية التي يحتاجها الموظفون والقادة في عالم أصبح فيه العمل عن بُعد هو القاعدة ومع تغير ديموغرافيات القوى العاملة وتقنياتها.
تردي الشبكات الاجتماعية:- – ربما تكون القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة للمؤسسات الناشئة من ذروة عمليات الإغلاق الوبائي هي ما إذا كان الموظفون سيعودون إلى مكان العمل بالكامل أو سيستمرون في العمل الهجين. – غالبًا ما يتم تأطير الدعوات للعودة إلى المكتب كضرورة لإدارة التفاعلات الشخصية التي تحفز الابتكار وتغذي الثقافة التعاون، لا سيما عند الموظفين الجدد الذين يحتاجون إلى اكتساب الخبرات، بالإضافة إلى أنها وسيلة ناجعة لمراقبة الإنتاجية. – في حين يرى آخرون أن العودة إلى المكتب تعتمد على النماذج السابقة التي عفّى عليها الزمن، وأن ممارسات العمل يجب أن تتطور حتى تكون المنظمات ناجحة.
– في كلا الحالتين أصبح لزامًا على القادة والموظفين مواجهة التحديات لبناء الثقة والاحترام والمشاركة في مكان العمل الذي بات أكثر تشتتًا وفرقة.
واقع جديد في مكان العمل المتغير:- يرغب القادة في أن يبذل موظفوهم قصارى جهدهم وأن يضعوا في اعتبارهم المهمة التنظيمية. في حين يطمح الموظفون للشعور بالتقدير والثقة والدعم في مسارات عملهم ووظيفتهم.
– يقر كلا الجانبين أنه مع تزايد العمل الهجين، أصبحت هناك فرص أقل لبناء علاقات جيدة. وهذا يعطي المؤسسات معلومات أقل لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بموظفيها، مثل من يستحق الترقية، ومن يمكنه الاستفادة من المزيد من الدعم، ومن يجب أن يكون أول من يذهب في حالة تسريح العمال أو إعادة الهيكلة.
خلق ثقافة التعاون:- هناك ضرورة مُلحة للتخطيط الجيد وبذل الجهد الإضافي لمعرفة وجهات نظر الآخرين. ورغم تبني العديد من الشركات لبرامج إدارة المشاريع وتقنيات المراقبة الأخرى لإدارة العمل الهجين، فإن هذه المنصات أفضل في تتبع المهام الفردية عن المهام الأكثر شمولاً وتعقيدًا واستمرارًا التي تتطلب التعاون. – لتدارك هذا القصور، يجب على القادة مساعدة الموظفين على الجمع بين وجهات نظرهم المتنوعة وإنشاء أنظمة دعم اجتماعي محفزة في مكان العمل.
– كشفت الدراسات أن فرق العمل التي يعرف أعضاؤها بعضهم بعضًا، ويتواصلون بشكل جيد ويتشاركون المسؤوليات، يحسنون من قدرتهم على إكمال العمل في الوقت المحدّد وبأخطاء أقل.
التعاطف وبناء العلاقات:- قد يكون لدى الأشخاص الذين يعملون في نفس المنظمة مطالب متباينة تباينًا كبيرًا تتعلق بصحتهم وظروفهم المنزلية، والتي تفاقمت بسبب الوباء والعمل عن بُعد.
– يجب أن يكون القادة على دراية بهذه الضغوط، الأمر الذي يتطلب تخطيطًا جيدًا وبذل جهود إضافية لفهم المسارات التي يتخذها الآخرون.
كذلك يمكن للموظفين مساعدة أنفسهم، من خلال بناء حدود العمل والحياة التي تتيح لهم المساحة اللازمة للازدهار في كلا المجالين.
– تشير الأبحاث إلى أنه يجب على القادة والأقران إضافة التعاطف إلى مجموعة أدواتهم، حيث يتطلب التعاطف فهمًا أعمق للآخرين وبناء علاقات جماعية. – وكذلك بذل الوقت لتقدير خلفيات ووجهات نظر زملاء العمل بشكل أفضل، وفهم كيفية تقديمهم واكتساب القيمة في عملهم.
قائمة مهام لمكان عمل عن بُعد:- إن القيام بعملك بقدر من الوعي والتركيز على الهدف يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، مما يحفز القادة وموظفيهم لتعزيز الهدف التنظيمي.
قائمة مهام لمكان عمل عن بُعد مهام القادة مهام الموظفين – إشراك موظفيهم في شبكات الأقران وفرق العمل – خلق التواصل مع الأقران والقادة- إنشاء منصات لتبادل وجهات النظر المتنّوعة- إيجاد الطرق لخلق القيمة لأصحاب العمل- تحديد مسارات الإعداد والتوجيه الذاتي وتقديم الدعم – امتلاك مسار وظيفي خاص بهم لتطويرهم المهني التعامل مع المواقف المتنّوعة لموظفيهم بقدر من التعاطف- تخطيط حدود العمل والحياة الخاصة بهم (في سياق مؤسستهم) – أهمية الأشخاص في العمل
– نظرًا لأن علاقات العمل بين الأشخاص أصبحت أكثر بُعدًا ويتخللها وسائل التكنولوجيا بشكل متزايد، أصبح لزامًا على المؤسسات الاهتمام بالأشخاص الموجودين في مكان العمل.
– قد يعني هذا تعديل ساعات العمل، وزيادة الاستثمار في تدريب الموظفين، وتعزيز الاستقلالية وإجراء تعديلات أخرى مصممة خصيصًا لمساعدة الموظفين على بذل أفضل ما لديهم في مكان العمل.
– بيد أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مجموعة الممارسات المثلى لشركة معينة وهي صناعتها وثقافتها الوطنية والتنظيمية وتنّوع الموظفين وتوقعات كل جيل يدخل سوق العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى