اقتصاد دولي

كيف دخل 35 بريطانيا «قائمة المليونيرات» قبل منتصف الـ30؟

ضمت القائمة السنوية لأثرياء بريطانيا، الصادرة عن صحيفة «الصنداي تايمز»، عدداً من المليونيرات الشباب الذين لم يكن كثيرون منهم قد ولدوا بعد حين أصدرت الصحيفة للمرة الأولى قائمة الأثرياء عام 1989 والتي تضمنت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أغنى امرأة في العالم.
لمناسبة الإصدار رقم 35 من القائمة، عمدت الصحيفة إلى إدراج 35 مليونيراً بريطانياً سنهم أصغر من 35 سنة، كونوا ثرواتهم من نشاطهم في الموسيقى والرياضة والفنون ومن الأعمال أيضاً.
دوق وستمنستر:- يتصدر قائمة الأثرياء الصغار دوق وستمنستر هيوي غروفنر، البالغ من العمر 32 سنة وورث لقبه في سن 25 سنة، ومعه ثروة عقارية هائلة في اثنين من أغلى أحياء العاصمة البريطانية لندن هما ماي فير وبلغرافيا.
تضم تركة الأسرة محفظة عقارية واسعة تشمل عقارات وأراضي في 43 مدينة في 10 بلدان، وتقدر ثروة العائلة كلها بنحو تسعة مليارات و878 مليون جنيه استرليني (12 ملياراً و290 مليون دولار). وتشير أرقام «مجموعة غروفنر» إلى أن عائدات العائلة على أسهمها في آخر توزيع كان 81.7 مليون جنيه استرليني (101 مليون دولار).
مع ذلك ليس كل من في قائمة الأثرياء صغار السن ممن ورثوا ملايينهم، بل هم فقط تسعة أشخاص من بين القائمة ممن أصبحوا مليونيرات بالوراثة، أما البقية، أي ثلاثة أرباع العدد، فصنعوا ثرواتهم بأنفسهم في سنهم الصغيرة.
عصاميون منذ الصغر:- حسب قائمة الأثرياء صغار السن، فإن من ورثوا ثرواتهم على قلة عددهم يملكون أكثر ممن كونوا ثرواتهم بأنفسهم، ويبلغ إجمالي ثروة الوارثين على القائمة 13.1 مليار جنيه استرليني (16 ملياراً و300 مليون دولار)، أما العصاميون منذ الصغر الذين كونوا ثرواتهم بأنفسهم فيبلغ إجمالي ثروتهم 5.8 مليار جنيه استرليني (7 مليارات و220 مليون دولار).
من بين 35 مليونيراً تحت سن 35 هناك أربعة ولدوا خارج بريطانيا، أما البقية فأغلبهم إما من لندن أو وريسترشاير، ومن بين المليونيرات الصغار خمسة أصدقاء كانوا زملاء في مدرسة واحدة، وهناك عدد معقول من الأثرياء الصغار لم يكمل تعليمه في الجامعة بعد التخرج في المدرسة العليا.
من بين زملاء مدرسة ساوث برومسغروف، جنوب برمنغهام، بن فرانسيس البالغ من العمر 30 سنة والمؤسس المشارك للعلامة التجارية للملابس الرياضية «جيم شارك».
بدأ بن مشروعه قبل 10 سنوات وتصل قيمته الآن إلى 900 مليون جنيه استرليني (مليار و120 مليون دولار)، وينصح من يريد أن يصبح مليونيراً «أولاً، تجد شيئاً تحبه تماماً، ثانياً تعلم من الفشل. كان مشروع جيم شارك سابع محاولة لي في مجال الأعمال. وأخيراً حافظ على الشغف والتواضع وادفع ما عليك من ضرائب».
نصائح ثمينة:- كان بن وزملاؤه الأربعة الآخرون من المدرسة يحبون كرة القدم إلى جانب شغفهم بعالم الأعمال، وشريكه في تأسيس «جيم شارك» لويس مورغان باع نصيبه في الشركة واتجه إلى الاستثمار في العقارات، كما استثمر في عالم الأزياء وتحديداً العلامة التجارية للملابس الرياضية «آبيل» التي أسسها زميلاهما رايس وابارا وكريس إدجرتون وتقدر بنحو 60 مليون جنيه استرليني (نحو 75 مليون دولار)، كما شارك في تأسيس شركة الأزياء «مانيير دي فوار» مع لاعب فريق إنجلترا تحت سن الـ 20 ريس وابارا الذي تقدر ثروته بنحو 83 مليون جنيه استرليني (نحو 103 ملايين دولار).
يقول ريس وابارا ناصحاً من يريد دخول مجال الأعمال «يمكن للعمل أن يشعرك بالوحدة في بعض الأحيان»، أما كريس إدجرتون فينصح «لا تخف من الفشل، عندما تبلغ سن 20 أو 21 ستنتبه وتفكر: أريد أن أصنع شيئاً من نفسي. لقد قطعت علاقتي ببعض الأصدقاء، فأنت بحاجة إلى أصدقاء يفكرون مثلك كي تتقدموا جميعاً معاً». ليس الولع بالرياضة مع الأعمال فقط الدافع وراء ظهور العصاميين الصغار، فعلى سبيل المثال ولع هذا الجيل بالألعاب الإلكترونية والخبرة في تطوير برامج الكمبيوتر كان وراء تكون ثروات أمثال جوني بوفرحات وكريستيان أوينز وكريتسان فاسي ودانيل نايت، وما جعل هؤلاء يصعدون في قائمة الأثرياء شركات التكنولوجيا التي أسسوها وزادت قيمتها. من بين الأثرياء صغار السن على قائمة «الصنداي تايمز» لأغنياء بريطانيا أيضاً نجم كرة القدم وكابتن فريق إنجلترا هاري كين، الذي يرى أنه «من المهم جداً أن تتذكر أصولك. فلتسع دوماً للعطاء ومساعدة الآخرين على طريق النجاح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى