مقالات اقتصادية

سعادة الموظفين نصب أعين صناديق الاستثمار

كتب اسامة صالح

إن الادعاء بأن أفضل أصول الشركة هم موظفوها أصبح جزءا الآن من استراتيجيات استثمارية تدعم ثلاثة صناديق متداولة في البورصة تسعى إلى الربح من التقليل من قيمة ثقافة الشركات ذات الرؤية الموجهة للموظفين.

يجادل دان أريلي، أستاذ علم النفس والاقتصاد السلوكي في جامعة ديوك الذي ساعد على بناء الاستراتيجيات التي تستخدمها شركة هاربور كابيتال لصناديقها المتداولة في البورصة، بأن الشركات التي “تفعل الشيء الصحيح” بإيجاد ثقافة يشعر فيها الموظفون بالتقدير والتحفيز الحقيقيين، تتمتع بتحسن في أدائها المالي وسعر أسهمها.

“يمكن للموظفين السعداء والمتحمسين تحقيق نتائج أفضل للشركات والمستثمرين”، كما قال أريلي.

تقول النظرية أيضا إن الفضائح – كتلك التي تجتاح حاليا اتحاد الصناعة البريطاني، جهة دفاع صريحة عن أفضل معايير الممارسات في مكان العمل المتورطة الآن في مزاعم عن ثقافة مكان العمل السامة – تدمر القيمة.

يتم تسجيل آراء العمال لشركاتهم عبر سبع فئات لإنشاء تصنيف رأس المال البشري من “إراشينال كابيتال”، شركة صغيرة للأبحاث الاستثمارية شارك في تأسيسها أريلي وديفيد فان أديلسبرج، وهو مسؤول تنفيذي سابق لإدارة الصناديق.

يتم الحصول على البيانات اللازمة لإنشاء كل تصنيف من قاعدة بيانات خاصة ومواقع إنترنت عامة، مثل جلاس دور، حيث يقيم الموظفون أرباب عملهم السابقين. ولا يتم استخدام أي بيانات مالية في التصنيفات.

قال أريلي إن أقوى إشارات أسعار الأسهم مستمدة من معايير يصعب قياسها كتصورات الموظفين للاستقلالية والإنصاف والثقة وتوافق المصالح والسلامة النفسية. توفر المعايير التي يتم قياسها بسهولة كالمسميات الوظيفية والمزايا إشارات أداء أضعف.

من جانبه، قال أمين راجان، الرئيس التنفيذي لشركة كرييت ريسيرتش الاستشارية، إن المستثمرين يولون مزيدا من الاهتمام للجوانب الاجتماعية الأوسع لسلوك الشركات حيث يمكن أن تتضرر جاذبية الاستثمار في الشركات بسبب انتشار الظروف الأقل أمانا للموظفين.

“إن اقتصاد الأعمال المستقلة، الذي لا يوفر إجازات مرضية مدفوعة الأجر أو رعاية صحية أو مزايا تقاعدية، يظهر كيف اكتسبت ممارسات العمل غير المرغوب فيها اجتماعيا غطاء من الشرعية وكيف قوضت العقد الاجتماعي القائم منذ فترة طويلة بين أصحاب العمل والموظفين”، كما أضاف راجان.

قال كريستوف جليش، كبير مسؤولي الاستثمار في “هاربور كابيتال”، إن القواعد المحاسبية الحالية لا تعكس دائما قيمة استثمار الشركات في علامتها التجارية، أو البحث والتطوير، أو في موظفيها.

“لقد أصبح من المبتذل أن يقول قادة الشركات، موظفونا هم أفضل أصولنا. لكن هذا صحيح أيضا لأننا نعيش في اقتصاد المعرفة”. كما قال جليش، الذي عمل سابقا في فرق اختيار المديرين في جولدمان ساكس وجيه بي مورجان.

إن صندوق هاربور لثقافة الشركات المتداول في البورصة HAPI هو محفظة مرجحة للقيمة السوقية المعدلة لنحو 150 شركة أمريكية الذي حقق عائدا إجماليا قدره 19 في المائة منذ إطلاقه في تشرين الأول (أكتوبر) 2022. جمع الصندوق أصولا قدرها 240 مليون دولار يحتفظ بها بالكامل تقريبا مجلس الاستثمار لولاية ويسكونسن الذي تبلغ قيمته 143 مليار دولار، والذي يشرف على الأصول الاستثمارية لخطط التقاعد العامة في ولاية الغرب الأوسط.

تقدم هاربور كابيتال أيضا صندوقا متداولا في البورصات لقادة ثقافة الشركات HAPY، الذي يتتبع مؤشرا مرجحا بالتساوي من 70 إلى 100 شركة أمريكية لا تقل القيمة السوقية للواحدة منها عن مليار دولار، ولديها أفضل درجات تصنيف “رأس المال البشري”. كما جمع الصندوق عشرة ملايين دولار فقط من الأصول والعائد كان مخيبا للآمال قليلا بنسبة -8.5 في المائة منذ إطلاقه في شباط (فبراير) 2022، مقابل -4.4 في المائة خلال الفترة نفسها بالنسبة إلى إس بي واي، وهو أكبر صندوق متداول في البورصات يتتبع مؤشر إس آند بي 500.

تم إطلاق صندوق هاربور كابيتال الثالث المتداول في البورصة المستند إلى عمل “إيراشينال كابيتال “الشهر الماضي، ويبلغ حجم أصوله 91 مليون دولار. كما يتتبع مؤشرا مرجحا للقيمة السوقية لتقريبا 200 شركة أمريكية صغيرة ويعرف باسم HAPS.

قال جليش، “إن عوامل الاستثمار الجديدة لا تظهر في معظم الأحيان. كان رأس المال البشري وكأنه القطعة المفقودة في أحجية الصور المقطوعة”.

رغم العوائد المتباينة من الصناديق المتداولة في البورصة في عروض ثقافة الشركات لـ”هيومان كابيتال”، حدد المحللون الكميون في جيه بي مورجان أيضا عمل “إيراشينال كابيتال” كمصدر محتمل لألفا – العوائد التي تفوق العوائد المعيارية للسوق.

كتب أيوب حنيف، محلل في جيه بي مورجان، في مذكرة بحثية في تشرين الثاني (نوفمبر)، “يظهر عامل رأس المال البشري أداء جديرا بالملاحظة في المدى الطويل مقابل سوق الأسهم الأمريكية”.

وقال أريلي إن “إيراشنال كابيتال” تعمل مع البنك لتطوير استراتيجية خاصة بثقافة الشركات ومصممة لتناسب احتياجات شركات التأمين.

مع ذلك، قال جريج ديفيز، رئيس قسم التمويل السلوكي في شركة أكسفورد ريسك الاستشارية، إنه على الرغم من أنه من المنطقي للمستثمرين فهم ثقافة الشركة لمساعدتهم على تحديد الشركات التي تدار بشكل جيد، فإن هذا ليس ضمانا لتفوق أسعار الأسهم في المستقبل.

“ينبغي بالفعل أن تمثل الشركات ذات الثقافة المؤسسية القوية خطرا أقل للمستثمرين”، كما قال ديفيز. ولكنه حذر أيضا من أن الاستراتيجيات المبنية على البيانات التي تم اختبارها مسبقا لا تلبي دائما توقعات المستثمرين بعد أن يبدأوا في التداول.

أضاف، “إنها قفزة أن نفترض أن الشركات ذات الثقافة المؤسسية القوية ستستمر بالتفوق في الأداء بعد تحديد هذا الانحراف في الأسعار. رأينا أمثلة أخرى تختفي فيها فرص المراجحة بسرعة بعد جذب أموال جديدة كثيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى