مختارات اقتصادية

كيف تتوسع بعملك إلى أكثر من 30 سوقًا في 5 سنوات؟

إن التوطين ليس مجرد ترجمة الوسائط والمنتجات الخاصة بك إلى اللغات المناسبة لكل منطقة؛ ولكنه بالأحرى تحويل الخدمات بل وحتى الأفكار لتناسب الثقافة المحلية عبر الاستعانة بعدد أكبر من الموظفين المحليين في الإدارة والتوظيف وما إلى ذلك.

ومن المعروف أن لكل سوق جديد ظروفه الخاصة وفروقه الدقيقة، لذا يقع على عاتق المؤسس مهمة أن يجعل التكامل سلسًا قدر الإمكان من خلال الانغماس كليًا في الثقافة وإحاطة أنفسهم بخبراء محليين يمكنهم المساعدة في تغطية أي جوانب يجهلها صاحب الشركة.

الأساسيات السبعة لنقطة انطلاق أعمالك

  تعلّم الثقافة

– يُقبل العملاء على التعامل مع الشركات التي تأخذ الوقت الكافي للتعرف على احتياجاتهم الثقافية وتفضيلاتهم الفريدة، ويصبحون أكثر استعدادًا للثقة بصاحب الشركة عندما يكون لديه جذور في بلدهم.

– على سبيل المثال، عندما توسع أحد المؤسسين في منطقة الشرق الأوسط، أدرك أن أسبوع العمل كان من الأحد إلى الخميس، لذلك كان بحاجة إلى الدعم المتاح يوم الأحد.

– في حين أن هذا التعديل يتطلب المزيد من الجهد ورأس المال، فإن فهم الاحتياجات المحددة لكل منطقة يستحق الاستثمار دائمًا.

– مثال آخر هو التزام شركة إير بي إن بي (Airbnb) بتوفير تجربة سفر محترمة ثقافيًا للضيوف والمضيفين في كل موقع.

– وهم يخصصون تجربة المستخدم الخاصة بهم لكل منطقة يعملون بها من خلال دمج المراجعات والصور المحلية وتسليط الضوء على الميزات الأكثر أهمية لكل مجموعة سكانية.

– مثل تقديم صفقات خاطفة (flash deals) – أي خصم أو عرض ترويجي لفترة محدودة من الوقت- لأمريكا الشمالية الذين يقدرون ذلك؛ أو تجارب السفر الصديقة للعملاء الآسيويين الذين يفضلون هذه النوعية من العطلات.

تصميم المنتج بما يتناسب مع السوق

– إن لكل سوق توقعاته الخاصة حول كيفية تقديم المنتج لهم، لذلك يجب أن يركز جزء مهم من استراتيجية التوطين الخاصة بصاحب الشركة على تلبية تلك الاحتياجات الفريدة من أجل ملاءمة أفضل للسوق.

– حيث تؤدي هذه التعديلات البسيطة إلى إنشاء اتصالات أفضل مع أصحاب المصلحة والعملاء والشركاء.

– وقد أتقنت الشركة الترفيهية نتفليكس هذا الأمر، ويمكن للشركات الناشئة التعلم منها، حتى لو كانت تفتقر إلى نفس الموارد.

– كلما دخلوا سوقًا جديدًا، فإنهم يدخلون في شراكة مع شركاء محليين لاكتساب نظرة ثاقبة على ما تريده هذه الفئة السكانية.

– ويعملون على إنشاء منظمات محلية ذات صلة بالثقافة بالإضافة إلى منح هذا الجمهور إمكانية الوصول إلى المحتوى الدولي الشهير.

معالجة الحواجز اللغوية بشكل مباشر

– تشير مجلة هارفارد بزنس ريفيو ‏إلى أن الاختلافات اللغوية تجعل من الصعب العمل في الأسواق الدولية.

– تخلق هذه المشكلة أيضًا حواجز بين أعضاء الفريق، مما يجعل محاولات غزو أسواق جديدة أكثر تعقيدًا.

– هذا هو أحد الأسباب التي تجعل توظيف السكان المحليين أمرًا حتميًا عندما تدخل سوقًا جديدًا.

– حيث يساعد المديرون المحليون في إدارة هذه العقبة بقدر أقل من الإحباطات والصعوبات.

الاستفادة من الأدوات التقنية لتوسيع النطاق واكتساب العملاء ومقاييس الأداء

– يحتم الوقت والموارد المحدودة على الشركات الناشئة الاستفادة من جميع الأدوات التقنية المتاحة لتحليلات السوق الأولية وتقسيم العملاء إلى فئات.

– توفر هذه البيانات صورة واضحة عن أكثر النجاحات الإقليمية الواعدة وتعطي أكبر قدر من “الصيت والسمعة مقابل أموالك” عندما يتعلق الأمر بالتوسع الناجح.

– وهناك نصيحة أخرى وهي تبني التكنولوجيا السحابية في وقت مبكر للحصول على مرونة لا مثيل لها لتسهيل التوسع في المستقبل.

– تنتقل الشركات في جميع القطاعات إلى العمليات الرقمية القائمة على السحابة، لذا فإن الاستفادة من التكنولوجيا السحابية من البداية يمكن أن تمنحك السبق أثناء التوسع.

تقديم دليل مجاني على المفهوم واستخدامه لتطوير الأعمال

– يؤكد شعار رجل الأعمال على الحاجة إلى منتج الحد الأدنى (Minimum viable product)‏ في أيدي المستهلكين.

– وهو منتج ذو ميّزات قليلة يهدف بناؤه إلى توفير منتج قابل للاستخدام الحالي والتطوير المستقبلي.

– وهو يتيح ملاحظات قابلة للتنفيذ ويرفع الوعي بالعلامة التجارية، بالإضافة إلى أنه يساعد الشركة على التركيز على تطوير الميزات الأكثر أهمية لعملائها.

– هذه هي الطريقة التي بدأ بها إنستغرام؛ حيث كان في الأصل مجرد تطبيق لتسجيل الوصول يستند إلى الموقع يسمى Burbn ويسمح للمستخدمين بمشاركة صورة لمكان وجودهم أو ما كانوا يفعلونه، وهي ميزة فريدة في ذلك الوقت.

– أظهر إطلاق المنتج المجاني للمستثمرين شعبيته الهائلة وسمح لهم بتوجيه الشركة إلى عملاق وسائل الإعلام الاجتماعية القائمة على الصور اليوم.

إعطاء الأولوية للتواصل وبناء وجودك في كل منطقة

– ينبغي السفر بانتظام أينما تتركز الجهود التوسعية للشركة لحضور الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض التجارية.

– قد يبدو هذا شاقًا للمؤسسين الجدد، ولكن من الأهمية بمكان وضع هذا الوقت والجهد لتأسيس جذور في كل سوق جديد، وهو يؤتي ثماره بشكل كبير على المدى الطويل.

– إنه تكتيك تسويقي ممتاز منخفض التكلفة يعمل أيضًا على توسيع شبكتك ويظهر أنك جاد في أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من مجتمع السوق الجديد.

– بصفتك قائدًا، تقع على عاتقك مسؤولية إظهار الالتزام بالتواصل مع الشركاء والعملاء المحتملين بدلاً من تفويض مهام بناء العلاقات إلى المرؤوسين الإقليميين.

– بعد تنمية العلاقات مع العملاء والشركاء، يمكن تفويض الإدارة الإقليمية اليومية إلى مدير محلي تم اختياره بعناية.

تجميع فرق عبر السوق الموجهة نحو تحقيق النجاح

– إن كل عضو في الفريق في كل منطقة هو جزء أساسي من مشروع التوسع على المدى الطويل.

– إذ لا يمكن للمؤسس أن يكون في كل مكان في وقت واحد، لذلك يحتاج إلى موظفين متعطشين للنجاح.

– ويعني التوظيف والإدارة الفعالة للفريق أيضًا أن يكون المرء على استعداد لبناء علاقات قوية مع الموظفين والشركاء، وتحديد توقعات واضحة، وتعزيز ثقافة داعمة وتمكينية تدفعهم إلى النجاح.

– عندما يفهم كل شخص دوره، ويشعر بأن عضو فاعل في الاستثمار في نجاح الشركة ويحظى بدعم الزملاء وأعضاء الفريق، فإنه يخلق بيئة إيجابية ومنتجة تبقي الجميع سعداء ومتحمسين للنمو.

– يروي أحد أصحاب الشركات الروسية أنه بعد انهيار الروبل في الأيام الأولى للشركة، وتجميد جميع عقود الشركة والتراجع بشكل كبير، ثابر هو وفريق عمله وحافظ على التواصل مع العملاء حتى حصلوا على أول عقد كبير لهم في الشرق الأوسط والذي بدأ خططهم التوسعية.

– وهكذا يتضح لنا أن التوسع يتطلب العمل الشاق وبذل الوقت والجهد والموارد، ولكن اكتساب الزخم وتحقيق النجاح مع العقلية والاستراتيجيات الصحيحة من البداية أمر ممكن.

المصدر: إنتربينور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى