مختارات اقتصادية

كيف تغذي حركة المستهلكين في الصين رأسمالية واقتصاد أمريكا؟

مع تخلى الصين عن عمليات الإغلاق الوبائي، تقول الشركات الأمريكية الكبرى مثل «بروكتر آند جامبل» و»ستاربكس» و»إم جي إم ريزورتس»، إن انتعاش اقتصاد البلاد يعزز مبيعاتها الإجمالية.
نظرًا لعدد سكانها الكبير والطبقة المتوسطة العريضة، تعد الصين سوقًا مرغوبًا للعديد من الشركات متعددة الجنسيات، التي نضجت أعمالها في الولايات المتحدة ووصلت إلى مرحلة الذروة حيث يصعب التوسع بشكل كبير بعد الآن.
لكن سياسة عدم التسامح مع عدوى «كوفيد»، التي تضمنت قيودًا صارمة لوقف انتشار الفيروس، أضرت باقتصاد البلاد وعائدات العديد من الشركات الأمريكية التي تبيع سلعها أو خدماتها هناك.
الصينيون يدعمون خزائن أمريكا:- بعد التراجع عن السياسة الوبائية الصارمة في ديسمبر، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 4.5% في الربع الأول، وكشفت الشركات الأمريكية عن انتعاش الطلب في الصين، ما أدى إلى زيادة مبيعاتها في وقت يحجم فيه العديد من المستهلكين الأمريكيين عن الإنفاق. – مع ذلك، لم يكن الانتعاش سريعًا أو دراماتيكيًا كما كان يأمل العديد من المستثمرين، ولا تزال معظم الشركات تنتظر تجاوز مستويات مبيعات ما قبل الوباء في الصين. – يستغرق قطاع البيع بالتجزئة وقتًا أطول للارتداد إلى سابق عهده، وعلى سبيل المثال، انخفضت مبيعات «آبل» في منطقة الصين التي تشمل البر الرئيسي وهونغ كونغ وجزيرة تايوان المجاورة.
– لكن، كتبت «كيلي كيم» محللة بنك «مورغان ستانلي» في مذكرة بحثية أن فريق المستهلكين في الصين يتوقع أن يأتي التعافي على ثلاث مراحل، هي عطلة الربيع في فبراير وحتى أبريل، و»الإنفاق الانتقامي» في الصيف، والانتعاش المستقر الذي يبدأ في أغسطس.
ملء البطون ملء الخزائن:- كانت سلاسل المطاعم الأمريكية، من بين الشركات التي شهدت انتعاش الطلب بشكل قوي في الصين، لكن المبيعات لم تعد إلى مستويات 2019 حتى الآن. – ذكرت «ستاربكس» أن مبيعاتها في الصين ارتفعت بنسبة 3% في الربع الماضي، في انعكاس لمسارها الهبوطي السابق، فيما كان بعض محللي وول ستريت لا يزالون يتوقعون انكماش المبيعات في ثاني أكبر أسواق الشركة.
– قبل عام، علقت شركة القهوة توقعاتها للسنة بأكملها، مشيرة إلى عمليات الإغلاق في الصين كأحد أسباب القرار، وفي ذلك الوقت، تراجعت مبيعاتها الفصلية هناك بنسبة 23%. – قالت «يام تشاينا» التي تمتلك امتياز «يام براندز» في الصين، إن المبيعات نمت بنسبة 8% في الربع الأول، علمًا بأن الصين هي أكبر سوق لعلامتها التجارية «كنتاكي فرايد تشيكن» وثاني أكبر سوق لعلامة «بيتزا هت».
حتى السفر والترفيه:- انتعشت حركة السفر في الصين مرة أخرى مع رفع القيود الوبائية، ويزور الصينيون المتنزهات وأماكن الترفيه بشكل أكبر الآن، وهو ما استفادت منه مجموعة من الشركات الأمريكية في بداية العام.
– توقعت «ديزني» نتائج مالية أفضل في شنغهاي وهونغ كونغ، وقالت «كريستين مكارثي» المديرة المالية للشركة في مؤتمر للمحللين مؤخرًا: «لقد سعدنا حقًا برؤية التعافي من عمليات الإغلاق الوبائي التي شهدناها».
– تعافت حركة السياحة في ماكاو بعد إلغاء متطلبات اختبار الفيروس للمسافرين الوافدين من البر الرئيسي وهونغ كونغ وتايوان، وبلغت الحركة ذروتها خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في أواخر يناير.
– قالت «إير بي إن بي» إن وحدتها في آسيا والمحيط الهادئ شهدت خلال الربع الأخير من العام، أكبر نمو سنوي لها في الليالي المحجوزة، بعدما علقت الحجوزات داخل البلاد للتركيز على مساعدة الصينيين في العثور على سكن في الخارج. – كتبت الشركة في رسالتها ربع السنوية إلى المساهمين: «نحن متحمسون لرفع الصين قيود السفر مؤخرًا، على الرغم من أننا نتوقع أن يكون التعافي تدريجيًا بسبب تحديات القدرات المحدودة للرحلات الجوية».
وكل شيء آخر.. – شهدت «إس كيه 2» لمنتجات العناية بالبشرة والمملوكة لـ»بروكتر آند جامبل» انتعاشًا في مبيعاتها في الصين، وإجمالًا نمت مبيعات «بروكتر» بنسبة 2%، لكن مع تحسن حركة التنقل تتوقع الشركات انتعاشًا أكبر للإيرادات.
– قال «سكوت رو» المدير المالي لشركة «تابستري» للملابس والإكسسوارات الفاخرة، إن الأعمال بدأت تشهد تحسنًا مع نشاط السفر المحلي في الصين، بما في ذلك في هونغ كونغ وماكاو، مضيفًا أن المزيد من التنقل يمكن أن يجلب الفرص في المستقبل.
– في وحدتها الأكبر في الصين، تتوقع «تابستري» معدل نمو من رقم واحد لإيرادات السنة المالية، لكن مع زيادة متوقعة بنحو 50% في الربع القادم فقط، ليساعد زخم المبيعات في الصين على تعويض الضعف في الولايات المتحدة.
– قالت شركة التجميل «كوتي» إن أعمالها انتعشت مع تحسن حركة السفر والتنقل في الصين، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة القائمة على حركة المستهلكين بأكثر من 30% خلال الربع الأول. – في مذكرة للعملاء بعد نتائج الأعمال، وصفت «كورين ولفماير» المحللة لدى البنك الأمريكي «بايبر ساندلر» شركة «كوتي»، بأنها تمتلك أحد أفضل أسهم التجميل بالنسبة لها، واستشهدت بأدائها في الصين.
المصدر: سي إن بي سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى