اقتصاد دولي

الاتحاد الأوروبي يصل إلى هدف تخزين الغاز بنسبة 90 في المئة

وصل الاتحاد الأوروبي إلى هدف تخزين الغاز بنسبة تصل إلى 90 في المئة في 16 أغسطس (آب) الجاري، قبل نحو 11 أسبوعاً من الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بحسب ما أظهرت بيانات من “Gas Infrastructure Europe” الجمعة الماضي.

انخفاض الطلب على الغاز في فصل الصيف الواسع يعني احتمال استمرار الملء أيضاً، إذ إنه من المقرر أن تتجاوز المخزونات في شمال غربي أوروبا نحو 95 في المئة بنهاية سبتمبر (أيلول) المقبل”، وفقاً لـ”ستاندرد أند بورز”.

كان تحديد أهداف الملء الإلزامي جزءاً من استجابة الاتحاد الأوروبي في منتصف عام 2022 لأزمة الغاز والأسعار القياسية الناجمة عن تقليص الصادرات الروسية إلى أوروبا.

وسجلت أسعار الغاز القياسي الهولندي “TTF” عند أعلى مستوى له على الإطلاق عند 319.98 يورو/ ميغاواط ساعة في 26 أغسطس 2022.

ومنذ تلك الذروة انخفضت الأسعار بفضل مستويات التخزين القوية وتقليص الطلب، إذ سجلت أسعار الغاز الشهر المقبل في 17 أغسطس الجاري عند 36.45 يورو/ ميغاواط ساعة.

سلط تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض الملء الإلزامي الضوء على الأهمية الاستراتيجية لسعة تخزين الغاز في أوروبا، والتي كانت تستخدم في السابق كأداة سوقية للاستفادة من فروق الأسعار في الصيف والشتاء.

وينظر إلى الانتشار الواسع الحالي في دفع مزيد من الحقن (إعادة تعبئة منشآت التخزين) خلال الفترة المتبقية من الصيف. وقال تاجر مقيم في سويسرا “أعتقد أن الأشخاص الذين لديهم سعة تخزين سيستمرون في الاستفادة منها”.

في غضون ذلك قال مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي، قادري سيمسون، الجمعة الماضي إن “تحقيق هدف التخزين يؤكد أن الاتحاد الأوروبي مستعد جيداً لفصل الشتاء”، مضيفاً في بيان “سيساعد هذا على زيادة استقرار الأسواق في الأشهر المقبلة”.

في تلك الأثناء قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الجمعة الماضي، إن “مستويات التخزين المرتفعة ستساعد أوروبا على أن تكون آمنة هذا الشتاء”، مضيفة “معاً نفطم أنفسنا عن الغاز الروسي”.

أصبح الملء هذا الصيف أسهل بشكل كبير بسبب شتاء 2022/23 المعتدل للغاية، والذي ترك مواقع التخزين في الاتحاد الأوروبي لا تزال ممتلئة بنسبة 56 في المئة من السعة في نهاية موسم السحب التقليدي في مارس (آذار) الماضي.

وشهد الشتاء الماضي فترة من الحقن الصافي في يناير (كانون الثاني) 2023 وعادة ما يكون شهر ذروة الانسحاب، إذ ارتفعت درجات الحرارة فوق المعايير الموسمية.

بينما تم تسجيل أحر يوم في شهر يناير الماضي في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك بولندا وجمهورية التشيك وأجزاء من منطقة البلطيق بدرجات حرارة تصل إلى 19 درجة مئوية – 18 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي الموسمي.

قدرة أوكرانيا

مع وصول المخزونات بالفعل إلى 90 في المئة من طاقتها الآن، وسط ترجيحات أن يستمر الملء حتى تتصدر المخزونات، تحول التجار أيضاً إلى سعة التخزين الفائضة في أوكرانيا لتخزين الغاز.

وفي المملكة المتحدة وسعت شركة إمدادات الغاز والكهرباء في بريطانيا “سنتريكا” سعة موقعها الخام إلى 54 مليار قدم مكعب (1.53 مليار متر مكعب) بعد أن استأنفت عمليات التخزين في سبتمبر 2022 بسعة 30 مليار قدم مكعب.

كما أطلق الاتحاد الأوروبي آلية شراء الغاز المشتركة مع المناقصات الأولى التي عقدت في أبريل (نيسان) ويونيو(حزيران) الماضيين، مما يسمح للمشترين بتجميع طلبهم والتوافق مع الموردين جزئياً حتى يتمكنوا من شراء الغاز لحقن التخزين.

ومع ذلك فإن التخزين الكامل ليس ضماناً لأمن الإمدادات الشتوية، في حين أن التخزين يوفر عادة 25 في المئة إلى 30 في المئة من الغاز المستهلك في الاتحاد الأوروبي خلال فصل الشتاء، فإن الشتاء البارد الذي طال أمده قد يؤدي إلى انخفاض المخزونات بشكل خطر، خصوصاً مع انخفاض الإمدادات الروسية كثيراً.

في الأثناء حذرت هيئة صناعة التخزين الألمانية (INES) في 10 أغسطس الجاري من أن خطر نقص الغاز في ألمانيا خلال الشتاء يظل خطراً إذا كانت درجات الحرارة “شديدة البرودة” على رغم ارتفاع مستوى التخزين حالياً.

في تحليل سيناريو الغاز المحدث قال المعهد الوطني للإحصاء إنه حتى لو تم ملء مواقع التخزين بالسعة، فلا يزال هناك احتمال ألا يتم تلبية الطلب على الغاز بالكامل في حالة الشتاء شديد البرودة.

من جهته قال رئيس اتحاد مشغلي أنظمة تخزين الغاز في ألمانيا “آي أن إي أس” سيباستيان بليشك، إنه “لا يزال خطر حدوث نقص في الغاز أثناء درجات الحرارة الباردة قائماً ومن المحتمل أن يظل معنا حتى شتاء 2026/2027 من دون مزيد من إجراءات البنية التحتية”.

وأضاف “لقد تحركت ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالفعل لنشر بنية تحتية جديدة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، مما يجعلها أكثر مرونة من منظور التوريد”، مستدركاً “لكن يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على جذب مزيد من الغاز الطبيعي المسال في فترات ارتفاع الطلب المرتبط بالطقس، على رغم أنه سيعتمد على سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي المتقلب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى