اقتصاد دولي

الديون تعرقل مسيرة “بيتزا هت” بعد 50 عاما في بريطانيا

دخلت أعمال مطاعم “بيتزا هت” في المملكة المتحدة في أزمة ديون في الوقت الذي تكافح فيه تداعيات ارتفاع التضخم، واليوم ينخرط أكبر امتياز بريطاني للعملاق الأميركي، مع أكثر من 4000 عامل في 152 منفذاً، في مفاوضات متوترة لإعادة تمويل عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية المقرر سدادها للمقرضين في أبريل (نيسان) المقبل”.

وعلى وقع أزمة الديون اضطر رؤساء الشركة إلى البحث عن شروط ميسرة في شأن ديونها هذا العام، إذ دفع ارتفاع الأسعار الشركة إلى المزيد من الخسائر في عام 2022، على رغم الاستفادة من تخفيف قيود “كوفيد”.

وحذر مراجع حسابات شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” من أن “بيتزا هت” في المملكة المتحدة تواجه “حالة من عدم اليقين المادي الذي قد يلقي بظلال من الشك حول القدرة على الاستمرار كمنشأة”.

وفي وقت سابق من هذا العام، خفف مقرض “بيتزا هت” من التعهدات المصرفية للمجموعة لتجنب التخلف عن سداد الديون، إذ عانى رؤساء السلسلة من “الضغوط التضخمية غير المسبوقة التي ظهرت في عام 2022″، كما قالت الشركة نقلاً عن صحيفة “التايمز”.

على رغم ذلك، حذر فرع مطعم “بيتزا هت” في بريطانيا من أنه قد يضطر إلى انتهاك مواثيقه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام في “سيناريو سلبي حاد ولكنه معقول”.

91.8 مليون دولار من الديون المستحقة

ويجب على “بيتزا هت” سداد 31 مليون جنيه استرليني (39 مليون دولار) من ديونها البالغة 73 مليون جنيه استرليني (91.8 مليون دولار) في أبريل 2024.

في عام 1973، اجتاحت “بيتزا هت” المملكة المتحدة عندما تم إطلاقها في إزلنغتون، شمال لندن، لتعميم البيتزا على الطريقة الأميركية، وفي ذروتها في الثمانينيات، كانت تفتتح مطعماً واحداً في المتوسط أسبوعياً في المملكة المتحدة، إذ توافدت العائلات لملء أطباقهم في بار السلطة الذي يقدم كل ما يُمكنك تناوله.

وفي عام 2012، باع مالك العلامة التجارية في الولايات المتحدة للوجبات السريعة “يام”، شركة “براندز” – ذراع مطاعم شركة بيبسيكو سابقاً – امتياز المطاعم في المملكة المتحدة لمجموعة الأسهم الخاصة “روتلاند بارتنرز”، المعروفة بامتلاكها سابقاً لمزارع الديك الرومي “برنارد ماثيوز”.

وتمتلك شركة “يام” المدرجة في بورصة نيويورك، أيضاً العلامات التجارية “كنتاكي فرايد تشيكين” و”تاكو” و”تاكو بيل”.

وقاد جينس هوفما، الذي أدار عمليات “بيتزا هت” المملكة المتحدة منذ ما يقرب من عقد ونصف، عملية البيع عام 2018 في صفقة تبلغ قيمتها 100 مليون جنيه استرليني (125.8 مليون دولار)، ويتم تشغيل منافذ الوجبات الجاهزة بشكل منفصل من قبل أصحاب الامتياز الفرديين.

وكانت شركة هوفما مدعومة من شركة “بريكوا”، وهي شركة تابعة لشركة التأمين الأميركية “برودنشيال”، والتي تظل المقرض الرئيس لـ”بيتزا هت” في المملكة المتحدة. في حين تجتذب ديون شركة “بيتزا هت” المملكة المتحدة مدفوعات فائدة تصل إلى 14 في المئة.

كانت الشركة تتكبد خسائر على أساس التشغيل على مدار العامين الماضيين بنحو 16.5 مليون جنيه استرليني (20.7 مليون دولار) في العام حتى ديسمبر (كانون الأول) 2022.

التخلف عن السداد

أصبحت الديون التي تم الحصول عليها خلال الوباء مستحقة السداد، وستكون عملية إعادة تمويل القروض معقدة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مما قد يجعل الديون القديمة غير قابلة للتحمل.

وتتزايد الأدلة على أن تضخم الاقتصاد البريطاني بدأ يبرد بعد 14 ارتفاعاً متتالياً في أسعار الفائدة منذ ديسمبر 2021، وتبلغ الآن 5.25 في المئة.

في حين أظهر مؤشر مديري المشتريات الذي تتم مراقبته من كثب لشهر أغسطس (آب) الجاري، أضعف أداء شهري منذ يناير (كانون الثاني) 2021، منخفضاً إلى ما دون علامة 50 نقطة المهمة، مما يظهر انكماشاً من 50.8 نقطة في يوليو (تموز) الماضي، إلى 47.9 في المئة في أغسطس الجاري.

ومع ذلك، تظهر مؤشرات أخرى أن معنويات المستهلكين تنتعش بعد انخفاض تضخم مؤشر أسعار المستهلكين إلى 6.8 في المئة في يوليو الماضي، وهو لا يزال أعلى من هدف بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) البالغ اثنين في المئة ولكنه أقل من أعلى مستوى خلال 40 عاماً المسجل في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، عندما بلغت 11.1 في المئة.

وقال هوفما “ما زلنا متفائلين، نظراً لأن الطلب على المطعم لا يزال قوياً”.

خمسون عاماً من المائدة والوجبات الجاهزة

وفي الشهر الماضي، استمتع سكان وزوار إيزلينغتون غرب مدينة لندن، بعروض مطاعم “بيتزا هت” والتي قدمت بيتزا بقيمة جنيه استرليني واحد (1.26 دولار) احتفالاً بمرور 50 عاماً على افتتاح سلسلة مطاعمها في المملكة المتحدة منذ الانطلاق الأول عام 1973، في شمال لندن، ومع ذلك، لم يكن أول مطعم بيتزا، إذ افتتح مطعم أوليفيلي في بلومزبري أبوابه في عام 1934 بوثائق عُثر عليها في المبنى، بما في ذلك وصفة لبيتزا المارغريتا، فيما ظهرت أول بيتزا إكسبريس في شارع وردور عام 1965.

ولكن بحلول الثمانينيات، كانت “بيتزا هت” في حالة تقدم، وكانت شهية المملكة المتحدة قوية للغاية لدرجة أنه في عام 1987، كان متوسط افتتاح مطعم بيتزا هت مرة واحدة في الأسبوع.

وفي عام 1995 خرجت البيتزا ذات القشرة المحشوة، ولا تزال عنصراً أساسياً للبيع في محلات السوبرماركت هذه الأيام، وكانت ظاهرة مذهلة للعملاء الذين لديهم شغف للحصول على المزيد من الجبن.

وشهدت التسعينيات أيضاً دفعة إعلانية جديدة لـ”بيتزا هت” من بطولة شخصيات مثل مدير كرة القدم الإنجليزي الحالي غاريث ساوثغيت – والذي كان آنذاك يخفق ركلة الجزاء في بطولة أوروبا عام 1996 – وكذلك رئيس الدولة في الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، بين عامي 1990 و1991.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى