أخبار عاجلةاقتصاد دولي

هل أهمل إيلون ماسك «تيسلا» وتفرغ لـ»مشكلات تويتر»؟

أعلنت شركة الاستثمار «ودبوش» الخميس حذف شركة «تيسلا» لصناعة السيارات الكهربائية من قائمتها للشركات المفضلة للاستثمار في أسهمها، وذلك بعد أن هوى سهم الشركة العملاقة التي أسسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك بنسبة 25 في المئة في أسبوعين.
وليست شركة «ودبوش» الوحيدة في هذا السياق، بل إن مستثمرين آخرين في شركة «تيسلا» يتخذون الموقف ذاته ليس فقط مع هبوط أسهم الشركة المستمر لكن تخوفاً من أن انغماس إيلون ماسك في مشكلات «تويتر» منذ أتم صفقة شرائه بقيمة 44 مليار دولار في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يؤثر سلباً في شركة السيارات الكهربائية. وكان ماسك باع ما قيمته نحو أربعة مليارات دولار من أسهمه في شركته «تيسلا» في الأيام الأخيرة التالية لإتمام صفقة شراء «تويتر». ومع أنها ليست المرة الأولى التي يبيع فيها الملياردير الأميركي أسهمه في الشركة بالعامين الأخيرين، ومرات بقيمة أكبر، إلا أن الأسواق وشركاءه من المستثمرين يرون في ذلك مؤشراً على المشكلات المالية المقبلة التي سيتعرض لها ماسك مع «تويتر». «يبدو الوضع وكأن إيلون ماسك يقضي 100 في المئة من وقته مع ’تويتر‘، ونعرف جميعاً أن الشركة قد تحتاج إلى مزيد من رأس المال»، كما يقول جاي هاتفيلد من شركة «انفراستركتشر كابيتال مانجمنت» في مقابلة مع صحيفة «الديلي ميل». ويلاحظ هؤلاء المستثمرون أنه في الآونة الأخيرة لا يغرد ماسك بأي شيء حول «تيسلا»، وكل تغريداته عن «تويتر». تراجع ثروة ماسك:- عقب الكشف عن بيع ماسك 19.5 مليون سهم من أسهمه في شركة «تيسلا» بنحو أربعة مليارات دولار، هوت أسهم الشركة مجدداً الثلاثاء لتصل قيمتها إلى أدنى مستوى منذ نحو عامين. ومعها هبطت قيمة ثروة الملياردير الأميركي إلى ما دون 200 مليار دولار، لكنه يظل أغنى رجل في العالم، مع التراجع أيضاً في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «أمازون» و»آبل» وغيرهما. وحسب تقرير لموقع مجلة «فوربس» انخفضت القيمة الإجمالية لثروة إيلون ماسك هذا الأسبوع إلى 195.6 مليار دولار. ويعني ذلك خسارة ماسك نحو 74 مليار دولار من ثروته منذ إعلانه في منتصف أبريل (نيسان). ومنذ الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي 2021 فقدت أسهم شركة «تيسلا» أكثر من نصف قيمتها (هوت بنسبة 60 في المئة في فترة العامين تقريباً). ومنذ ذلك الحين باع إيلون ماسك أكثر من مرة أسهماً في الشركة، وبلغ إجمالي قيمة البيع حتى آخر عملية هذا الأسبوع 36 مليار دولار. وتنقل وكالة «رويترز» عن محلل الأوراق المالية في شركة «ودبوش» الاستثمارية دان أيفس قوله «مرة أخرى يفقد إيلون ماسك ثقة المستثمرين والصدقية عند داعميه بتصرفاته التي تشبه الولد الذي يصرخ: أنقذوني من الذئب ولا يوجد ذئب».
ويرى هؤلاء المستثمرون والمحللون أن إيلون ماسك مستمر في الابتعاد عن الشركة «التي تبيض له ذهباً» كما يقول أيفس، أي «تيسلا»، مركزاً اهتمامه على شركة «تويتر»، ذلك في الوقت الذي تحتاج شركة صناعة السيارات الكهربائية إلى كل الاهتمام حتى تعوض خسائرها وتستعيد ريادتها القوية في السوق. مشكلة الصفقة الجديدة:- وتتوقع السوق والمستثمرون والمحللون أن أزمة صفقة «تويتر» ما زالت في بدايتها، وأن إيلون ماسك ربما يضطر إلى بيع مزيد من أسهمه في شركة «تيسلا» لتمويل تلك الأزمات المتوقعة. ومع أن عدداً قليلاً من المحللين يرى في المخاوف من أن ماسك «انصرف عن الاهتمام بتيسلا بسبب الغرق في مشكلات تويتر» مبالغة، إلا أن الأغلبية ترى أن ذلك سيتضح أكثر في الأيام المقبلة.
فقد رتب الملياردير الأميركي صفقة شرائه لشركة موقع التواصل عبر الاقتراض من البنوك بقيمة 13 مليار دولار وتعهدات بشراء أسهم بقيمة 33.5 مليار دولار، منها ما قيمته 7.1 مليار دولار من تعهدات مساهمات من قبل مستثمرين.
ويعتقد أن اضطرار ماسك لبيع الأسهم الأخيرة في شركة «تيسلا» يعني أن بعضاً من هؤلاء المستثمرين ترددوا ولم يوفوا بوعدهم بشراء الأسهم في شركة «تويتر»، لذا كان على ماسك تدبير التمويل لسد تلك الفجوة.
وتواجه شركة «تويتر» مستحقات خدمة ديون من أقساط وفوائد، في الأشهر الـ12 المقبلة تصل إلى 1.2 مليار دولار. ومع التراجع الشديد في عائدات الإعلانات للشركة وابتعاد عدد كبير من المعلنين عن المنصة بعد شراء ماسك لها، ستزيد الأعباء المالية من مشكلات إيلون ماسك معها. يضاف إلى ذلك أن التراجع بشكل عام في أداء شركات التكنولوجيا في الربع الأخير يرجح أن يستمر في الربعين التاليين وحتى ربيع العام المقبل. بخاصة مع الاحتمالات القوية بدخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود. وسيضاعف ذلك من مشكلات إيلون ماسك مع شركة «تويتر» في وقت ينصرف فيه عن مواجهة مشكلات شركة «تيسلا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى