اقتصاد خليجي

«أرامكو» السعودية تسجل أعلى أرباح سنوية منذ الإدراج

أظهرت البيانات المالية لشركة «أرامكو» السعودية، ارتفاع صافي أرباحها عام 2022 بنسبة 46.46 في المئة لتصل إلى 604.01 مليار ريال (161.1 مليار دولار)، ما يمثل أعلى أرباح سنوية لها كشركة مدرجة في السوق المالية، مقارنة مع 412.4 مليار ريال (412.4 مليار دولار) في العام السابق.
وبحسب البيانات المالية المنشورة على موقع الشركة على الإنترنت، بلغ إجمالي الإيرادات 2.006 تريليون ريال (535.6 مليار دولار) في العام المالي المنتهي 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بزيادة نسبتها 49 في المئة مقارنة مع 1.346 تريليون ريال (359 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبحسب البيانات، بلغ الدخل الآخر المتعلق بالمبيعات 259.42 مليار ريال (69.26 مليار دولار) في العام الماضي، مقارنة مع 154.83 مليار ريال (41.34 مليار دولار) للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2022. ونتيجة لذلك، فإن إجمالي الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات بلغ 2.266 تريليون ريال (مليار دولار) من 1.501 تريليون دولار في 31 ديسمبر 2022.
أسعار النفط القوية
أرجع عملاق النفط السعودي الزيادة في صافي الدخل بشكل أساس إلى أسعار النفط القوية، والكميات الكبيرة المبيعة، وتحسن هوامش أرباح المنتجات المكررة، في ما تواصل الشركة تعزيز طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز، فضلاً عن محفظتها في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق، لتلبية الطلب المتوقع في المستقبل.
وأوضحت الشركة «نظراً إلى طبیعة أعمال (أرامكو) السعودية في مجال البحث والتنقيب والحفر واستخراج المواد الھیدروكربونیة (التنقیب والإنتاج)، فإن قائمة الدخل الموحدة لا تتضمن بند إجمالي الربح».
علامة فارقة:- في معرض تعليقه على هذه النتائج، قال رئيس «أرامكو» وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر «نعتبر عام 2022 علامة فارقة في تاريخ الشركة الحافل على الصعيدين المالي والتشغيلي واتخاذ خطوات كبيرة نحو المستقبل، إذ حققت الشركة أداء مالياً قياسياً في هذا العام، حيث تعززت أسعار النفط الخام العالمية مقارنة بالعام السابق». وتابع الناصر «في الوقت نفسه نستمر في استراتيجيتنا طويلة الأجل التي تركز على التوسع في استثمارات الطاقة، حيث نتوقع أن يظل النفط والغاز مصدرين ضروريين في المستقبل المنظور، مع زيادة الطلب على الطاقة والمواد الكيماوية». رئيس أرامكو: أزمة الطاقة لن تنتهي بتوقف الصراع الروسي – الأوكراني:- وأضاف الناصر «كما رأينا في عام 2022، فإن مخاطر نقص الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة حقيقية، وتسهم في ارتفاع أسعار الطاقة وعدم استقرار الأسواق. وحتى نكون جزءاً من منظومة الحلول العالمية للطاقة، فقد شرعت (أرامكو) السعودية في أكبر برنامج إنفاق استثماري في تاريخها، إذ ارتفعت نفقاتنا على المشاريع الرأسمالية في العام الماضي بنسبة 18 في المئة، لتصل إلى 141.2 مليار ريال (37.6 مليار دولار)». وأشار الناصر إلى أن «تركيز (أرامكو) لا ينصب على التوسع في إنتاج النفط والغاز والكيماويات فقط، بل أيضاً على الاستثمار في تقنيات جديدة للاستدامة وخفض الكربون، مع إمكانية تحقيق مستويات أدنى من الانبعاثات سواء في أعمال الشركة أو لدى المستخدمين النهائيين لمنتجاتنا».
وتعكس الزيادة في صافي الدخل الارتفاع القوي في أسعار النفط الخام، والكميات الكبيرة المبيعة، وتحسن هوامش أرباح المنتجات المكررة. ويتماشى صافي الدخل للربع الرابع من عام 2022 مع تقديرات المحللين، باستثناء بعض البنود غير النقدية بنحو 12.4 مليار ريال (3.3 مليار دولار).
التدفقات الحرة:- وسجلت التدفقات النقدية الحرة مستوى قياسياً، حيث بلغت 557.0 مليار ريال (148.5 مليار دولار) عام 2022، مقارنة بمبلغ 403 مليارات ريال (107.5 مليار دولار) عام 2021. وتواصل الشركة تأكيد مركزها المالي القوي، حيث كانت نسبة مديونيتها -7.9 في المئة بنهاية عام 2022، مقارنة مع نسبة 12 في المئة في نهاية عام 2021. وأعلنت «أرامكو» عن توزيعات أرباح نقدية على المساهمين عن الربع الرابع من عام 2022 بقيمة 73.2 مليار ريال (19.5 مليار دولار)، ستدفع في الربع الأول من 2023. بزيادة أربعة في المئة مقارنة بالربع السابق، ويأتي ذلك تماشياً مع سياسة توزيع الأرباح في الشركة، التي تهدف لتحقيق أرباح مستدامة ومتزايدة. إضافة إلى ذلك، أوصى مجلس الإدارة أيضاً بتوزيع أسهم منحة للمساهمين المؤهلين بمنح سهم واحد لكل 10 أسهم مملوكة، في حال الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة وموافقة الجمعية العامة غير العادية.
أما النفقات الرأسمالية عام 2022 فقد بلغت 141.2 مليار ريال (37.6 مليار دولار)، بزيادة قدرها 18 في المئة عن عام 2021. وتتوقع «أرامكو» أن تتراوح النفقات الرأسمالية لعام 2023 في ما بين 168.8 مليار ريال (45.0 مليار دولار) و206.3 مليار ريال (55 مليار دولار)، بما في ذلك الاستثمارات الخارجية، مع زيادة هذه النفقات حتى منتصف العقد الحالي تقريباً. وأكملت «أرامكو» أيضاً صفقة للبنية التحتية في مجال الطاقة في فبراير 2022، وأدت إلى استحواذ ائتلاف مستثمرين بقيادة «بلاك روك» للأصول الثابتة وشركة حصانة الاستثمارية على حصة 49 في المئة في ملكية شركة تابعة تم تأسيسها حديثاً، وهي شركة «أرامكو لإمداد الغاز»، مقابل 58.1 مليار ريال (15.5 مليار دولار).
أهم المعلومات التشغيلية
في عام 2022، بلغ متوسط إنتاج «أرامكو» السعودية من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، تشمل 11.5 مليون برميل يومياً من المواد السائلة.
وواصلت الشركة سجلها القوي في موثوقية الإمدادات من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى بنسبة موثوقية عالية بلغت 99.9 في المئة عام 2022، وهو العام الثالث على التوالي الذي تحقق فيه الشركة هذا المستوى من الموثوقية.
ويواصل قطاع التنقيب والإنتاج تنفيذ خطط النمو الرامية إلى تعزيز إنتاجية مكامن السعودية على المدى الطويل، ويمضي قدماً في تنفيذ توجيهات الحكومة بزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لـ»أرامكو» السعودية من النفط الخام إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027.
وأحرزت الشركة تقدماً في الأعمال الإنشائية والهندسية ضمن برنامج زيادة الإنتاج في حقلي مرجان والبري. ومن المتوقع أن يضيف مشروع حقل مرجان طاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل في اليوم، وأن يضيف مشروع حقل البري 250 ألف برميل يومياً بحلول عام 2025.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى