مختارات اقتصادية

هل وصل قطار رفع الفائدة الأمريكية إلى خط النهاية أخيرًا؟ ومتى سيكون الخفض الأول؟

جاء قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الأسبوع الماضي برفع معدلات الفائدة متوافقًا مع توقعات الأسواق، ليواصل البنك أسرع عملية تشديد نقدي في تاريخه.

 

لكن أنظار المستثمرين تحولت إلى الخطوة القادمة للاحتياطي الفيدرالي، وما إذا كانت معدلات الفائدة الأمريكية قد وصلت إلى الذروة بالفعل.

الفيدرالي يُبقي الباب مفتوحًا

 

– رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأخير في السادس والعشرين من يوليو، في قرار كان متوقعًا بالنسبة للأسواق.

 

– عملية رفع الفائدة كانت للمرة الـ11 منذ بداية دورة التشديد النقدي الحالية في مارس 2022، وبعد تثبيتها في يونيو الماضي.

 

– معدلات الفائدة الأمريكية وصلت إلى نطاق 5.25% و5.50%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001.

 

 

– ترك الاحتياطي الفيدرالي في بيان السياسة النقدية الأخير الباب مفتوحاً بشأن مسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

 

– قالت لجنة السوق المفتوحة في بيان الاجتماع الأخير إنها سوف تستمر في تقييم المعلومات الإضافية وآثارها على السياسة النقدية.

 

– من جانبه، قال رئيس البنك “جيروم باول” إن الفيدرالي يراقب عن كثب البيانات الاقتصادية المقبلة لتحديد ما إذا كانت هناك إشارات على أن الاقتصاد يتجه لفترة من النمو دون المتوسط، وهو ما قد يكون ضرورياً لتراجع معدل التضخم.

 

– أشار “باول” إلى أن الفيدرالي سيتخذ قراراته المقبلة على أساس كل اجتماع، موضحًا أنه من المحتمل أن يتم رفع الفائدة مجددًا في اجتماع العشرين من سبتمبر المقبل إذا اقتضت البيانات الاقتصادية ذلك، وقد يتم التثبيت أيضًا.

 

– مع وجود 8 أسابيع تفصلنا عن اجتماع الفيدرالي المقبل، فإن البنك سيرصد البيانات التي ستشمل شهرين من أرقام مؤشر أسعار المستهلكين وسوق العمل.

 

– كشفت بيانات حديثة أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم – ارتفع بنسبة 4.1% في يونيو مقابل 4.6% في مايو، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021.

 

– كما تباطأ مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي أيضًا إلى 3% في يونيو على أساس سنوي، مقابل 4% في مايو، ليسجل تضخم المستهلكين أدنى مستوى منذ مارس 2021، لكنه لا يزال أعلى المستهدف البالغ 2%.

 

نهاية دورة التشديد النقدي؟

 

– يجادل بعض الاقتصاديين بأن الزيادة الأخيرة في الفائدة الأمريكية كانت الأخيرة في دورة التشديد النقدي الحالية، بسبب تباطؤ التضخم مؤخرًا والوتيرة القوية للتشديد منذ بداية العام الماضي.

 

– قال “جو بروسولاس” كبير الاقتصاديين الأمريكيين في “آر إس إم” إن الوقت قد حان لقيام الفيدرالي بمنح الاقتصاد فرصة لامتصاص تأثير الزيادات السابقة في الفائدة، معتبرًا أن البنك يجب أن يُنهي دورة رفع الفائدة الآن.

 

– تعتقد “إلين زينتنر” كبيرة الاقتصاديين في “مورجان ستانلي” أن البنك الاستثماري يتمسك برؤيته بشأن إبقاء الفيدرالي معدلات الفائدة عند المتوسط الحالي البالغ 5.375% لفترة طويلة من الوقت.

 

– أشار اقتصاديون في “جولدمان ساكس ريسيرش” إلى أن عملية رفع الفائدة في الأسبوع الماضي من المرجح أن تكون الأخيرة في هذه الدورة من التشديد النقدي من جانب الفيدرالي الأمريكي.

 

– من جانبه، قال “جاي بريسون” كبير الاقتصاديين في “ويلز فارجو” إن السيناريو الأساسي للبنك يتمثل في أن قرار الفيدرالي الأخير برفع الفائدة كان الأخير في دورة التشديد النقدي الحالية، مع تجاوز الفائدة 5% واستمرار خفض الميزانية العمومية وتباطؤ التضخم.

 

– رغم ذلك، أشار الاقتصادي في “ويلز فارجو” إلى أنه لن يشعر بالصدمة إذا قامت لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي برفع الفائدة مرة واحدة إضافية قبل نهاية العام الجاري.

 

– بينما ترى شركة الأبحاث “إي إن جي” أن البيانات الاقتصادية المقبلة حتى اجتماع سبتمبر قد تظهر أدلة إضافية على تباطؤ التضخم وضعف النشاط الاقتصادي، ما يجعل المستوى الحالي للفائدة بمثابة الذروة.

 

– تتوقع “تيفاني وايلدنج” المحللة في “بيمكو” أن التضخم قد يتباطأ أكثر في النصف الثاني من هذا العام، كما ستظهر تداعيات عمليات رفع الفائدة السابقة على سوق العمل والنشاط الاقتصادي وتشديد شروط الائتمان، ما يُنهي الحاجة لإقرار زيادة أخرى للفائدة هذا العام.

 

– يرى “جوناثان بينجل” كبير الاقتصاديين في “يو بي إس” أن الفيدرالي انتهى من رفع الفائدة بالفعل، لكن من المنطقي ألا يعلن ذلك بشكل واضح مع استمرار التضخم الأساسي أعلى المستهدف البالغ 2%.

 

 

الحاجة لزيادة أخرى؟

 

– على الجانب الآخر، يعتقد آخرون أن هناك فرصة لزيادة إضافية في الفائدة الأمريكية هذا العام، بالنظر إلى استمرار تجاوز التضخم للمستهدف وقوة سوق العمل.

 

– ترى “فيرونيكا كلارك” الاقتصادية في “سيتي جروب” أن هناك ضرورة لحدوث ركود أو تباطؤ قوي للاقتصاد من أجل الوصول لمستهدف التضخم البالغ 2%، مشيرة إلى أن عدم حدوث ذلك سيعني أن التضخم لن يتباطأ للمستهدف وبالتالي سوف تستمر جهود الفيدرالي لخفض الطلب.

 

– ذكرت “فيرونيكا” أن السيناريو الأساسي لـ”سيتي” لا يزال يتمثل في وجود عملية زيادة أخرى في الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر المقبل.

 

– كما يرى “ريك ريدر” كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت في “بلاك روك” أن الفيدرالي لا يعتقد أن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأخيرة ترسم اتجاهاً حتى الآن، معتقدًا أن البنك سيحاول الوصول إلى موقف تقييدي بشكل كاف للتأكد من تباطؤ التضخم إلى 2%.

 

– ذكر “بيل دادلي” رئيس الفيدرالي السابق في نيويورك أن استمرار قوة البيانات الاقتصادية ومستويات التضخم الأساسي المرتفعة قد تدفع مسؤولي الفيدرالي لمواصلة رفع الفائدة في سبتمبر، رغم أن ذلك سيطرح تساؤلاً حول سبب تثبيتها في اجتماع يونيو.

 

– حذر “بنسون دورهام” رئيس وحدة السياسات العالمية في “بايبر ساندلر” من أن البيانات المقبلة قد تدفع البنك المركزي لإقرار المزيد من عمليات رفع الفائدة، ما يتماشى مع توقعات الفيدرالي الصادرة في يونيو والتي كانت تشير إلى زيادة إضافية بعد اجتماع يوليو.

 

– تشير توقعات أداة “فيد واتش” الخاصة بمشغل البورصات “سي إم إي جروب” إلى احتمالية تقارب 80% لتثبيت الفائدة في اجتماع سبتمبر، وفرصة تتجاوز 67% و62% للتثبيت أيضًا في نوفمبر وديسمبر على الترتيب.

 

متى نتوقع الخفض الأول؟

 

– فيما يتعلق بالتحول لخفض الفائدة، حذر “جيروم باول” من التوقعات حيال قرب الاتجاه لتيسير السياسة النقدية، مشيرًا إلى أن البنك سيخفض الفائدة عندما يشعر بضرورة القيام بذلك، وهو ما لن يحدث هذا العام.

 

 

– تشير توقعات الأسواق المالية إلى احتمالية تقارب 50% لتنفيذ الاحتياطي الفيدرالي أول عملية خفض للفائدة في اجتماع مارس المقبل، بينما تصل الفرصة إلى نحو 80% بحلول مايو 2024.

 

– “إلين زينتنر” كبيرة الاقتصاديين في “مورجان ستانلي” تعتقد أن الفيدرالي الأمريكي سيقوم بأول عملية خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول شهر مارس المقبل.

 

– أشارت شركة “مورنينج ستار” إلى أن أول عملية خفض للفائدة الأمريكية ستحدث في اجتماع يناير 2024، مع تباطؤ حاد للنشاط الاقتصادي وسوق العمل والتضخم.

 

– كما تتوقع شركة الخدمات المالية استمرار الخفض الحاد للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي حتى منتصف عام 2025، ما سيصل بالفائدة إلى نطاق 1.5% و1.75%.

 

– تتجاوز توقعات “مورنينج ستار” توقعات الأسواق المالية والتي ترى أن الفائدة الأمريكية ستسجل 3.5% بحلول منتصف 2025، مقارنة بمستوياتها الحالية عند 5.5%.

 

المصادر: أرقام – مجلس الاحتياطي الفيدرالي – جولدمان ساكس – إي إن جي – رويترز – سي إن بي سي – ياهو فاينانس – فاينانشال تايمز – مورنينج ستار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى