اقتصاد دولي

النفط يواصل الصعود والعيون نحو 90 دولارا للبرميل

ارتفعت أسعار النفط العالمية في أولى جلسات الأسبوع، بدعم من توقعات بأن يبقي المنتجون الرئيسون على القيود التي يفرضونها على الإمدادات، فضلاً عن تزايد الآمال بأن يترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة من دون تغيير لتجنب تباطؤ الاقتصاد.

ولم يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط تغيراً كبيراً، وظل فوق عتبة 85 دولاراً للبرميل بعد الارتفاع الأولي الذي اقتنصته السوق مع بدء تداول الأسبوع.

وزادت فروق أسعار الخامات المعيارية بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، بما في ذلك فرق سعر العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط، مما يشير إلى تراجع الإمدادات في السوق، كما قفزت العقود المستقبلية للخام المعياري الأميركي بأكثر من سبعة في المئة خلال الأسبوع الماضي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) بحلول الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش بنسبة 0.06 في المئة إلى 88.60 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 0.2 في المئة إلى 85.57 دولار للبرميل.

ويأتي الارتفاع الطفيف في التعاملات الآسيوية بعد أن أنهى العقدان الأسبوع الماضي عند أعلى مستوياتهما في أكثر من نصف عام، بعد تراجعهما في الأسبوعين السابقين.

تمديد القيود

وأعلنت روسيا أنها ستمدد قيود التصدير، ومن المنتظر نشر مزيد من التفاصيل حول الخفض خلال الأيام المقبلة.

ويتوقع المتعاملون على نطاق أن تحدد الرياض وموسكو الاتجاه السائد في تحالف “أوبك+” من خلال تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الخميس إن روسيا اتفقت مع الشركاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على معايير لمواصلة خفض الصادرات، ومن المتوقع صدور إعلان رسمي بتفاصيل الخفض المزمع هذا الأسبوع.

وأعلنت روسيا بالفعل أنها ستخفض صادراتها بواقع 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول) بعد خفض قدره 500 ألف برميل يومياً في أغسطس (آب)، ومن المتوقع أيضاً أن تمدد السعودية خفضاً طوعياً بمليون برميل يومياً حتى أكتوبر (تشرين الأول).

فيما اكتسب نمو الوظائف زخماً في الولايات المتحدة في أغسطس (آب) إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 3.8 في المئة وتباطأت زيادة الأجور، مما يعكس تراجع قوة سوق العمل ويعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي لن يرفع الفائدة هذا الشهر.

توقعات تفاؤلية

وقال المحلل في معهد كايوس البحثي في شنغهاي، تشو مي “إذا لم تتراجع السعودية وحلفاؤها عن خطة خفض الإنتاج سيكون المعروض في السوق قليلاً جداً فعلاً”، متوقعاً اقتراب أسعار النفط من مستوى 90 دولاراً للبرميل، وأضاف “توقعات الطلب تفاؤلية للغاية الآن”.

تحسن الإمدادات

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لمجموعة “فيتول” راسل هاردي، على هامش مؤتمر “أبيك”، الذي تنظمه مجموعة “إس آند بي غلوبال كومودتي إنسايتس” الإثنين الماضي في سنغافورة، إن خفض “أوبك+” آتى ثماره. إضافة إلى ذلك، حتى لو جرى تخفيف العقوبات الإيرانية، فلن يكون هناك بالضرورة ارتفاع كبير في صادراتها.

وأضاف أن إمدادات النفط العالمية من المتوقع أن تتحسن خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بسبب صيانة المصافي، لكن إمدادات الخام عالي الكبريت ستظل منخفضة.

وقال هاردي أيضاً إن أسعار خام برنت ظلت “مستقرة” وتراوحت بين 72 و88 دولاراً للبرميل لنحو عام، مضيفاً أن تقلب الأسعار يأتي من سوق المنتجات وليس الخام.

وتابع هاردي “التقلب يأتي من المنتجات لأن الطاقة الإنتاجية للتكرير محدودة للغاية، أغلق كثير من المصافي خلال جائحة كوفيد والغرب لا يملك القدرة على تصنيع المنتجات التي يحتاج إليها بينما تتجه الصادرات الروسية إلى آسيا الآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى