أخبار عاجلةاقتصاد دولي

ضاع كل شيء.. مستثمرون أفراد في «إف تي إكس» يستعدون للخسائر

بدا الأمر لفترة وجيزة أن بعض عملاء «إف تي إكس» (FTX) الأميركيين، ربما يهربون من أسوأ سيناريو يواجه منصة التشفير المفلسة
فقد نشرت «إف تي إكس يو إس» (FTX US)، وهي كيان منفصل عن «إف تي إكس دوت كوم» (FTX.com) التابعة لسام بانكمان-فرايد، يوم الخميس الماضي، تغريدة تفيد بأنها لا تزال تعمل، وأن عمليات السحب يتم التعامل معها كالمعتاد، حتى مع انهيار بقية الشركة.
لكن، بعد أن تقدمت إمبراطورية بانكمان-فرايد بطلب الحماية من الدائنين تحت الفصل 11 من قانون الإفلاس الأميركي يوم الجمعة، وقع عملاء «إف تي إكس يو إس» في فخ الانهيار المالي السريع الذي هزّ الصناعة بشكل موسّع، وصدم المستثمرين وترك المتداولين الأفراد أمام مسار طويل وشاق، في محاولة لاستعادة أي من أموالهم. المستثمرون الذين يمتلكون عملات رقمية على منصة «إف تي إكس»، والذين وصلت أعدادهم إلى ذروة تجاوزت 5 ملايين مستثمر في كل أنحاء العالم، سيتابعون عن كثب إجراءات الإفلاس، على أمل استرداد أموالهم. ومع ذلك، فإن الكثيرين يستسلمون لحقيقة أن ممتلكاتهم ربما ضاعت إلى الأبد. قال جاستن زانغ، وهو مهندس يبلغ من العمر 34 عاماً في لوس أنجلوس: «بالنسبة إلي، بدت الشركة وكذلك سام بانكمان-فرايد، جديرين بالثقة. اعتقدتُ أن (إف تي إكس يو إس) كانت مختلفة بسبب كل اللوائح الموضوعة، لكنها ليست كذلك». على الرغم من أن تطبيق «إف تي إكس» أبلغ زانغ بأن عملية السحب تمت، إلا أنه قال إن بنكه أخطره بأنه لم يتلق الإشعار أو الأموال. وهو يخشى أن تضيع كل حيازاته في «إف تي إكس يو إس» إلى الأبد، والتي تشمل عملات «بتكوين» و»إيثر» و»غولدن وارير إن إف تي إس» بما قيمته 11 ألف دولار. ذكرت «كوين ديسك» (CoinDesk)، أن «إف تي إكس يو إس» توقفت عن معالجة عمليات السحب أمس الجمعة، بعد تقديم طلب الإفلاس. ولم يرد متحدث باسم «إف تي إكس» على الفور على طلب للتعليق. عملية الإفلاس:- من المحتمل أن يواجه عملاء «إف تي إكس» حالة من الإحباط في الفترة المقبلة، بعد أن أصبحت البورصة تحت حماية قانون الإفلاس. فلا تزال الحسابات الخاصة بعملاء كل من «فوييجر ديجيتال» (Voyager Digital) و»سلزيوس نتوورك» (Celsius Network)، وهما منصتا تشفير تعرضتا للإفلاس في وقت سابق من هذا العام، موقوفة في الغالب، ولا يعرفون على وجه التحديد مقدار الأموال التي سيستردونها. بشكل عام، كلما كانت الشركة أكبر وأكثر تعقيداً، طالت المدة التي تستغرقها إجراءات الإفلاس. ويبدو أن انهيار «إف تي إكس»، هو أكبر إفلاس لشركة هذا العام حتى الآن.
لم تكشف «إف تي إكس» الكثير حتى الآن، حول الطريقة التي تنوي بها السداد للدائنين. الإيداعات الأولية لملفها أمام المحكمة، لا تقدم أي إشارة تقريباً بشأن وجود خطة ما، فيما أوضح بيان من الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، أن تعيين المستشارين قد جرى للتو. يعد ذلك، أحد الأسباب التي جعلت كرايست كوتشكيريان في كيبيك، يستسلم لحقيقة أن أمواله قد ضاعت بالفعل. فقد استثمر ما يقرب من 4500 دولار كندي (3395 دولاراً أميركياً) عبر منصة «إف تي إكس دوت كوم»، في رموز رقمية مثل «بتكوين» و»إيثر». قال المستثمر البالغ من العمر 36 عاماً: «أتمنى أن أكون مخطئاً، لكني أصبحت أتقبل أن كل شيء قد انتهى. ولن أسترد سنتاً واحداً»
سحوبات لم تُنجز:- قال غارف ثاكور، البالغ من العمر 22 عاماً في الهند، والذي يستخدم «إف تي إكس دوت كوم» منذ أكثر من عام، إن لديه مبلغاً بحوالي 40 ألف دولار عالقاً في البورصة، والذي يشكّل نحو 80% من مدخراته. لقد سحب ثاكور حوالي ألف دولار يوم الثلاثاء الماضي بناء على نصيحة من أصدقائه، لكنه قال إنه لم يأخذ تحذيراتهم على محمل الجد، وترك معظم أمواله على المنصة. وأصبح الأمر حالياً في طي النسيان، حيث أشار إلى أنه ينظر إلى حيازاته الآن على أنها لم تعد تساوي شيئاً». لم ينحسب ثاكور من مجال التشفير تماماً، لكنه في الوقت الحالي انسحب من كل البورصات والخطط الأخرى من أجل استخدام منصة «بينانس» (Binance) للاستثمار في التشفير في المستقبل. فقد تصورّ أن «إف تي إكس» كانت بورصة «من الدرجة الأولى». وأضاف: «لم أتوقع هذا من سام».
محاولات مستمرة:- لا يزال بعض العملاء يحاولون سحب أموالهم، لكن الحظ ل يحالفهم كثيراً. يمتلك جون بيدرسون، وهو مستخدم لمنصة «إف تي إكس دوت كوم»، ما يقرب من 9 آلاف يورو (9318 دولاراً) من العملات المشفرة العالقة في البورصة المفلسة حالياً. فقد بدأ المستثمر البالغ من العمر 26 عاماً، والمقيم في دبلن، أيرلندا، في نقل ممتلكاته بزيادات محدودة إلى بورصات أخرى يوم الأحد الماضي. ولكن بحلول صباح الثلاثاء، فشل طلبه لسحب «بتكوين» بمبلغ قيمته 2,000 يورو، وتوقفت طلبات السحب اللاحقة.
أعلنت «إف تي إكس» يوم الخميس، أنها ستسمح للمستخدمين بسحب الأموال عن طريق شراء الرموز المميزة من شبكة «ترون» (Tron)، والتي يمكنهم من خلالها تحويلها إلى محافظ خارجية. اشترى بيدرسون عملات «تي آر إكس» (TRX) بعد فترة وجيزة من الإعلان، والتي تم تداولها بسعر متضخم عبر «إف تي إكس» مقارنة ببورصات التشفير الرئيسية الأخرى. وقال إن طلباته لنقل عملات «تي آر إكس» إلى محفظة خارجية لم تتم معالجتها حتى الآن. وحالياً، لا يزال نحو ثلث إجمالي حيازاته من العملات المشفرة، عالقاً.

 

قال بيدرسون: «أعتقد أنني لن أرى حسابي كاملاًَ على الإطلاق بعد اليوم. لقد كان هذا درساً مكلفاً للغاية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى