اقتصاد كويتي

سعي صيني لتعزيز العلاقات النفطية مع الخليج

أبدت الصين استعدادها لتعميق التعاون مع دول الخليج عبر سلسلة صناعة النفط والغاز بأكملها، وفتح سبل جديدة للتعاون في قطاع الطاقة المتجددة بما في ذلك بطاريات الطاقة والمنشآت الكهروضوئية.

من خلال تعميق التعاون بينهما، يمكن للمنطقتين جني فوائد تكامل نقاط القوة والخبرة لضمان إمدادات مستقرة ومتنوعة من الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة، حسبما أفاد تقرير على «تشاينا ديلي».

وقال دونغ شيانغ، نائب المدير العام لإدارة التعاون الدولي بإدارة الطاقة الوطنية، إنه وسط مشهد دولي معقد ومتغير باستمرار وديناميكيات سوق الطاقة، تواجه كل من الصين ودول الخليج تحديات كبيرة في ضمان أمن الطاقة وتحقيق التحول في مجال الطاقة.

وأضاف دونغ أن التعاون في مجال الطاقة عنصر حاسم في التعاون العملي بين الصين ودول الخليج، نظراً لموارد الطاقة الوفيرة في مجلس التعاون الخليجي ومكانة الصين كمستهلك عالمي رئيسي للطاقة.

قطاع الطاقة

في عام 2023، استوردت الصين حوالي 201 مليون طن متري من النفط الخام و18 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من دول الخليج، وهو ما يمثل حوالي ثلث وربع إجمالي وارداتها، على التوالي.

وفي هذا الصدد، أشار تشانغ بين شيان، نائب مدير إدارة التنمية والتخطيط في الشركة الوطنية الصينية، أنه على الرغم من الطبيعة المتقلبة وغير المؤكدة لسوق الطاقة العالمية في المستقبل المنظور، فإن النفط والغاز سيواصلان لعب دور حاسم باعتبارهما المصدرين الرئيسيين لإمدادات الطاقة العالمية.

وذكر تشانغ أنه استجابة لهذا السيناريو، ستقوم الشركة بتوسيع تعاونها في مجال النفط والغاز مع دول الخليج بما يتجاوز الاستكشاف والتطوير إلى مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا الهندسية وبناء المشاريع، لتعزيز مرونة وأمن سلسلة توريد النفط والغاز.

حتى الآن، شاركت الشركة في تطوير حقول النفط والغاز في دول مثل الإمارات وقطر وعمان، مع المشاركة في ستة مشاريع للتعاون في مجال النفط والغاز.

التحول الأخضر

يمتد التعاون في مجال الطاقة بين الصين ودول الخليج إلى ما هو أبعد من الوقود الأحفوري التقليدي، حيث يقول يوان فنغ، مدير مركز التعاون الدولي التابع للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إنه مع استمرار الصين ودول الخليج في إعطاء الأولوية للتحول الأخضر، يستكشف الجانبان سبل التعاون في مجال الطاقة المتجددة.

وباعتبارها دولة رائدة في مجال الطاقة الخضراء، ركَّزت الصين على تحسين سلسلة الصناعة والتوريد لدعم تقدم تكنولوجيات الطاقة المتجددة. علاوة على ذلك، ساعد الإنتاج واسع النطاق في البلاد على خفض تكاليف تكنولوجيات الطاقة المتجددة، مما يجعلها أكثر سهولة وبأسعار معقولة للدول في جميع أنحاء العالم، حسبما قال يوان.

وفي الوقت نفسه، كشفت الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي عن إستراتيجياتها التنموية، مع التركيز بقوة على تنويع هياكلها الاقتصادية وتقليل الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة التقليدية.

وأضاف يوان أن دول الخليج ملتزمة بتبني تطوير مصادر جديدة للطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمركبات الكهربائية والهيدروجين، في إطار سعيها لتحقيق اقتصادات مستدامة ومرنة، مشدداً على أن براعة الصين ستسهل على دول الخليج الانتقال الطاقوي نحو اقتصاد سلس.

حلول متكاملة للطاقة النووية

يرى كبير الاقتصاديين في المؤسسة النووية الوطنية الصينية هوانغ مينغ قانغ، أن الصين تستفيد من سلسلة التوريد الشاملة للصناعة النووية وقدرات الخدمات الفنية لتزويد الدول العربية بحلول متكاملة للطاقة النووية وخدمات دورة الحياة الكاملة، مشيراً إلى استكشاف سبل التعاون في ربط الطاقة النووية بأنظمة التدفئة وعمليات تحلية المياه والصناعات البتروكيماوية ومصادر الطاقة المتجددة التكميلية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى