مختارات اقتصادية

3 أخطاء شائعة للشركات عند تبنيها للذكاء الاصطناعي في أعمالها

– يؤمن الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في أعمالهم، ومع ذلك يظل التحدي الرئيسي هو اعتماد خارطة طريق خاصة به.

– وفي خلال العام الماضي، شهدنا تراجع دورة الضجيج -وهي الاعتماد والتطبيق الاجتماعي لتقانات معينة- حول الذكاء الاصطناعي، ما جعل العديد من القادة يتساءلون عما إذا كان الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق عوائد متناسبة حقًا.

– هذه المخاوف ليست بدون أساس، فقد قدرت شركة رأس المال الاستثماري سيكويا كابيتال مؤخرًا أن قطاع الذكاء الاصطناعي أنفق 50 مليار دولار على شرائح إنفيديا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العام الماضي، ولكنه حقق إيرادات قدرها 3 مليارات دولار فقط.

– على الرغم من هذا التفاوت الكبير في الاستثمار، فقد افترضت سيكويا أن الذكاء الاصطناعي هو على الأرجح فرصة لخلق القيمة الأكبر التي عرفتها البشرية على الإطلاق.

– إذ إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على استبدال الخدمات، والتي قدرت شركة رأس المال المخاطر أن لها سوقًا شاملة تقدر بالمليارات.

– هذا هو السبب في أن عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون يواصلون تعزيز استثماراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي.

– مع وجود العديد من وجهات النظر المتناقضة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، فلا عجب أن تتعارض الشركات بشأن أفضل نهج لدمجها.

3 أخطاء شائعة للشركات لتنفيذ خارطة طريق للذكاء الاصطناعي

1- تقليل إمكانات الذكاء الاصطناعي والحد منها

– يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع على أنه مجرد أداة أو برنامج، ولكن لأن بإمكانه الإبداع والاستنتاج، فلديه القدرة على التفاعل بطريقة تشبه الإنسان.

– وشأن الموظف المبتدئ الذي يتحسن في وظيفته مع الخبرة، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التعلم من تفاعلاته وصقل أساليبه لتحسين مخرجاته وتولي المزيد من العمل بمرور الوقت.

– لذلك، سيكون القادة الذين يفكرون في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بوصفه “شخصا ذكيا” بدلاً من مجرد برنامج كمبيوتر في وضع أفضل للاستفادة من إمكاناته الكاملة.

– فكر في الهيكل التنظيمي للشركة، إذا كنت ستقوم بتدوين المهارات والمهام المرتبطة بكل موظف، فيمكنك حينئذٍ تصور المجالات التي يمكن تدريب الذكاء الاصطناعي عليها لتعزيز أو أتمتة هذه المهام.

– وفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي الذي نشرته جامعة ستانفورد مؤخرًا، يتفوق الذكاء الاصطناعي بالفعل على البشر في مجالات مثل تصنيف الصور، والتفكير البصري، وحتى فهم اللغة الإنجليزية.

– وقد أظهر التقرير أنه اعتبارًا من عام 2023، تجاوز الذكاء الاصطناعي الأداء على المستوى البشري في العديد من المهام المعيارية، ونجح في مساعدة العمال على أن يصبحوا أكثر إنتاجية وتقديم عمل ذي جودة أفضل.

– كما أظهرت دراسة أخرى أُجريت في جامعة أركنساس أن الذكاء الاصطناعي تفوق على البشر في الاختبارات الموّحدة للقدرات الإبداعية.

– على عكس البشر، يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل لا يتطلب مجهودًا يُذكر مع تزايد متطلبات العمل، حيث يتولى معالجة أعباء العمل دون قيود جسدية أو ذهنية مثل البشر.

– ومن ثمَّ، يعني اعتماد الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة إعادة التفكير في هياكل فرق العمل الخاصة بنا.

– ويتضمن ذلك تدريب الفرق على العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدوارهم ودفع الابتكار.

– يُعد هذا التحول في المنظور أمرًا بالغ الأهمية لأنه يسمح للقادة، الذين قد لا يعتادون على تعميم التكنولوجيا بأنفسهم، بفهم كيفية الاستفادة بشكل أفضل من الذكاء الاصطناعي.

2- محاولة تقليد طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي التي تعتمدها الشركات الأخرى

– كلما بدأت في التفكير في الذكاء الاصطناعي باعتباره شخصا ذكيا، أدركت أهمية أن يكون النهج مخصصا لكل مؤسسة لبناء خارطة طريق للذكاء الاصطناعي.

– ويمكن تنفيذ الذكاء الاصطناعي باعتباره تأهيلًا لأعضاء الفريق الجدد الذين يحتاجون إلى التوافق مع الديناميكيات المحددة لشركتك.

– خذ الموارد البشرية على سبيل المثال؛ فقد يكون لدى شركة واحدة 10 أشخاص؛ وشركة أخرى ثلاثة أشخاص فقط.

– ولا يقتصر هذا الاختلاف على حجم الشركة أو إيراداتها فقط، بل يتعلق الأمر بكيفية تطوير هذه الشركات.

– كل عمل له هيكله وثقافته واحتياجاته الفريدة، من أجل تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي، يجب على الشركات الاستفادة من قدرتها على التخصيص حسب الاحتياجات المحددة للشركة وتجنب فخ حالة الاستخدام الموّحد.

– بطبيعة الحال، توجد حالات استخدام عامة للذكاء الاصطناعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعزيز خدمة العملاء أو المبيعات.

– ولكن عندما تنظر إلى تكامل أعمق للذكاء الاصطناعي في عمليات الشركة، يجب أن يكون النهج مصممًا خصيصًا، وليس تقليدًا لدراسات الحالة الخارجية.

3- شراء المنتجات الجاهزة بدلًا من تصميم حلول الذكاء الاصطناعي لتناسب احتياجاتك

– هناك بعض منتجات الذكاء الاصطناعي الرائعة والجاهزة للاستخدام مثل شات جي بي تي وأدوات الترجمة التي تحل مشكلات محددة داخل الشركة.

– يتمثل التحدي المتمثل في الاستثمار في حلول الذكاء الاصطناعي في أن العديد من القادة يفشلون في رؤية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز العمليات على المستوى النظامي.

– تكمن القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في قدرته على إحداث تحول جذري في عملياتك، وليس مجرد أداء مهام منفصلة.

– يشير تقرير توقعات الذكاء الاصطناعي لعام 2024 الصادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز إلى أن العديد من الشركات ستجد عائد استثمار جذابًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي.

– ومع ذلك، لن ينجح سوى عدد قليل من الأشخاص في تحقيق قيمة تحويلية منه – والعائق الأكبر هو عدم قدرة القادة على التفكير فيما وراء الحلول الجاهزة وإعادة تصور الطريقة التي يعملون بها مع الذكاء الاصطناعي.

– عند بناء خارطة طريق للذكاء الاصطناعي، يجب على القادة أولاً إجراء تقييم شامل لعمليات شركاتهم.

– وهذا يعني تحديد المجالات التي بها تكرار، والتعرف على المهام التي يتم الاستعانة فيها بمصادر خارجية والتي يمكن أتمتتها، وتحديد المجالات التي تستثمر فيها الشركة بكثافة في رأس المال البشري.

– ومن خلال فهم هذه الديناميكيات، يمكن للقادة تصميم حلول الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع احتياجات شركاتهم وتغيير طريقة عملهم.

في الختام

عندما ننظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط باعتباره تطورا تكنولوجيا ولكن باعتباره تأهيلًا للأشخاص الأذكياء، سنصبح أكثر قدرة على دمجه في عملياتنا الداخلية، ما يعزز الأداء والإبداع البشري بشكل دائم.

المصدر: إنتربرينير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى