مقالات اقتصادية

خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر.. مهمة جديدة في المنطقة لدعم رواد الأعمال

يشير مفهوم خلق القيمة، في سياق رأس المال الاستثماري المغامر، إلى عملية يمكن لصناديق رأس المال من خلالها مساعدة المؤسسين في الشركات الناشئة التي استثمرت فيها، وذلك بهدف تحويل مشروعاتهم إلى أعمال ذات قيمة أكبر

رغم التباطؤ في الاقتصاد العالمي، وتراجع تمويل الشركات الناشئة عالمياً، إلا أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما زال تحظى بالتمويل والاهتمام، فقد حصدت هذه الشركات في شهر فبراير الماضي تمويلاً بقيمة 88.7 مليون دولار عبر 37 صفقة موثقة، وفق بيانات موقع ومضة المختص بريادة الأعمال.

وحافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على مكانتها في صدارة احتضان الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حصلت شركاتها الناشئة على 65.6 مليون دولار عبر 22 صفقة، فيما حلت السعودية في المركز الثاني بـ 16.3 مليون دولار عبر سبع صفقات.

هذه الاستثمارات المتزايدة في الإمارات في الشركات الناشئة، دفعت صناديق رأس المال المغامر التي تتخذ الإمارات مقراً لها إلى تطوير أساليبها لدعم الشركات الناشئة التي تستثمر فيها، ومن هذه الأساليب جاء مفهوم خلق القيمة الذي تحتاجه الشركات الناشئة للنمو، إذ دائما ما يبحث روادها عن آليات لتوليد قيمة إضافية لهم غير ضخ الأموال في شركاتهم

ما هو خلق القيمة؟

خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر

يشير مفهوم خلق القيمة، في سياق رأس المال الاستثماري المغامر، إلى عملية يمكن لصناديق رأس المال من خلالها مساعدة المؤسسين في الشركات الناشئة التي استثمرت فيها، وذلك بهدف تحويل مشروعاتهم إلى أعمال ذات قيمة أكبر، وبالتالي زيادة أرباح الصناديق الاستثمارية. فمثلاً، إذا كان أحد الصناديق قد استثمر في شركة ناشئة تحتاج إلى دعم في تأسيس قسم جديد، يأتي هنا دور مسؤول خلق قيمة في إيجاد الموارد المناسبة لدعم الشركة الناشئة في مهتمها الجديدة، كتأمين مستشار لها في هذه المهمة إذا كانت بحاجة لشخص ذي خبرة ليؤسس معها القسم.

ويتضمن خلق القيمة دعم كل الجوانب الأساسية في نشاطات الشركات الناشئة، وقد يشمل على سبيل المثال لا الحصر: المساعدة في وضع الاستراتيجيات والابتكار وتطوير المنتجات وزيادة الكفاءة ورضا العملاء وتقليل التكاليف والإدارة المالية، وتدريب رواد الأعمال على القيادة ودعمهم في مختلف الجوانب التي يحتاجون إلى مساعدة فيها.

دعم في ثلاث ركائز أساسية

الشريك في صندوق “SHOROOQ PARTNERS” والمسؤول عن خلق القيمة فيه الدكتور بلال بلوش، يرى أن خلق القيمة يرتبط عادة بالأسهم الخاصة، حيث يحصل المستثمرون على حصة وزانة في الشركة الناشئة، وبالتالي تصبح لديهم المصلحة والرغبة للمساهمة كمستشارين أو إداريين في الشركة لمضاعفة القيمة فيها.

وأوضح الدكتور بلوش في مقابلة خاصة مع آرابيان بزنس، أن خلق القيمة يعني دعم الشركات بثلاث خدمات متميزة: الموهبة، والثقافة، والاستراتيجيات، ما يعني بشكل أساسي، الوصول إلى السوق وملاءمة المنتج للسوق، بالإضافة إلى استشارات رأس المال.

“تشمل هذه الركائز الثلاث الصعوبات والتحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات في المراحل المبكرة، ونحن ملتزمون بدعمها في ذلك”، بحسب ما أكد الشريك في “SHOROOQ PARTNERS”الدكتور بلال بلوش.

خلق القيمة عامل مهم لضمان نمو المحافظ الاستثمارية

خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر

وحول أهمية خلق القيمة، تقول رئيسة قسم خلق القيمة في صندوق حي دبي للمستقبل، تيفاني باين في مقابلة خاصة مع آرابيان بزنس، إن خلق القيمة أصبح جزءًا متزايد الأهمية من عروض رأس المال الاستثماري المغامر، وعامل تمييز رئيسي لصناديق رأس المال، التي تتطلع إلى جذب أفضل المؤسسين والشركات الناشئة، وذلك بتقديم خدمات أخرى لهم غير ضخ الأموال.

وأضافت باين: “كان رأس المال الاستثماري المغامر يركز تقليديًا على نشر رأس المال الذكي، أي اختيار فروق مؤسسية ذكية ذات أفكار رائعة للاستثمار فيها، ومن ثم عدم التدخل إلى حد ما في الشركات الناشئة، أما اليوم هناك تحول نحو بناء طبقة إضافية في عرض رأس المال الاستثماري المغامر للمؤسسين وهو خلق القيمة”.

“إنه أمر مهم بشكل متزايد لوضع العلامة التجارية لصناديق رأس المال الاستثماري المغامر، ولكن أيضًا لضمان أن المشاريع في محفظتهم تحقق إمكانات نموها، بالإضافة إلى تعظيم العائد على استثمار رأس المال الاستثماري”، بحسب رئيسة قسم خلق القيمة في صندوق حي دبي للمستقبل.

فرق بين خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر

وتقول تيفاني باين، إن هناك فرق بين خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر، حيث أن رأس المال الاستثماري، هو عملية الاستثمار المالي في الأعمال التجارية، في المراحل المبكرة للشركات التي تتمتع بإمكانات نمو عالية.

خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر

وأشارت باين إلى أنه بمجرد دخول تلك الشركات إلى محفظة صندوق رأس المال الاستثماري، فإن خلق القيمة، يكون نشاطا منهجياً لدعم المؤسسين بطرق متنوعة، لمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم في النمو.

اختلاف بين رأس المال الاستثماري المغامر في المنطقة ووادي السيليكون

“إحدى الطرق للتفكير في صناديق رأس المال الاستثماري في الإمارات، هي أنها في مرحلة مبكرة من النضج، مقارنة بنظرائها في وادي السيليكون، وغيره من النظم الاقتصادية للأسواق المتقدمة، ويبدو أن هذا منطقي”، هذا ما أوضحه الشريك في “SHOROOQ PARTNERS” الدكتور بلال بلوش.

خلق القيمة ورأس المال الاستثماري المغامر

وأضاف الدكتور بلال في حديثه لآرابيان بزنس، أن المعايير الاجتماعية والثقافية في الإمارات متميزة بما فيه الكفاية، بحيث أن بعض نماذج الأعمال التي لم تنجح في الأسواق المتقدمة، يمكن في الواقع أن تعمل بشكل أفضل وتنمو في الإمارات، وهو ما يفتح قواعد لعب جديدة لرأس المال الاستثماري المغامر.

في المقابل أوضحت باين، أن خلق القيمة أمر راسخ جدًا في الولايات المتحدة لدى اللاعبين الكبار مثل “a16z”  و”Sequoia”، حيث لدى “a16z” مثلاً ما يقرب من 90 شخصاً معروضين على موقعهم الإلكتروني، ويعملون جميعًا على دعم المؤسسين في الشركات الناشئة بطرق لا تعد ولا تحصى.

مجال محفوف بالمخاطر

“أن تكون مؤسسًا، وتضع نفسك على الطريق الصحيح لبناء شركة ناشئة، وخاصةً شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا، هو مسعى مجنون، وغالبًا لا تستحق سوى فكرة، وبعض المصداقية في سوق كبيرة جدًا، ومع ذلك، فأنت بحاجة إلى رهان بقيمة عدة ملايين عليك وعلى فريقك لتحقيق النجاح، بالتالي فإن كل مؤسس يأتي مع بعض المخاطر”، هكذا وصف الدكتور بلال بلوش المخاطر التي تواجه رواد الأعمال في تأسيس شركاتهم، وهو أمر اتفقت معه تيفاني باين، التي ترى أن رأس المال الاستثماري يعتبر مجالًا استثماريًا محفوفًا بالمخاطر، ولكن يمكن التخلص من الاستثمار من خلال التأكد من مساعدة المؤسسين على تحقيق النجاح بأفضل شكل ممكن، وذلك عبر تطبيق ممارسات خلق القيمة في صناديق رأس المال الاستثماري المغامر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى