اقتصاد كويتي

2.5 مليار دولار وفر مالي للكويت من مرافق الغاز في الزور خلال عام

سجل قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية نجاحا بارزا خلال العام المالي الماضي 2023/2024 والمتمثل في تحقيق وفر مالي يقدر بنحو 2.5 مليار دولار، عبر الاستخدام الأمثل لمرافق استيراد الغاز المسال في منطقة الزور وتحديد الاقتصاديات المثلى لعمليات التزويد التي تحتاج اليها محطات توليد الكهرباء سواء من منتج الغاز الطبيعي المسال (LNG) الذي يتم استيراده عبر عقود طويلة المدى من شركات عالمية أو استخدام خليط من منتجات زيت الوقود المحلي لتحقيق الوفر المالي عند ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميا.

ومنذ تدشين مرافق الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور خلال يوليو 2021 نجحت الكويت في تلبية الطلب المحلي المتزايد من الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء خصوصا في أوقات الذروة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة، إذ يعتبر المشروع من أكبر المشاريع في منطقة الخليج العربي، وهو يعد إنجازا كبيرا في قطاع الطاقة الكويتي، ويهدف إلى استقبال وتخزين وإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال لتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة من الطاقة، ويمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز أمن الطاقة في الكويت وتنويع مصادرها.

«الأنباء» التقت نائب العضو المنتدب لعمليات التسويق في مؤسسة البترول الكويتية، أسماء علي القلاف، للحديث عن المنافع الاقتصادية التي حققتها الكويت خلال العام المالي الماضي حيث أكدت أن الهدف الرئيسي من الجهود المبذولة هو الموازنة المثالية بين الاستغلال الفاعل للموارد المحلية والمستوردة لتلبية احتياجات وزارة الكهرباء من الوقود، والاهتمام بأفضل الخيارات المتاحة في استغلال منشآت الإنتاج والاستيراد من ناحية، ومحطات الاستهلاك من ناحية أخرى، من خلال فرق متخصصة في قطاع التسويق العالمي لإعداد الاقتصاديات ووضع الخطط يوميا لضمان تزويد الوزارة بأفضل الحلول وبشكل مثالي، مما انعكس على تحقيق التوازن المتناغم بين احتياجات وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة والاستغلال الأمثل للمنشآت، أدى إلى تحقيق وفورات مالية كبيرة تصل إلى اكثر من 2.5 مليار دولار في السنة المالية 24/2023 كمثال لأفضل استخدام للموارد المتاحة بكفاءة.

متابعة دؤوبة

وقالت القلاف إن تلك الوفورات المالية التي حققتها الكويت من الاستخدام الأمثل لاقتصاديات مرافق استيراد الغاز المسال جاءت وسط جهود دؤوبة وحثيثة من قطاع التسويق العالمي ومتابعة مستمرة يقوم بها العضو المنتدب للتسويق العالمي في مؤسسة البترول، الشيخ خالد أحمد الصباح، الذي يولي عمليات القطاع أهمية خاصة لتوفير احتياجات السوق المحلي وبالأخص وزارة الكهرباء والماء دون أي تأثير على العمليات التشغيلية، إلى جانب المفاضلة بين الخيارات المتاحة وفق الكميات والأسعار بما يضمن كفاءة التشغيل بتكاليف مناسبة.

وأشارت القلاف إلى أن مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال هو تتويج لسلسلة نجاحات «مؤسسة البترول» التي بدأت منذ استيرادها الأول لشحنة غاز طبيعي مسال في عام 2009 عبر المرافق المؤقتة آنذاك في مصفاة ميناء الأحمدي، لتكون بذلك سباقة في تبني المبادرات التي تثبت قدرتها على تحقيق منافع اقتصادية ضخمة وانعكست على توفير ما يقارب من 100 إلى 700 مليون دينار سنويا حتى عام 2022 حسب الأسعار العالمية للنفط والمنتجات البترولية.

التوازن المثالي والوفرات المالية

ونوهت إلى الجهود المبذولة من قبل موظفي قطاع التسويق العالمي من خلال الأنشطة المتنوعة التي تتراوح بين متابعة تنفيذ عقود تزويد الغاز المسال طويلة المدى والعمليات الفورية للشراء التي تتم مع مجموعة مختارة من الموردين الموثوقين في السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال، كما أن فرق العمل في القطاع تعمل بروح الفريق الواحد وبشكل مرن مع تحولات الأسواق العالمية للظفر بوقود بأفضل تكلفة اقتصادية يمكن تقديمها لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وذلك بفضل القدرة التخزينية العالية في مشروعين كبيرين مثل مصفاة الزور ومرافق استيراد الغاز المسال، حيث إن الاستفادة من الخزانات المتوافرة للغاز المسال واستخدامها في الوقت المناسب لتحقيق التنوع في مصادر الوقود النظيف المزود للوزارة تعتبر إحدى وسائل المرونة التي تتمتع بها البنية التحتية لتزويد الوقود لمحطات الطاقة في سبيل تقليل التكلفة المالية على وزارة الكهرباء والماء والطاقة.

وذكرت أن جهود قطاع التسويق العالمي في تزويد الغاز الطبيعي المسال من الخارج جاءت بالتعاون مع الفرق العاملة في الشركات النفطية التابعة لمؤسسة البترول ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، والتي تعمل جاهدة لضمان استمرار تلبية احتياجات الوزارة من الوقود الضروري لإنتاج الطاقة بطريقة فعالة ومستدامة.

تقليل النفقات

وأكدت أن هذا الإنجاز دليل على القدرة في الابتكار الاقتصادي، بما يمثله من تأثير جهود قطاع التسويق العالمي الإيجابي في تقليل النفقات التشغيلية لوزارة الكهرباء وتحقيق استهلاك أمثل للوقود من خلال تحسين كفاءة المحطات الكهربائية وتقليل الحاجة للصيانة الدورية، وعقب ذلك دشنت المؤسسة مشروع مرافق استيراد الغاز المسال الدائمة في منطقة الزور، حيث إن المؤسسة تستورد ملايين الأطنان من الغاز الطبيعي المسال سنويا حسب الخطط المعد لها مسبقا.

وأشارت القلاف إلى أن استيراد الغاز الطبيعي المسال يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف البيئية لدولة الكويت، وأن استخدام الغاز الطبيعي المسال كبديل أنظف للوقود الأحفوري التقليدي يساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء، حيث إن هذا المشروع يعكس التزام «مؤسسة البترول» بتبني ممارسات مستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

تجدر الإشارة إلى أن منشأة استيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) هي بنية تحتية مصممة لاستقبال وتخزين وتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية للاستخدام في شبكات توزيع الغاز المحلية أو لأغراض صناعية وتجارية، وهذه المنشآت تلعب دورا حيويا في تأمين إمدادات الطاقة، خاصة في البلدان التي تعتمد على واردات الغاز مثل الكويت.

أكبر المنشآت في الشرق الأوسط

أشارت القلاف إلى أن مرافق استيراد الغاز المسال في الزور تتمتع بقدرات تزويد وسعة تخزين كبيرة للغاز المسال كأكبر المنشآت في الشرق الأوسط، مما يعكس رؤية واضحة لإستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية طويلة المدى لتلبية احتياجات الطاقة بكفاءة اقتصادية واهتمام بالبيئة، مبينة أن مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور يمثل جزءا حيويا من إستراتيجية مؤسسة البترول الرامية إلى تنويع مصادر الوقود لمحطات وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بهدف تزويد المزيج الأمثل لوقود محطات الطاقة توليد الطاقة الكهربائية وإنتاج المياه في دولة الكويت، وهو الأمر الذي تتزايد أهميته خلال فصل الصيف نظرا للارتفاع الكبير في الطلب على الطاقة.

تناغم وسلاسة مع الشركات النفطية و«الكهرباء»

ذكرت القلاف أن قطاع التسويق العالمي يعمل بتناغم وسلاسة مع الشركات النفطية التابعة، بما في ذلك الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبك»، وشركة نفط الكويت، وشركة البترول الوطنية الكويتية، وبالتنسيق الوثيق مع وزارة الكهرباء والماء. وأوضحت أن هذا التعاون المثمر يسهم في تعظيم الإيرادات وتعزيز كفاءة العمليات وضمان تزويد شبكة الكهرباء في الكويت بالوقود الأمثل وتحقيق فوائد اقتصادية كبيرة ساهمت في تعزيز الاقتصاد الوطني وعززت مكانة دولة الكويت على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الطاقة النظيفة.

5 نتائج

1- سجل قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول نجاحا بارزا في تحقيق وفر مالي قدره 2.5 مليار دولار خلال 2023/2024 عبر استخدام الاقتصادات المثلى في تزويد الطاقة إلى محطات الكهرباء والماء.

2- مرافق «الزور» نجحت في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال خصوصا في أوقات الذروة الصيفية.

3- بدء عمليات استيراد الغاز المسال في 2009 والاستيراد الحالي وصل إلى ملايين الأطنان سنويا.

4- الأهداف البيئية في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء.

5- أهمية التعاون بين قطاعات الدولة المختلفة لتحقيق النجاح المستدام خلال السنوات المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى